أثار اختيار مجلة تايم الأميركية البابا فرانسيس شخصية العام استياءً مصريًا، بسبب استبعاد عبد الفتاح السيسي، الذي نال أكبر نسبة تصويت، وردوا ذلك إلى مؤامرة أميركية مناصرة للاخوان المسلمين.


قد يبدو اختيار مجلة تايم البابا فرنسيس شخصية العام 2013 تقديرًا وتثمينًا لاجتماع رسالة التقوى والدعوة إلى العدالة الاجتماعية في شخص واحد. لكن اختيار المجلة أثار غضب أوساط واسعة من المصريين الذين استنكروا القرار بوصفه انتهاكًا للمبادئ الديمقراطية.

سبب مصري وجيه

يقول المصريون إن لديهم سببًا وجيهًا للسخط على مجلة تايم، مشيرين إلى أن وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح السيس فاز، ولو بفارق ضئيل، في الاستطلاع الذي أجرته المجلة على الانترنت بين القراء لاختيار شخصية العام، متقدمًا على منافسين مثل البابا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان.

وأثار القرار موجة استياء بين المصريين في فضاء الانترنت، بتفجير اتجاهين واسعي الانتشار في مصر، هما شعبية السيسي التي تتبدى احيانًا في مظاهر هي أقرب إلى عبادة الشخصية من جهة، والاعتقاد السائد بين المصريين بأن الادارة الاميركية والاعلام الغربي يتآمران ضد مصر من أجل مآرب غير معلنة، من الجهة الأخرى.

وحمل اذاعيون ومعلقون في الصحف المصرية ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر ذي الشعبية الكبيرة بين المصريين على مجلة تايم، متهمين إياها بتجاهل اصوات الجماهير وعدم احترام ارادتها بضرب خيارها عرض الحائط. وكتبت رهام محمد مثلًا تغريدة قالت فيها إن اختيار مجلة تايم باطل وظالم، متسائلة: quot;إذا لم يكن الفريق السيسي شخصية العام، فلماذا سألتم الناس؟quot; واضافت: quot;أنتم كذابون كرئيسكمquot;.

مشكوك فيه

في الواقع، اختيار مجلة تايم شخصية العام امتياز مشكوك في قيمته. فمحررو المجلة أنفسهم أوضحوا مرارًا أن اللقب يُخلع على شخصية قوية بصرف النظر عما إذا كانت مساهمتها في احداث العالم إيجابية او سلبية. لكن غضب المصريين عمومًا يشير إلى مفارقة تجمع بين المساهمة الايجابية بنظر ملايين المصريين الذين رحبوا بدور السيسي في عزل الرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين، والسلبي بنظر مؤيدي الرئيس المعزول والاخوان المسلمين الذين يتهمون السيسي بقيادة حركة انقلابية ضد رئيسهم المنتخب.

وكان خصوم مرسي الذين نزلوا إلى الشوارع بالملايين أكدوا أن الديمقراطية لا تعني مجرد انتخابات وان الذين انتخبوا مرسي عام 2012 قرروا عزله بعد عام من الاخفاقات والمواقف التي كشفت انه كان يعتزم استخدام صناديق الاقتراع لمرة واحدة.

غدر المجلة

كتبت صحيفة الوطن المصرية أن quot;تايمquot; تجاهلت تمامًا صوت القراء باختيارها البابا فرنسيس. وشكت صحيفة الدستور قائلة إن هناك علامة استفهام كبيرة على سبب غياب اسم السيسي بين المتنافسين رغم فوزه الساحق في تصويت القراء.

ودعت مقالات افتتاحية في صحف مصرية اخرى إلى مقاطعة مجلة تايم. وإذاعيًا، استنكر معلقون اختيار مجلة تايم قائلين إنه يعبر عن نمط من التحيز المعادي لمصر في خدمة أجندات خارجية. وكدليل على غدر المجلة، أشار المعلقون إلى قصة الغلاف التي نشرتها تايم بعد عزل مرسي، إذ كتبت المجلة عنوانين على صورة محتجين مناوئين لمرسي تصف فيها المصريين بأنهم quot;افضل محتجي العالم وأسوأ ديمقراطيي العالمquot;.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن الصحافي المصري المعروف ابراهيم عيسى قوله إن قرار تايم استبعاد السيسي عن العشرة الذين تصدروا قائمتها النهائية يفضح عداء النخب الغربية له. وقال عيسى: quot;لا أحد يصدق أن تايم ستختار السيسي شخصية العامquot;.