ترك شريط فيديو بثّ الكترونيًا امتعاضًا شعبويًا لما فيه من وحشية تبدت في جلد إسلاميين في سرت الليبية شبان بالتناوب، في وقت أطلق وزير الداخلية حملة لتطهير البلاد من المجموعات المسلحة المنتشرة تبدأ بطرابلس لتشمل لاحقًا كل المدن لاسيما بنغازي.

طرابلس: أثار شريط فيديو بث على الانترنت، ويظهر فيه إسلاميون يتناوبون على جلد شبان، موجة من السخط في ليبيا، في حين هدد رئيس الوزراء الأحد بمعاقبة المسؤولين عن هذه الأعمال بشدة.

الشريط الذي يدوم أكثر من خمس دقائق، بعنوان quot;ليبيون يجلدون في سرت (شمال) بموجب الشريعةquot;، يظهر رجالًا ملتحين يتناوبون على جلد خمسة شبان، يقيدون الواحد تلو الآخر إلى جذع شجرة.

جرى المشهد في باحة تحيط بها مبان، حيث يمكن رؤية سيارات بيك-اب، تستخدمها غالبًا الميليشيات المسلحة في ليبيا، اضافة الى نحو عشرين رجلًا، معظمهم من الملتحين يرتدون الزيّ الأفغاني.

في نهاية كل مشهد من الجلد، يرفع شاب اخر قميصه، ويتوجه طوعًا الى الشجرة لتلقي ثلاثين جلدة، وهو يصرخ من الالم، ويهتف quot;الله اكبرquot;.

الا ان اسباب ودوافع هذه العقوبات بقيت مجهولة، لكن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان دان هذه الاعمال، التي اعتبرها quot;غير مقبولةquot;، وينبغي معاقبة منفذيها بقسوة. وفي مؤتمر صحافي الاحد، رفض زيدان هذه الاعمال، وقال انه سيكافحها بشكل جدي.

واثار الشريط سخط الليبيين على شبكات التواصل الاجتماعي، منددين quot;باعمال وحشيةquot; وquot;اجراميةquot;، اضافة الى وصفها بانها quot;ممارسات تعود الى القرون الوسطىquot;.

حملة لطرد مجموعات مسلحة من طرابلس
من جهته، أعلن وزير الداخلية الليبي عاشور شوايل الاحد اطلاق حملة ترمي الى طرد مجموعات مسلحة تحتل اكثر من 500 ملكية خاصة او حكومية بصورة غير قانونية.

وقال الوزير ان حملة قررتها الحكومة لتمشيط حوالى 540 مبنى - حكوميا او خاصا - وبينها منازل ومزارع محتلة في طرابلس، بدات مساء السبت مع اخلاء معسكر في جنوب العاصمة. واضاف ان قوة مختلطة من الجيش والشرطة مجهزة بكل انواع الاسلحة تحركت لهذا الغرض، من دون ان يستبعد امكانية تلقي دعم من مروحيات.

ستمتد هذه الحملة تدريجيا الى كل المدن، ولا سيما بنغازي، ثاني اكبر مدن البلاد، كما اعلن الوزير في مؤتمر صحافي الى جانب رئيس الوزراء علي زيدان.

وتواجه السلطات الليبية الجديدة التي تقع ضحية حالة من الفلتان الامني المتزايد، صعوبة في تشكيل جيش وقوى امنية، تاركة بذلك المجال امام ميليشيات تقوم بفرض القانون منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في تشرين الاول/اكتوبر 2011.

من جهته اعلن زيدان انه تم تحرير اشخاص معتقلين بصورة غير قانونية، وصودرت كميات من الكحول ومنتجات اخرى محظورة خلال اول عملية مساء السبت. واكد مواصلة هذه الحملة، محذرا من ان الحكومة لن تتردد في استخدام القوة ضد من يقاوم او يحاول اعتراضها بالقوة.

صودف اطلاق هذه الحملة مع موجة تسمم ناجمة من استهلاك كحول فاسدة يدوية الصنع اوقعت 87 قتيلا و1044 حالة تسمم في طرابلس منذ السابع من اذار/مارس، بحسب حصيلة جديدة لوزارة الصحة نشرت الاحد.