كينيث باي أميركي معتقل في كوريا الشمالية، تتهمه السلطات هناك بالعمل على قلب نظام حكمها، بينما هو مبعوث مسيحي يتنقل مرارًا بين الصين وكوريا لإغاثة الأيتام. ومن المتوقع أن يحكم عليه بالإعدام، ما يرفع درجة التوتر بين البلدين المتنازعين.
يبدو أن التوتر الدبلوماسي الذي نشأ خلال الفترة الماضية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة سيعود إلى الواجهة من جديد خلال الفترة المقبلة، على خلفية إعلان بيونغ يانغ محاكمة سائح أميركي، اتهمته بالتخطيط لقلب نظام الحكم في البلاد.
فبعد أسابيع من دقّ طبول الحرب بين البلدين، جاءت إدانة السائح كينيث باي، لتخرق الهدوء النسبي، الذي ساد أخيرًا. وكانت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية قد عبّرت عن غضبها من العقوبات الأممية، التي فرضت على خلفية الاختبار النووي، الذي أجرته في شباط (فبراير) الماضي، ومن المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بالرغم من تأكيد محللين أن دافع بيونغ يانغ هو إجبار أعدائها في كوريا الجنوبية على التفاوض وفق شروطها.
المعتقل السادس
يذكر أن باي مرشد سياحي من أصول كورية شمالية، وتميل وسائل الإعلام المحلية في البلاد إلى تعريفه باسمه الكوري، وهو باي جون هو. وتم اعتقاله لدى وصوله في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى منطقة راسون ذات الطبيعة الاقتصادية الخاصة، التي تحدها الصين وروسيا.
وأشارت صحيفة دايلي ميل البريطانية إلى أن باي هو سادس مواطن أميركي يتم احتجازه في كوريا الشمالية منذ العام 2009. وقد تم ترحيل أو إطلاق سراح باقي الأميركيين، بعد تدخلات دبلوماسية رفيعة المستوى، بما في ذلك تلك الجهود التي قام بها الرئيسان السابقان بيل كلينتون وجيمي كارتر.
جرائم مدعمة بأدلة
أشار محللون إلى أن المسؤولين في كوريا الشمالية سيوقعون عمّا قريب عقوبة صارمة ضد باي، لاستخدامه ورقة مساومة في المفاوضات المحتملة مع أميركا.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في تقرير موجز لها بهذا الخصوص: quot;تم غلق التحقيق الأولي الخاص بالجرائم التي ارتكبها المواطن الأميركي باي جون هو، وقد اعترف أثناء التحقيقات التي أجريت معه بأنه ارتكب جرائم تهدف إلى إسقاط كوريا الديمقراطية، وهو يكنّ العداء تجاهها، وتم تدعيم جرائمه بالأدلةquot;.
وبموجب قانون كوريا الشمالية الجنائي، فإن مرتكب الأفعال الإرهابية، من بينها القتل والخطف وجرح مواطني البلاد، يحاكم بالإعدام أو بالسجن مدى الحياة.
مبعوث مسيحي
سبق لكوريا الشمالية والولايات المتحدة أن خاضتا الحرب الكورية بين العامي 1950 و1953، ولا تزال العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين. وتمثل السفارة السويدية في بيونغ يانغ الولايات المتحدة.
لم تفصح وسائل الإعلام المحلية في كوريا الشمالية والحكومة الأميركية عن أية تفاصيل متعلقة بوضعية باي القانونية. غير أن أصدقاءه وناشطين من كوريا الشمالية مخصتين في الشؤون الكورية أوضحوا أن باي مبعوث مسيحي، يقيم في مدينة صينية حدودية، ويقوم مرارًا وتكرارًا برحلات إلى كوريا الشمالية لإطعام أطفال أيتام هناك.
وبالرغم من إعلان كوريا الشمالية بشكل رسمي عن تقديمها الضمانات اللازمة لحرية التعبير الديني في البلاد، إلا أن السلطات تقمع المسيحيين، الذين يُنظَر إليهم باعتبارهم تهديدًا ذات طابع غربي.
التعليقات