أفتى الشيخ السلفي ياسين العجلوني بجواز أن يتخذ الرجل 50 سورية أمة له ملك يمينه ليعيلهن ويحميهن من الاستغلال الجنسي، في فتوى تضاعف مآسي السوريات الهاربات من الموت.


القاهرة: أفتى شيخ سلفي بجواز أن يتخذ المسلم خمسين جارية من السوريات، بقصد كسوتهن وسترهن وأيوائهن، وضمان عدم استغلالهن جنسيًا، بسبب نقص الرجال في سوريا الناتج من الحرب الدائرة بين نظام بشار الأسد والمعارضة.

وتأتي هذه الفتوي لتضع المزيد من الملح في جروح السوريات اللواتي يتعرضن للمآسي منذ أكثر من ثلاثة أعوام، منذ ابتداء الثورة المطالبة بالحرية واسقاط نظام الأسد.

من أشراط الساعة

فقد أطلق الشيخ ياسين العجلوني، القيادي بالتيار السلفي في الأردن، فتوى تبيح للرجل اتخاذ خمسين جارية سورية. وقال: quot;بالنيابة عن علماء الشام وسوريا، أصدر الفتوى بجواز أن تطلب المرأة السورية من الرجل المسلم القادر على كسوتها وسترتها وإيوائها أن يدخلها في عقد ملك اليمين، كي تصير ملكًا ليمينهquot;، أي من الجواري والإماء.

وأضاف العجلوني أن لديه دليلاً على جواز ذلك، quot;والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل إلى قوله حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد، والقيم هنا من يقوم بأمرهن فيصرن له مواليات وإماءquot;.

وتابع مستندًا إلى أدلة جديدة: quot;وفي الحديث الذي رواه البخاري ويرى الرجل الواحد تتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء، ولقوله صلى الله عليه وسلم إذا عمت الفتنة ميز الله أولياءَه حتى تتبع الرجل خمسون امرأة تقول يا عبد الله استرني يا عبد الله آوني، وفي الرواية تقول له: انكحنيquot;.

ملك اليمين

واستنادًا للأحاديث التي ساقها العجلوني، قال: quot;فعلاجًا لمسألة التهجير الواقع على أهلنا في سوريا، بحيث أن النساء في سوريا المهجرات لا يجدن من يغطي نفقاتهن ولا يجدن من يحرص على حفظهن وحفظ أمنهن، فيجوز لهن أن يطلبن الدخول في عقد زواج ملك اليمين، بحيث يصير هذا الرجل سيدًا لها وتصير هي ملك يمينه، وتطبق فيها أحكام ملك اليمين التي أكدها الله في قوله (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)quot;.

أضاف: quot;علة الحكم الشرعي، علة أن تصير المرأة في حكم ملك اليمين كما بينا في هذه الأدلة، أولًا، قلة الرجال وكثرة النساء، وهذا كما قال الإمام النووي: وأما سبب قلة الرجال وكثرة النساء فهو الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان، وتراكم الملاحم، وقد بينا أننا قد دخلنا في آخر الزمان بسبب ما ذكره الله في قوله: (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا)quot;.

أمة سورية

وأوضح العجلوني اجراءات ملك اليمين للمرأة السورية، وقال: quot;نحن نفتي المرأة السورية التي تريد الزوج بالرجل المسلم زواج ملك اليمين بعقد ملك اليمين أن يصير سيدها، وتصير أمة له، وهذا العقد لا يحتاج إلا أن تستبرئ المرأة نفسها بحيضة، ويسجل هذا العقد عند المشايخ أو عند كاتب العدل أو عند القاضي السوري أو عند القاضي في البلد الذي هاجرت إليه، ويسجل هذا العقد في المحاكم المدنية أو المحاكم الشرعية، أو يعلن على وسائل الاتصال المعروفة، ولأن تصير هذه المرأة ملكًا له، بعد أن تقول له: ملكتك نفسي بعقد ملك اليمين، تصير هذه المرأة مولاته ويصير هو سيدها، فتصير هي أمة له وجارية له وخدمة له، عليه كسوتها، وعليه حفظها، وعليه رعايتها صحيًا وبدنيًا، وعليه نفقتها ونفقة من في حياضه من ولد أو أخ أو غير ذلك، إذ يدخل هؤلاء في حكم ملك اليمين بعد أن تصرح المرأة بهذا اللفظ (ملكتك نفسي)، وهذا يكون مقابل أجر معلوم مقابل مبلغ معلوم، يدفعه لها هذا الرجل المسلم المقتدر لكي يكفيها ويأويهاquot;.

مال لها

تلزم الفتوى الرجل بإيداع مبلغ من المال للمرأة السورية، وقال العجلوني: quot;ولا بأس في أن يوضع لها حساب بنكي بحيث يكون هذا المبلغ مؤمنًا لها في أي وقت تحتاجه، وهذا المبلغ سوى نفقتها وكسوتها وبيتها وما إلى ذلك مما تحتاج إليهquot;.

وأضاف أن هذه الفتوى نيابة عن علماء الشام، quot;وسوف ندعو علماء الشام إلى الأخذ بها، لأنها الوسيلة الشرعية الوحيدة التي تضمن للمرأة السورية المهجرة التي ليس لها أحد إلا الله، تضمن أن لا تستغل جنسيًا، وأن لا تهان، وأن لا يعتدى عليها، وأن لا يتمتع بها بوسائل غير شرعيةquot;.

وتأتي هذه الفتوى لتزيد من أوجاع السوريات، لاسيما في ظل إزدياد الأوضاع سوءًا، ومحاولة استغلال بعض الرجال من ذوي النفوس الضعيفة السوريات في بلاد الهجر جنسيًا.