الرباط: لقي مهاجر شاب من الكاميرون مصرعه بعد سقوطه من الطابق الرابع لاحدى العمارات في طنجة شمال المغرب، مسببا توترا أمنيا في المدينة التي شهدت حادثا مشابها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، على ما أفادت مصادر حقوقية الخميس.
وقال ابو بكر الخمليشي المسؤول في فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة طنجة لوكالة فرانس برس الخميس ان quot;قوات الامن اقتحمت شقة كاميرونيين في عامرة بحي بوخلف مساء الاربعاء وبعد ذلك بلحظات سقط من الطابق الرابع للمبنىquot;.
ويأتي هذا الحادث بعد أقل من شهرين على وقوع حادث مشابه في المدينة نفسها، حيث لقي مهاجر سنغالي مصرعه بعدما سقط من طابق علوي لاحد المباني ما تسبب في توتر بين المهاجرين وقوات الأمن.
وانطلقت مسيرة لمئات المهاجرين على الأقدام حمل خلالها مهاجرون جثة الشاب الكاميروني على أكتافهم متوجهين نحو مفوضية الشرطة شمالي المدينة، للاحتجاج على quot;العنف المرتكب في حق المهاجرينquot;، على ما أفاد الخمليشي.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية المغربية إن قوات الأمن تعرضت quot;للرشق بالحجارةquot; حينما حلت بالمكان، وأصيب رجلا امن حسب المصدر نفسه quot;من طرف مهاجرين غير شرعيين أرادوا استغلال الحادثة بقيادة مسيرة على شاكلة جنازةquot;.
ولم يعرف حتى الآن الاسم الكامل لهذا الشاب الكاميروني. لكن الخمليشي أوضح لفرانس برس ان اسمه سيدريك ويبلغ من العمر 18 سنة.
وأضاف quot;لا نعرف ما اذا كان قد قفز أو دفعته قوات الأمن، لكن يجب أن يكون هناك تحقيق في ما حدثquot;.
في بيان الخميس تحدثت quot;المجموعة المناهضة للعنصرية والدفاع عن الأجانب والمهاجرينquot; عن سيناريو مماثل، موضحة ان الشرطة غادرت المكان بسرعة من مكان الحادث.
ورفض المهاجرون تسليم جثة الشاب الكاميروني في البداية للمشرحة.
لكن مفاوضات تدخل فيها حقوقيون من جمعيات محلية ومن ممثلي المجلس الوطني لحقوق الإنسان أفضت إلى إقناعهم بتسليم الجثة على أساس فتح تحقيق نزيه وشفاف فيما حدث.
ووعدت السلطات المحلية بفتح تحقيق في الحادث لتحديد المسؤوليات في ظروف وفاة الشاب الكاميروني.
ويواجه المغرب ضغطا بسبب تزايد أعداد المهاجرون الراغبين في العبور الى أوروبا بسبب موقعه الجغرافي، وبسبب وجود مدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين اللتين تعتبران الأراضي الأوروبية الوحيدة على القارة الأفريقية.
وتقدر السلطات المغربية عدد المهاجرين على اراضيها بما بين 25 و40 ألف مهاجر. وقد اطلقت quot;سياسة جديدةquot; لتسوية الوضع القانوني لبعض اللاجئين، وايجاد حلول أخرى لتسوية وضع المهاجرين الآخرين ومن بينها الترحيل الطوعي الى بلدانهم.
وجاءت هذه السياسة بعد اتهامات دولية للسلطات الامنية في المغرب بممارسة العنف خلال عمليات الترحيل التي تقوم بها خاصة في اتجاه الأراضي الجزائرية، أقصى شرق المغرب، فيما اتهمت الجمعيات العاملة في الميدان السلطات بquot;الترحيل القسريquot; للمهاجرين الذي يشوبه العنف.
وخلال الأسابيع الماضية أعلنت السلطات في مدينة طنجة شمال المغرب توقيف عشرات المهاجرين بشكل يومي، كانوا يحاولون عبور مضيق جبل طارق.
وأوقفت السلطات 200 مهاجر الأحد الماضي quot;مرشحين للهجرة السرية، بفضل تقوية إجراءات مراقبة الشواطئquot; حسبما أفاد محافظة أمن المدينة.
التعليقات