أقدم انتحاري يشتبه في انتمائه إلى مجموعة يسارية متشددة محظورة الجمعة على تفجير نفسه أمام السفارة الأميركية في أنقرة ما أدى الى مقتل حارس تركي وإصابة عدد من الاشخاص بجروح بحسب مسؤولين اتراك.


أنقرة: وقع بعد ظهر اليوم، انفجار أمام سفارة الولايات المتحدة الأميركية، في العاصمة التركية أنقرة. وعقب زيارته لموقع الحادث أكد والي أنقرة quot;علاء الدين يوكسلquot;، أن الانفجار أدى إلى مقتل موظف في السفارة الأميركية، إضافة إلى الانتحاري الذي نفذ الهجوم.

وأصدرت السفارة الأميركية بيانا أكدت فيه وقوع الهجوم على السفارة، في وقت قامت فيه السلطات المختصة باتخاذ التدابير اللازمة من أجل تشديد الأمن، معبرة عن شكرها للسلطات التركية، ومنوهة بأنها ستقوم بإيراد مزيد من التفاصيل لاحقا.

ودان البيت الابيض quot;باشد العباراتquot; التفجير الذي استهدف السفارة الأميركية متعهدا التعاون مع السلطات التركية لكشف هوية مرتكبيه. وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما quot;ندين باشد العبارات الاعتداء الانتحاري ضد سفارتنا في انقرةquot;، موضحا انه يجهل هوية المسؤولين عنه.

لكنه تدارك quot;سنعمل من كثب مع السلطات التركية للتحقيق حول هذا الحادث ومحاسبة منفذيه امام القضاءquot;. ولاحظ كارني ايضا ان quot;اعتداء انتحاريا في محيط سفارة هو تحديدا عمل ارهابيquot;.

وأفاد وزير الداخلية التركي معمر غولر ان منفذ التفجير الانتحاري عند مدخل السفارة الاميركية ينتمي على الارجح الى منظمة يسارية متطرفة. وقال الوزير للصحافيين إن عناصر التحقيق الاولية تشير إلى أن quot;الانتحاري كان عضوا في منظمة يسارية سريةquot;.

وحسب الإفادات التي ذكرها شهود عيان، فإن شخصاً فجّر قنبلة كان يحملها أمام الباب الثاني للسفارة الأميركية. ونقلت إحدى المصابات إلى أحد المستشفيات القريبة، وتبلغ من العمر نحو 35 عاما، وأفادت المعلومات أنها في وضع صحي حرج، وتستمر الجهود من أجل تقديم العلاج اللازم لها.

يذكر أن الشارع الذي تقع فيه سفارة الولايات المتحدة الأميركية، يعتبر من المناطق الحساسة في العاصمة التركية، وتنتشر فيه الأبنية الرسمية وعدد من سفارات الدول الغربية. ومن جانبها، أرسلت منظمة الهلال الأحمر التركي، عشرة خبراء إغاثة وحالات طوارئ، وأفادت عن استعدادها لتلبية جميع الاحتياجات الطبية الخاصة.

وعقب الانفجار زادت القوات المختصة من إجراءاتها الأمنية حول السفارات القريبة من السفارة الأميركية، وبشكل خاص السفارتين الألمانية والفرنسية اللتين تقعان في الشارع نفسه.

ومن جانبه اتصل وزير الخارجية التركي quot;أحمد داود أوغلوquot;، المتواجد في العاصمة الصربية، بالسفير الأميركي لدى أنقرة quot;فرانسيس ريكاردونيquot;، وعزاه بشأن حادث الاتفجار، وأكد له تسخير كل الجهود التركية لكشف ملابسات الحادث ومعاقبة المجرمين.

وقطع السفير الألماني في تركيا quot;إيبرهارد بولquot;، زيارته إلى جنوب البلاد، عائدا إلى أنقرة لمتابعة تطورات الانفجار، حيث أكد موظفون في السفارة الألمانية، من المرافقين للسفير، أن مجاورة السفارة الألمانية للسفارة الأميركية، قد تلحق أضرارا بها، الأمر الذي دفعه للعودة إلى العاصمة.

داود أوغلو يستنكر التفجير

من جانبه، وصف وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الانفجار بأنه مصدر للحزن، خاصة أنه حدث في بلد مثل تركيا. وأضاف لوكالة الأناضول للأنباء في العاصمة الصربية quot;بلغرادquot;، التي يقوم بزيارة رسمية لها، أن أنقرة لطالما أولت أهمية قصوى لمسألة حماية البعثات الدبلوماسية التي تستضيفها، مقدماً تعازيه لأسر الضحايا.

وأوضح أنه سيجري اتصالات مع المسؤولين الأميركيين، للوقوف على آخر التطورات، داعياً الجهات الأمنية إلى العمل الدؤوب من أجل كشف ملابسات الحادث، واعتقال من يقفون وراءه.

وأشار داود أوغلو، إلى أنه تلقى خبر حادث التفجير، الذي استهدف السفارة الأميركية في أنقرة، أثناء اجتماع كان يعقده مع وزير الخارجية الصربي، quot;إيفان مركيتشquot;، وأن خبر الحادث شغل حيزاً من اللقاء الذي كان يعقده مع نظيره الصربي.

وأدان رئيس منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو حادث التفجير. وأعرب، في تصريح للصحافيين في العاصمة المصرية، القاهرة، عن أسفه الشديد لوقوع الحادث، الذي أودى بحياة موظف الأمن التركي، إضافة لمنفذ الهجوم.

وأكد أن من قام بهذا العمل، أضر بنفسه، وببلده، وبالإنسانية جمعاء، قائلا: quot;أستنكر بشدة هذا العمل، اللعنة لمن قام به، ومن كان خلفهquot;.

وفي السياق ذاته ، شجب وزير الخارجية البريطاني quot;ويليلم هيغquot;، بشدة، انفجار السفارة الأميركية، قائلا: quot;أنا بجانب عائلات وأصدقاء ضحايا الانفجار، الذي وقع اليوم أمام السفارة الأميركية في أنقرة، أشجب هذا العمل بشدة، وعلى تركيا والولايات المتحدة الأميركية، الوثوق بأن المملكة المتحدة ستدعمهما في سبيل الوقوف على حيثيات الحادث، والعثور على الجناةquot;.