على متن الطائرة الرئاسية فورس وان: دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين مواطني افريقيا الوسطى الى نبذ دوامة العنف التي quot;تمزقquot; بلادهم والى توقيف مرتكبي quot;الجرائمquot;، وذلك في رسالة مسجلة بثها البيت الابيض.
وفي هذا التسجيل الذي اجري في دكار قال اوباما quot;ان زعماء يحظون باحترام طوائفكم، من مسلمين ومسيحيين، يدعون الى الهدوء والسلام. ادعو الحكومة الانتقالية الى الانضمام الى هذه الاصوات وتوقيف اولئك الذين يرتكبون جرائمquot;.
وشدد اوباما على quot;ان العنف المروع في هذه الايام الاخيرة يهدد البلاد التي تحبونها. وقد قتل ابرياء، من رجال ونساء واطفال. وهربت عائلات من منازلهاquot;.
واضاف اوباما quot;نعلم من خلال التجربة المريرة التي مرت بها بلدان اخرى، ما يحصل عندما تسقط مجتمعات في (دوامة) العنف والانتقام. اليوم رسالتي لكم بسيطة: انه ليس امرا محتوما. انكم شعب جمهورية افريقيا الوسطى الابي تملكون قدرة الخيار لسلوك طريق مختلفquot;.
وتابع quot;ان الاشخاص الذين لجأوا الى العنف يجب ان يحاسبوا وفقا للقانون. وفي هذه الاثناء وفيما تعمل قوات دول اخرى افريقية وفرنسا على ارساء الامن ستدعم الولايات المتحدة جهودها الرامية الى حماية المدنيينquot;.
واضاف اوباما quot;بامكانكم اظهار حبكم لبلادكم من خلال نبذ العنف الذي يمزقها. بامكانكم الخيار بالتزامكم بالمبدأ الذي هو في صلب كل الديانات الكبرى: عامل الاخرين كما تريد ان تعاملquot;.
وخلص الى القول quot;هكذا نجسد ايماننا. هكذا تتم المصالحة. وهكذا تستطيع جمهورية افريقيا الوسطى الذهاب قدما وتسلك طريقا افضل حيث يكون بامكانكم وبامكان مواطنيهم السعي الى توفير الامن والكرامة اللذين تستحقونهماquot;.
وقد توقف الرئيس الاميركي لفترة قصيرة الاثنين في دكار لتزويد طائرته فورس وان بالوقود. وهو يمضي اليوم الثلاثاء في جنوب افريقيا حيث يشارك في منطقة جوهانسبرغ في حفل تأبين بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري نلسون مانديلا الذي توفي الخميس الماضي عن 95 عاما.
وتأتي رسالة اوباما الى افريقيا الوسطى بعد بدء تدخل فرنسا في هذا البلد بدعم من الولايات المتحدة. وقد نشرت باريس 1600 جندي لدعم القوة الافريقية الموجودة اصلا في البلاد.
وتغرق افريقيا الوسطى في حالة من الفوضى وفي دوامة من اعمال العنف الاتنية والطائفية بين المسيحيين والمسلمين منذ ان اطيح بالرئيس فرنسوا بوزيزي في اذار/مارس الماضي على يد تحالف سيليكا الذي يضم خليطا متنوعا لكن غالبيته من المسلمين. وقتل اكثر من اربعمئة شخص منذ الخميس الماضي.