بانغي: رئيس افريقيا الوسطى المخلوع فرنسوا بوزيزي الفار منذ سقوط بانغي بايدي حركة سيليكا المتمردة، تخلى عنه على ما يبدو اصدقاؤه التشاديون بعدما ساعدوه على تولي الحكم في 2003 ومكافحة تمرد الشمال في 2010.

وتحدث مصدر غربي في كانون الثاني/يناير عن علاقة quot;تدهورت على مر السنينquot; بين رئيس افريقيا الوسطى المخلوع وصديقه الرئيس التشادي ادريس ديبي.

لكن بعض المصادر اصبحت الان لا تتردد في تحميل تشاد مباشرة مسؤولية سقوط بوزيزيه.

وافاد مصدر قريب من حركة التمرد ان مناصرين تشاديين شاركوا في تمويل حركة التمرد، مؤكدا انه quot;من الصعب الاعتقاد ان ديبي لم يكن على علم بذلك بل قد يكون شجعه، او على الاقل غض النظر عنهquot;.

من جانبها علقت مجموعة الازمات الدولية مؤخرا في تقرير بان quot;موقف تشاد في ذلك النزاع، اقل ما يمكن ان يقال عنه هو انه غامض ويشتبه في ان السلطات التشادية اقامت علاقات مع سيليكاquot;.

واضافت المجموعة ان quot;التخليquot; عن بوزيزيه تم من كافة دول المنطقة، موضحة ان quot;امتناع قوة تعزيز السلام للمجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا في جمهورية افريقيا الوسطى، عن الرد خلال زحف المتمردين نحو بانغي يمكن تاويله على انه تخل من قبل المنطقةquot; عن بوزيزيه.

واكدت المجموعة انه quot;خلال اجتماع ليبرفيل (كانون الثاني/يناير) واجه بوزيزيه لوما من نظرائه في المنطقة الذين ارغموه على تقديم عدة تنازلات واخذوا عليه عدم فتح حوار مع المعارضةquot;.

ومع ذلك كانت تشاد في كانون الاول/ديسمبر 2012 اول من ارسل quot;قوات فصلquot; الى افريقيا الوسطى بينما كانت الازمة في بدايتها.

ورأى مصدر عسكري انها quot;لعبة غريبةquot; مذكرا بانه لم تحصل اي مواجهة بين المتمردين والوحدة التشادية التي تضم 400 رجل عندما دخلت افريقيا الوسطى في بداية الاحداث قبل انضمامها الى القوة المتعددة الجنسيات التابعة لوسط افريقيا.

وكان بوزيزيه الذي تولى الحكم بفضل دعم كبير من تشاد سنة 2003، يعتقد انه يستطيع الاعتماد عليها.

ووحدها القوة التي ارسلتها جنوب افريقيا دفعت ثمنا باهظا اذ قتل 13 من جنودها في اشتباكات بمدخل المدينة خلال دخول سيليكا الى بانغي في 23 اذار/مارس.

وكان مئتان من جنود هذه القوة منتشرين في بانغي منذ كانون الثاني/يناير في اطار اتفاقيات تعاون.

وقال ضابط تشادي كبير quot;لاسباب امنية لن تقبل تشاد ابدا بان يقوم عند حدودها الجنوبية نظام لا يؤيدهاquot;.

واضاف ان تشاد quot;لم تدعم عسكريا حركة سيليكا لكن الحركة اثبتت حسن نيتها فغض الجيش التشادي النظر عنهاquot;.

وصرح احد مستشاري الرئيس ديبي لفرانس برس ان quot;بوزيزيه وبعض المقربين منه كانوا يرون ان تشاد تتدخل في شؤونهم الداخلية، خصوصا في ايار/مايو 2013 عندما طلب الرئيس ديبي خلال زيارة قصيرة الى بانغي من الرئيس بوزيزيه التفاوض مع المعارضة. كان هذا امرا يتجاوز الحدود لدى قادة افريقيا الوسطىquot;.

وفي الطبقة السياسية التشادية لا يثير سقوط quot;بوزquot; قلقا كبيرا.

وقال دبلوماسي تشادي كبير quot;لا احد يتاسف على رحيله لانه لم يعرف كيف يستغل كل الفرص التي اتيحت له منذ توليه السلطة بينما ساعدته تشاد على استعادة السلطةquot;.

واضاف quot;انه الرئيس الوحيد الذي استفاد من وسائل ودعم رؤساء المنطقةquot;، معتبرا ان quot;تشاد تخلت عنه رنها تعبت منهquot;.

ولا يتوقع ان يظل بوزيزي quot;الصديق المحرجquot; اللاجئ الى الكاميرون، هناك طويلا وقد تستقبله قريبا جدا بنين التي طلب اللجوء اليها.