الرباط: يعتصم اكثر من 150 سوريا منذ الجمعة الماضي في ساحة عامة وسط مدينة مليلية الإسبانية شمال شرق المغرب بالقرب من مكتب الحكومة المحلية، احتجاجا على أوضاعهم، حسب ما أفاد ممثل الجمعية المغربية لحقوق الانسان مساء الثلاثاء.
وقال حسن عماري ممثل الجمعية شرق المغرب لفرانس برس ان quot;هؤلاء السوريين الذين يوجد بينهم اكثر من 50 طفلا غادروا مركز الهجرة واللجوء في مدينة مليلية، وتوجهوا الى الساحة المذكورة واحتلوا عشبها بعد ان نصبوا أربعين خيمةquot;.
وأوضح عماري لفرانس برس ان هؤلاء السوريين الموزعين على عدد من مدن شرق المغرب كوجدة (على الحدود مع الجزائر) والناظور المحاذية لمدينة مليلية يطالبون سلطات المدينة بquot;تسوية وضعيتهمquot;.
وتتمثل هذه التسوية حسب عماري في مطالبة السوريين السلطات الاسبانية quot;منحهم اللجوء ونقلهم إلى اسبانيا للاستقرار هناكquot;.
ومليلية البالغ عدد سكانها نحو 80 الفا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون التسلل الى أوروبا من المغرب المجاور.
من جانبه قال جهاد فرعون منسق رابطة السوريين الأحرار في الدول المغاربية، المقيم في العاصمة الرباط في تصريح لفرانس برس الثلاثاء ان quot;عدد السوريين الذين حلوا في المغرب منذ بدء النزاع في سوريا يبلغ حوالي 2500 سوريquot;.
وأوضح فرعون لفرانس برس ان عدد طالبي اللجوء السوريين اليوم في المغرب الذين تقدموا بملفاتهم لمكتب المفوضية العليا للاجئين في العاصمة الرباط يبلغ حوالى 500 شخص، لكن أغلبهم حسب فرعون quot;يرغبون في العبور الى أوروباquot;.
وأضاف المصدر نفسه ان المفوضية العليا كانت قد تلقت قبل اكثر من سنة تعليمات من السلطات المغربية لوقف عملية قبول طلبات اللجوء، وبالتالي لم يحصل quot;سوى حوالى 100 سوري على بطاقات اللجوء، فيما تم منح بعضهم بطاقات إقامةquot;.
ويمكن للاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء حين حصولهم على أوراق إقامة في المغرب، من تسجيل آبائهم في المدارس المغربية والحصول على حقهم في العلاج وكذلك العمل بطريقة شرعية.
وأوضح فرعون ان quot;الأمور يمكن أن تتحسنquot; خاصة بعد إعطاء العاهل المغربي تعليماته للسلطات بquot;حل ملف الهجرة واللجوء بمقاربة إنسانيةquot;، وذلك حسب فرعون quot;رغم ان هذه السياسة لم تظهر نتائجها بشكل جلي على الأرض بعدquot;.
وأعطى الملك محمد السادس أوامره نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بعد توصية من المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي)، بتسوية ملف الهجرة واللجوء، وضمنه ملف السوريين، خاصة بعد تزايد الانتقادات الدولية للسلطات المغربية بخصوص سوء معاملة المهاجرين والعنصرية ضدهم.
ومنذ الصيف تزايد بشكل سريع عدد السوريين الذين قدموا الى المغرب من الجزائر من دون تأشيرة، بالتزامن مع الهجرة الواسعة الناجمة عن نزاع خلف حتى الآن أكثر من 115 ألف قتيل، وأسوأ أزمة لاجئين عرفها العالم منذ عقدين من الزمان.
التعليقات