توفي طفلان سوريان في حمص، وآخران في مخيم للنازحين في عرسال اللبنانية، بسبب الصقيع، ما يضيف إلى مآسي السوريين مأساة إضافية.


بيروت: توالت الإنذارات في سوريا ولبنان عن العاصفة quot;ألكساquot; الروسية، التي تهدد بالعواصف والرعود، وانهمك الناس في الاستعانة بالتدفئة وتخزين المواد الغذائية، وتبادل النكات حول عاصفة توقعوها هائلة فأتت أقل من التوقعات، بينما كان الأطفال السوريون النازحون في سوريا وفي لبنان يعانون الأمرين، الخروج من منازلهم، و الموت بردًا في خيم قد لا تصلح لإيواء الحيوانات في الشتاء.

الموت البطيء

لم يوفر الاعلام مخيمات النازحين خارج سوريا، خصوصًا أن الهيئات الدولية قادرة بكل سهولة أن تصل إليها، فتقدم للنازحين ما يتيسر من معونات، لا تغني من جوع. إلا أن المرارة الحقيقية هي أحوال السوريين داخل سوريا، في بيوتهم أو في مناطق نزحوا إليها. فهؤلاء يعيشون موتًا بطيئًا، في خيمة أو خرابة أو مدرسة أو منزل. فلا كهرباء في سوريا معظم اليوم، ولا وقود للتدفئة إلا في بعض المناطق الخاضعة لسلطان النظام السوري، الذي حرم المناطق الأخرى من كل ما قد يعضد عزيمتها على الصمود بوجهه. وهكذا، لا ينعم السوريون بالدفء أو بأي وسيلة تساندهم على تأجيل الموت صقيعًا.

وكانت لوفاة طفلين سوريين من البرد في الرستن في حمص، هما الطفلة نضال اسكيف والطفل حسين طويل، توقف قلبهما عن الخفقان بسبب البرد القارس، بالغ الأثر في الناشطين السوريين، خصوصًا بعدما تواتر خبر وفاة طفلين آخرين في أحد المخيمات العشوائية في بلدة عرسال البقاعية المحاذية للحدود اللبنانية مع سوريا.

صور مؤلمة

إزاء هذه المعاناة القاسية، انتشرت على صفحات الثورة السورية على موقع فايسبوك الكثير من الصور المؤلمة، ترمز كلها إلى ألم أطفال سوريا في موجة الصقيع، التي يبدو أنها تتعاون مع نظام الأسد على الفتك بهم، فكان رسم رجل الثلج يصلي على متوفى مؤلمًا فانتشر، إلى جانب رسم رجل ثلج تنتأ منه بنادق النظام وحزب الله والحرس الثوري، وكلها ترمي نارًا على الشعب السوري.

كما انتشرت صور الخيم والقبور المجللة بالثلج، وفتاة تحاول تدفئة قدمها خلف عادم سيارة، طمعًا بحرارة تنبعث منه. فكانت هذه الصور سلاحًا بيد الناشطين، ليظهروا للعالم صورة واضحة لمآس يرضى باستمرارها، من دون أفق حل.