تجاوز وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل قواعد البتناغون الذي تمنع على المسؤول العسكري الطيران بطائرة غير أميركية، وجال مع نظيره الاسرائيلي موشيه يعلون في مروحية إسرائيلية فوق تل أبيب والجولان، في رحلة إستكشافية لجغرافيا الحدود الإسرائيلية.


بيروت: في حال لم يكن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل يملك معلومات وافية عن جغرافيا الشرق الأوسط، فقد حصل على ما يكفيه في جولة تعليمية من الجيش الإسرائيلي. ففي أول زيارة له إلى إسرائيل، أمضى هيغل ساعة و40 دقيقة في جولة فوق النصف الشمالي من إسرائيل، في هليكوبتر بلاك هوك من نوع UH-60 تابعة للجيش الإسرائيلي، حيث حلّق فوق تل أبيب ومرتفعات الجولان، قبل المرور في أجواء مدينة القدس القديمة.

كتيب المعلومات

لا بد أن النتيجة التي توصل إليها في هذه الرحلة هي أن إسرائيل دولة صغيرة للغاية، مع حدود يصعب الدفاع عنها. وفي حال لم يتوصل إلى هذا الاستنتاج، استلم هيغل كتيبًا في 35 صفحة، يقدم المعلومات بطريقة واضحة ومألوفة جدًا لعضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق، فيشير إلى أن ولاية نبراسكا تبلغ تسعة أضعاف حجم دولة إسرائيل، فوق خريطة كبيرة، في اشارة إلى حدود إسرائيل قبل العام 1967.

أتت هذه الرحلة الجوية تتويجًا ليومين من النقاشات واللقاءات بين هيغل ونظيره الإسرائيلي موشيه يعلون. ويشار إلى أن الاثنين عينا حديثًا في منصبيهما، ويفتقران إلى العلاقات الشخصية الواسعة التي تمتع بها أسلافهما، لذلك يحاولان التعويض عن الوقت الضائع.

تجاوز القواعد

يوم الاحد، بعد وصول هيغل إلى تل أبيب، اصطحبه يعلون في جولة إلى ياد فاشيم، النصب التذكاري للمحرقة في إسرائيل. وبعد ذلك، استضافه في مأدبة عشاء رسمية على شرفة في القدس.

التقى الاثنان في وزارة الدفاع بتل أبيب لمدة 90 دقيقة يوم الاثنين، حيث عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، ثم وافق هيغل بشجاعة على الانضمام إلى يعلون في جولة بالمروحية، متجاوزًا قواعد البنتاغون التي تحظر عمومًا على وزير الدفاع السفر على متن الطائرات العسكرية غير الأميركية.

يتشاطر هيغل ويعلون الكثير من القواسم المشتركة. فالأول (66 عامًا) كان جنديًا في المشاة وأصيب مرتين في فيتنام، بينما يعلون (62 عامًا) جندي سابق خدم في فرقة المظليين، ثم انتخب رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي.

وبالرغم من أن هيغل ينادي يعلون بكنيته quot;بوغيquot;، إلا أنه يصر على التحدث إليه بشكل رسمي في الأماكن العامة، بعيدًا عن المزاح النموذجي لسلفيهما ليون بانيتا وإيهود باراك.

الجواب الحذر

كاد طموح هيغل في الوصول إلى وزارة الدفاع أن يتعرقل من قبل جماعات موالية لإسرائيل، شككت في ما إذا كان داعمًا بما فيه الكفاية للدولة اليهودية، أو ما إذا كان سيتخذ إجراءات عسكرية، إذا لزم الأمر، لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.

وربما إدراكًا منه لذلك، حرص هيغل طوال زيارته على طمأنة الإسرائيليين بأنه ملتزم بأمنهم.

وردا على سؤال صحافي إسرائيلي عما إذا كان يعتقد بعد أن اتخاذ إجراءات عسكرية وقائية ضد إيران سيكون فكرة سيئة - وهو أمر عبّر عنه سابقًا - قدم هيغل ردًا حذرًا، فقال: quot;يجب إبقاء الخيارات العسكرية على الطاولة عند التعامل مع ايران، فهذا كان موقفي الثابت بغض النظر عن المواقف التي عبرت عنها كعضو مجلس الشيوخ في الولايات المتحدةquot;.