بيروت: دان المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين قيام مجموعة مسلحة باقتحام المكتب الاعلامي لبلدة كفرنبل التي ذاع صيتها بفضل الرسوم الكاريكاتورية لناشطيها المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد وحسهم الفكاهي في مقاربة النزاع.
وكان المكتب الاعلامي لهذه البلدة الواقعة في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد عن قيام عناصر من الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة، باقتحام مقره ليل السبت، وسرقة معداته واحتجاز عاملين فيه لساعات، وذلك احتجاجا على رسم كاريكاتوري ينتقد الدولة الاسلامية.
وقال المجلس الوطني في بيان quot;قامت جماعة مسلحة بالاعتداء على المركز الإعلامي لمدينة كفرنبل (...) المدينة التي حملت صوت ثورة الحرية وصورتها المشرقة إلى العالمquot;. ودان المجلس، الذي يعد احد ابرز مكونات الاتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة quot;الاعتداء الأثيم على كفرنبل رمز وضمير الثورة السوريةquot;.
وكان المكتب الاعلامي للبلدة نشر على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي بيانا جاء فيه quot;اقدم عناصر يتبعون لفصيل دولة الاسلام في العراق والشام بتطويق مبنى المكتب الاعلامي (...) ودخلوه مدججين بالسلاحquot; مساء السبت 28 كانون الاول/ديسمبر. ويضم المقر المكتب ومحطة اذاعية وquot;باص الكرامةquot;، وهو مشروع يقيم فيه ناشطون متطوعون نشاطات ترفيهية وتعليمية للاطفال النازحين.
واضاف ان المسلحين ارغموا الناشطين على quot;الانبطاح على الارض ووضع ايديهم فوق رؤوسهمquot;، قبل ان يقوموا بسرقة معدات منها اجهزة كومبيوتر وكاميرات ومعدات بث، ويعتقلوا ستة اشخاص. واشار الى ان الموقوفين اطلقوا بعد ست ساعات، في حين بقيت المعدات والاجهزة في حوزة quot;الدولة الاسلاميةquot;، مطالبا باستعادتها.
واعتبر المكتب الاعلامي ان المسلحين quot;يسعون إلى النيل من النشطاء المسؤولين عن الرسم الكاريكاتوري الذي حمل في احدى تظاهرات كفرنبل، والذي يصور رجلا من هذا الفصيل يضرب مقاتلًا من الجيش الحر في ظهرهquot;، في اشارة الى معارك دارت خلال الاشهر الماضية بين مقاتلين معارضين وآخرين جهاديين في مناطق عدة من سوريا.
ومنذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/مارس 2011، اكتسبت كفرنبل شهرة من خلال التظاهرات التي تشهدها كل جمعة، وترفع خلالها رسوما كاريكاتورية وشعارات ساخرة تنتقد قصف القوات النظامية لمناطق واسعة من سوريا، وquot;صمت المجتمع الدوليquot; تجاه quot;المجازرquot;.
ومن الرسوم الحديثة التي رفعت في الاسبوع الماضي تزامنًا مع عيد الميلاد، واحدة تصور quot;برميلًا متفجرًاquot; يسقط على مدينة حلب، الا ان انفجاره ادى الى نمو اغصان خضراء تعلوها قبعة quot;بابا نويلquot;. وتعرّضت حلب وريفها منذ منتصف الشهر الجاري لقصف جوي عنيف quot;بالبراميل المتفجرةquot;، ادى الى مقتل 517 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وعلى رغم تراجع وتيرة التظاهرات الأسبوعية، ثابر اهالي كفرنبل على رفع شعاراتهم التي تلقى انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وشدد المكتب الاعلامي في بيانه على ان quot;كفرنبل مستمرة في حراكها ولن توقفها كل مشاريع الخوف الذي يحاول البعض زرعهاquot;.
وبرزت خلال الاشهر الماضية نقمة شعبية في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على المجموعات الجهادية وتشددها في تطبيق الاسلام، وتنفيذها عمليات خطف وقتل لا سيما في حق الاجانب، وبينهم صحافيون.
التعليقات