كان عزت الدوري سادس المطلوبين على القائمة الأميركية التي غزت العراق عام 2003. ورصد الأميركيون عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، ولكن بعد عشر سنوات على الحرب لا يزال عزت الدوري حرًا ويبدو أنه أفلت من قبضة مطارديه.


لندن: كان سادس المطلوبين على قائمة القوات الأميركية بمنزلة ملك الاسباتي بين أوراق اللعب التي وُزع عليها أركان النظام. وعندما هرب من ملاحقة القوات الأميركية التي غزت العراق كان كل شيء يبدو ضده.

كان عزت ابراهيم الدوري في الستين من العمر آنذاك ويعاني سرطان الدم. ورصد الأميركيون عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بمعلومات تؤدي الى اعتقاله أو قتله. وإذ كان عزت الدوري من كبار أعوان صدام حسين ومتهما بارتكاب جرائم ضد الشعب العراقي فانه كان محل كراهية الكثير من العراقيين.

أفلت من مطارديه

ولكن رغم كل العقبات التي اعترضت طريقه يبقى الدوري، بعد عشر سنوات على بدء حرب العراق، الرجل الذي افلت من مطارديه. وقبل شهرين طل نائب صدام البالغ من العمر 70 عاما اليوم وأعلى مسؤول في نظام صدام ما زال طليقا، في شريط فيديو على الانترنت لدعم احتجاجات المتظاهرين في المحافظات ذات الأغلبية السنية.

وظهر الدوري في شريط الفيديو الذي مدته 53 دقيقة يوم نُشر على يوتيوب يتلو بيانا من وراء مكتب يعلوه عَلَم صدام وعلى جانبيه ضباط بملابس الجيش العراقي. وكان ذلك أول شريط فيديو له منذ نيسان (ابريل) 2012.

وأعلن فيه دعم الاحتجاجات في المناطق السنية غرب العراق وشماله مطالبين الحكومة التي تقودها احزاب شيعية بالاستماع الى مظالمهم وحلها. وهدد الدوري بالاقتصاص من المتواطئين مع ايران متوعدا باستهداف quot;كل من يدعم ويقف مع المشروع الصفويquot; في اشارة الى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بوصفها خاضعة للنفوذ الايراني.

وكان الدوري واحدا من ثلاثة متآمرين خططوا مع صدام حسين لاستيلاء حزب البعث على السلطة في انقلاب 1968. وتولى منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وكان من كبار القادة البعثيين الذين شاركوا في إخماد الانتفاضة التي اندلعت في العراق بعد حرب الكويت عام 1991.

إذا نسيتم نذكركم!

والدوري سيئ الصيت بتحذيره quot;إذا نسيتم حلبجة فاننا مستعدون لتكرار العمليةquot; موجها كلامه الى كرد العراق لتذكيرهم باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد قراهم في عام 1988.

وإذ أفلت الدوري من قبضة الأميركيين فانه اصبح شخصية محورية بين الجماعات البعثية المسلحة. وفي عام 2009 قال قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى حينذاك الجنرال ديفيد بترايوس في حديث لقناة العربية ان الدوري يقيم في سوريا.

محل الإقامة: مجهول

ولكن مكان إقامة الدوري حاليا ليس معروفًا. وفي شريط الفيديو الذي نُشر قبيل الاحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني (يناير) ادعى الدوري انه يتحدث من مكان ما في محافظة بابل.

ونقلت صحيفة التايمز عن مسؤولين عراقيين أن عزت الدوري موجود في قطر حيث يحتاج الى عناية طبية مكثفة لإصابته بعدد من الأمراض. ولكن مسؤولين آخرين يرون انه عاد الى المناطق الغربية من العراق مراهنا على الاحتقان الطائفي في العراق لاستثمار ما تبقى من تأييد يتمتع به العبث هناك.