أحدثت فتاة سعودية اسمها سوسن السيهاتي ضجة كبرى داخل الوسط السعودي، ولكن ليس بسبب مشكلتها التي عرضتها في برنامج الثامنة الشهير في المملكة، وإنما لسبب طريف في ظاهره وعميق جداً في داخله.

الرياض: الفتاة السعودية ظهرت تتحدث عن أزمتها مع برنامج الابتعاث منذ أن كانت في مصر أثناء الثورة الأولى، ومن ثم مغادرتها إلى المملكة المتحدة وعدم حصولها على فرصة الانضمام للبرنامج، أما الوسم المخصص لها فيتحدث عن الحب والجمال والتعالي على المذهبية.

وسوسن السيهاتي سعودية من المذهب الشيعي، وكما يتضح من اسمها فهي تعود إلى منطقة سيهات شرق المملكة.

في الوسم الذي غاب عنه المشاهير تقريباً ولم يظهر فيه اسم معروف سواء من دعاة التقريب أو التنفير، حضر الشباب السعوديون من الجنسين ومن الطائفتين، يبحثون جمال هذه الفتاة الصارخ كما قال بعضهم، في حين قال البعض الاخر وخصوصاً من الجنس الناعم إن جمالها عادي ولا يستحق كل هذه الهالة.

ما جعل الوسم طريفاً أنه نسي تماماً مشكلتها الدراسية، وركز بصورة كاملة تقريباً على جمالها، و عرض بعضهم الزواج منها، وقال آخرون إنهم فخورون بهذه الفتاة الجميلة ويحبونها ويحبون مذهبها، في حين أعلن العديد أن المذهب لا يتعارض مع قيم الحب والجمال وأعلنوا إيمانهم بسمو الجمال والحب على الكراهية و نزاعات الطوائف.

حوار المذاهب في الوسم بدا على غير عادته هذه المرة، إذ خلا من الشتم والسب المتبادل عادة في كل شأن يخص السنة والشيعة، فلا حضور لعصمة الأئمة ولا أفضلية الشيخين، ولا ولاية الفقيه ولا الأجساد المفخخة، إذ راحوا يركزون جداً على مؤهلات التقريب التي قالوا بأن الجمال يمكن أن يكون أحد أهم أسبابها.

ورغم أن التعليقات جاءت في مجملها بصيغة المزاح، إلا أن انحسار التوتر كان كفيلاً بجعل الكثيرين داخل الوسم يتساءلون عن وقع الجمال على نفوس المتوَتِّرين والمتوْتِرين. إذ ظهر جلياً أن أسباباً غير فكرية ودينية يمكنها فتح باب الحب والتفاهم.

في السعودية كما في باقي البلاد العربية التي يتكون مجتمعها من سنة وشيعة يبدو التوتر الطائفي ظاهراً على مواقع التواصل الاجتماعي رغم غيابه في الشوارع وقاعات الدرس وملاعب الرياضة، أما في حالة سوسن فالكثيرون تساءلوا عن غياب دعاة الكراهية عن هذا الوسم المثير، وإن كان بعض ممثليهم وحاملي فكرهم ظهروا على استحياء ممعنين في نشر فكرهم، إذ تجاهلوا تماماً حوار الشباب حول الحب والجمال وحاولوا حرف الوسم إلى نزاع طائفي مذكرين بما يحدث في سوريا والعراق ضد quot;أهل السنةquot;، ولكن جمال سوسن يبدو أنه كان أقوى.

الفتاة المعنية بكل هذا الأمر علقت على الوسم وشاركت فيه، وقالت إنها فخورة أن تكون سبباً في التقارب وإن كان شكلياً، وأكدت أنها سعيدة بذلك، في حين علق أحد المغردين واسمه محمد قائلاً quot;لنا 15 سنة حوار وطني ومجلس شورى وتقارب مذهبي وفشلنا في ما حققته سوسن في حلقة واحدةquot;.