وجّه رئيس الوزراء العراقي دعوة إلى جميع القادة السياسيين بالجلوس على طاولة الحوار، محذرًا من حرب أهلية طائفية قال إنها ستحرق جميع العراقيين... بينما أعلن مسلحو رجال الطريقة النقشبندية بقيادة عزة الدوري أنهم وبالاشتراك مع مسلحي العشائر سيطروا على مراكز عسكرية ودمروا عدة دبابات عسكرية.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة متلفزة وجّهها إلى العراقيين اليوم على خلفية مهاجمة القوات العراقية الثلاثاء للمعتصمين بقضاء الحويجة في محافظة كركوك الشمالية إنه يخاطب جميع العراقيين وخاصة ابناء المحافظات الغربية quot;السنيةquot;، محذرًا من فتنة عمياء كالنار لا تميز بين أحد وتحرق الاخضر واليابس قائلًا: quot;فأتقوها لأنها نتنة فنحن نريد أن نرى العراق قويًا يعيش بسلام ويسهم ابناؤه ببناء بلدهم بلا تمييز أو تهميش أو طائفية لأنه امانة في اعناق الجميعquot;.

وأضاف quot;بامكاننا اذا خلصت نياتنا بناء عراق قوي مستقر ينعم فيه الجميع بأمان بعيداً عن الاقتتال والفتنquot;. وقال إن عز العراق بجيشه لأنه من يحفظ السيادة والكرامة وافراده هم quot;اخوانكم وابناؤكم ولهم عوائل وابناء وزوجات ومن حقهم أن يعيشوا بكرامة ومهابة في العراق الذي يعاني حالياً تأثيرات الاحداث الاقليمية التي تعج بالفتنquot;. وشدد المالكي بالقول quot;لن نسمح بالتجاوز على كرامة أي مواطن من قبل الاجهزة الامنية كما لا نسمح بالتجاوز على كرامة رجال الامنquot;.

وقال: quot;في هذه الأزمة التي يعيشها العراق والمنطقة يجب الحذر من المتطرفين الذين يريدون الفتنة لحسابات معقدة.. ولهذا ندائي لكل العراقيين وإلى رجال الدين والعشائر والمثقفين ووجهاء القوم بالمبادرة إلى مواجهة من يريدون من خلال الارهاب والاكراه ارجاع العراق إلى الحرب الطائفية.. واقول إن ما يحققه الحوار والجلوس على طاولة الشراكة لن يحققه الارهاب والتطرف انما المطالب تتحقق بالحوار وليس بالدعوات الطائفية المتطورة ولولا المخلصون في المناطق الغربية لدخلنا الحرب الاهلية الطائفية مجددًاquot;.

وأشار المالكي إلى أنّ ما حصل في الحويجة quot;يدعونا للتدبر بدقة خشية التكرار في مناطق أخرى من التعرض للقوات المسلحة واشعال فتنة طائفية لو حصلت فإن الجميع خاسرون فيها وستحترق اصابع من يشعلونها سواء كانوا من الداخل أو الخارجquot;.

وشدد على أن البعث والقاعدة هم اعداء العراق الذين اشعلوا نيران الفتنةquot;. وقال إن انفتاح الجميع بعضهم على بعض ووجهاً لوجه هو من يحل المشكلات quot;وانا مستعد للانفتاح على الجميع لتجنيب البلاد الفتنة الطائفية.. وهناك الحكومة والبرلمان وهي مؤسسات الدولة التي تناقش فيها الملفات بالشراكة وليس بالمقاطعة.. وننطلق للحوار جميعاً وسنتمكن من الوصول إلى الامن ووأد الفتنة في ظل وحدة العراقquot;.

وجاءت هذه الكلمة في محاولة لمعالجة تداعيات اقتحام ساحة الاعتصام للمحتجين في الحويجة (55 كلم غرب بغداد) الثلاثاء حيث قتل 50 مدنيًا واصيب 110 بجروح، وهو ما اطلق شرارة اعمال عنف ضد قوات الامن في انحاء مختلفة من البلاد.

وفجر الاقتحام قتالاً بين القوات العراقية ورجال عشائر وآخرين ينتمون إلى جماعة رجال الطريقة النقشبندية التي يقودها الأمين العام لحزب البعث المحظور عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين، مما ادى خلال اليومين الماضيين إلى مقتل 128 شخصاً واصابة 269 آخرين بجروح في اعمال عنف متفرقة من العراق.

مسلحون يحتلون مراكز عسكرية

وعلى الصعيد العسكري، فقد أعلن مسلحو رجال الطريقة النقشبندية بقيادة عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين الامين العام لحزب البعث المحظور حاليًا أنهم وبالاشتراك مع مسلحي العشائر قد سيطروا على مراكز عسكرية ودمروا عدة دبابات وعجلات عسكرية.

وقالت مجموعة النقشبندية في بيانات عسكرية تلقت quot;إيلافquot; نسخة منها إنهم اسقطوا طائرة للجيش العراقي واحرقوا ثلاث عجلات همر في قرية خزيفة التابعة لناحية قره تبه في محافظة ديإلى شمال شرق بغداد.

وأضافت أن شهود عيان لاحظوا هروب عدد كبير من افراد الجيش مرتدين ملابس مدنية وتم ايقافهم في نقطة تفتيش (سيطرة دوميز) تابعة للجيش في الجانب الايسر من مدينة الموصل الشمالية وانزالهم من عجلاتهم باعتبارهم هاربين.

وأكدت الجماعة أن مسلحيها يخوضون قتالاً الآن في محاولة quot;لتطهير معسكر تابع لقوات الشرطة الاتحادية وقوات دجلة شرق مدينة طوز خرماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين (شمال غرب)، إضافة إلى حصول مناوشات واطلاق نار كثيف في معسكر الغزلاني في الجانب الايمن من مدينة الموصل، حيث قتل واصيب لحد الآن حوالي 45 شخصاً.

وأشارت إلى أنّه تم ايضًا إطلاق ٣ صواريخ على مقر الشرطة الاتحادية في الرماديrlm;.. وتدمير همر تابع للواء المثنى ومقتل من فيها في منطقة زيدان التابعة لقضاء ابو غريب غرب بغداد، وهم يقومون الآن بقطع وغلق الطريق الرئيسي في المنطقةrlm;. وأضافت أن مسلحيها وبمساندة العشائر العراقية قاموا بتدمير دبابتين للجيش في داخل ناحية سليمان بيكrlm; بمحافظة صلاح الدين التي يسيطرون عليها بالكامل منذ الليلة الماضية.

وقد أقرت وزارة الدفاع العراقية اليوم الخميس أن quot;إرهابيينquot; سيطروا على مركز شرطة ناحية سليمان بك بغرب تكريتquot;. وقالت الوزارة في بيان إن quot;أهالي الناحية يستغيثون بالقوات الأمنية لحمايتهم من الإرهابيين الذين انتشروا بالمدينةquot;، في إشارة واضحة إلى استعداد قواتها لتنفيذ عملية عسكرية لاستعادة المدينة من المسلحين.

وقال ضابط في الجيش رفيع المستوى: quot;نحن انسحبنا تكتيكيًا كي نعمل على تطهير المنطقة بشكل كامل بعدما عرفنا أن السكان خرجوا منهاquot;، مضيفًا quot;سنطهر المنطقة زاوية زاوية ولن نسمح بالاعتداء على أمن المواطنينquot;.

وتمكن مسلحون مساء الاربعاء من السيطرة quot;بالكاملquot; على ناحية سليمان بيك الواقعة على بعد نحو 150 كلم شمال بغداد على الطريق بين العاصمة واقليم كردستان العراق اثر معارك مع الجيش العراقي فيها. وقتل واصيب العشرات من افراد الجيش والمسلحين في معارك الناحية التي تشمل 28 قرية ويسكنها 30 الف نسمة معظمهم من التركمان السنة.

ومن جهتها، طالبت القائمة العراقية اليوم القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بسحب قطعات الجيش العراقي من المدن التي تشهد مواجهات حاليًا ودعت إلى تسليم الملف الامني فيها إلى السلطات المحلية قبل أي حوار لتهدئة الاوضاع في البلاد، فيما حذرت من quot;مجزرة جديدةquot; ينوي الجيش العراقي القيام بها في ناحية سليمان بيك.

وقال القيادي في القائمة العراقية اياد السامرائي في مؤتمر صحافي إن quot; الأزمة الحالية في البلاد ينبغي معالجتها بحكمة من خلال الحوار ومن خلال البرلمان وليس من تشكيل لجان حكوميةquot; مبينًا أن quot; تشكيل لجان حكومية يسبب في الأزمة الحاليةquot;.

وأوضح السامرائي أن quot; على القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي المبادرة إلى سحب الجيش من المواجهة وتسليم الملف الامني في المحافظات التي تشهد مواجهات إلى سلطاتها المحليةquot;، مؤكدًا أن quot; هذا الامر يضمن امكانية اجراء مباحثات لحل الأزمة الحالية في البلادquot;.