ثبت في بريطانيا على الأقل أن التأثيرات السلبية المؤلمة التي بات الناس حول العالم يعيشونها في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية وصلت درجة زعزت فيها كل شيء... بما في ذلك المهنة الأقدم في التاريخ.
صلاح أحمد من لندن: وجدت المومسات في بريطانيا خيارا واحدا أمامهن إن كان لهن أكل لقمة العيش كالبقية، وهو خفض أسعارهن بنسبة لا تقل عن 50 في المائة.
وفي تقرير أعده مجلس بلدية ويستمنستر في لندن بتمويل من وزراة الصحة، جاء أن laquo;سوق الجنس البريطانية صارت مشبّعة بسبب عاملين متضافرين: الانخفاض الحاد في الطلب، والزيادة الحادة في العرضraquo;.
ولهذا، يحذر التقرير، فقد لجأت العاملات في هذا المجال الى ممارسات وتقديم خدمات إضافية معظمها يشكل تهديدا خطيرا على الصحةraquo;.
ويقول التقرير أيضا إن تردي الأحوال المعيشية laquo;أجبر العاملات في مجال الجنس على قبول زبائن لا يقبلن بهم عادة بسبب نوايا الشر الواضحة في مسلكهم. وفي أغلب الأحوال فإن الأمر ينتهي بهنndash; خاصة مع قبولهن الاستثنائي لتلك الممارسات الإضافية ndash; للتعرض الى درجات مخيفة من العنفraquo;.
ونقلت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية عن نِكي آدمز، الناطقة باسم laquo;رابطة المومسات الانكليزيةraquo;، قولها إن الرابطة تتفق مع التقرير في ما يورده من أن أسعار المهنة انخفضت الى النصف على الأقل.
وعزت هذا الى laquo;حالة الفقر التي باتت تعيشها العاملات في مجال تجارة الجنسraquo;.
وقالت آدمز إن إجرات التقشف التي أدت الى خفض هائل في الإنفاق الحكومي ودعم السلع الرئيسية وإعانات الرفاه الاجتماعي تعني أولا إن العاملة لا تجد الزبائن الذين تعتمد عليهم في عيشها اليومي. كما تعني، ثانيا، أنها غير قادرة على العثور على وظيفة بديلة خاصة في جو العطالة الذي يسود البلادraquo;.
ويقول التقرير إن الباحثين وجدوا أن عددا كبيرا ومضطردا من المومسات في حي سوهو اللندني ndash; التابع لبلدية ويستمنستر ويعتبر القلب النابض في صناعة الجنس البريطانية ndash; بتن يتعرضن لمختلف أشكال العنف بما فيها النهب بالإكراه والممارسات الجنسية الخطيرة والاعتداء الجسدي من لدن زبائنهن.
أما المقلق، تبعا للتقرير، فهو أن هؤلاء العاملات يمتنعن عن فتح بلاغات عن هذه المخالفات الخطيرة لدى الشرطة بسبب خوفهن من ردة الفعل التي ستتعامل بها معهن هذه الأخيرة لدى علمها أنهن مومسات في الواقع.
ويزداد هذا الطين بلّة وسط عاملات الجنس المقيمات بشكل غير شرعي اللائي يتجنبن أي احتكاك مع الشرطة أو مع سلطات الهجرة خشية افتضاح أوضاعهن.
ويقترح التقرير، في بعض بنود توصياته الرامية لحل المشكلة، أن يُصنّف الاعتداء على المومسات بشكل أو آخر ndash; بما فيه إجبارهن على ممارسات غير مألوفة ndash; في باب laquo;التحريض على الكراهيةraquo; الذي يعتبره القانون جريمة جنائية.
لكن الناطقة باسم laquo;رابطة المومسات الانكليزيةraquo; قالت إن هذا الإجراء ndash; برغم حسن النيّة وراءه - laquo;سيكون أجوف وأشبه باعتبار العنصرية تحريضا على الكراهية، لأنه لم يخفّض مستوى التجاوزات العنصرية في المجتمع قيد أنملةraquo;.
وأضافت الناطقة باسم الرابطة قولها إن المشكلة الحقيقية laquo;تتعلق بالشرطة لأنها تتحيز ضد المومسات حتى عندما تكون آثار العنف واضحة عليهن كالشمسraquo;.
وقالت إن ما يؤكد هذا هو أن عددا من العاملات في مجال الجنس أبلغن الشرطة باعتداءات تعرضن لها، وانتهى بهن الأمر أمام المحاكم بتهم إدارتهن شبكات الدعارةraquo;.
التعليقات