قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن المعارضة السورية لن تقدر على الاطاحة بالرئيس بشار الأسد عسكريا ملمحا الى امكانية تدخل قواته في المواجهات الميدانية في حال تطور الوضع على الارض.


بيروت: أعلن الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله اليوم الثلاثاء ان لسوريا اصدقاء في المنطقة والعالم quot;لن يسمحوا لها بان تسقطquot; بيد الاميركيين واسرائيل، ملمحا للمرة الاولى الى امكانية تدخل حزبه وايران في المواجهات الميدانية في حال تطور الامور على الارض.

وقال نصرالله في خطاب مباشر بثته قناة quot;المنارquot; التلفزيونية التابعة للحزب quot;لسوريا في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيون لن يسمحوا لسوريا ان تسقط بيد اميركا او اسرائيل او الجماعات التكفيريةquot;.

وتوجه نصرالله الى المراهنين على اسقاط النظام عسكريا في سوريا quot;انتم لا تستطيعون اسقاط النظام عسكريا، المعركة طويلةquot;.

وتابع quot;لا توجد قوات ايرانية في سوريا اليوم. قد يوجد بعض الخبراء منذ عشرات السنين، لكن من تقاتلونهم هم الجيش السوري والقوات الشعبية الموالية للنظامquot;.

وتابع quot;اذا كان هذا هو واقع الحال حتى الآن، فكيف اذا تدحرجت الامور في المستقبل الى ما هو اخطر، ما قد يضطر دول او وقوى وحركات مقاومة الى تدخل فعلي في المواجهة الميدانية في سوريا؟quot;.

وبعد ان جدد دعوته الى quot;حل سياسي وتسوية سياسيةquot; في سوريا، اكد نصرالله للمرة الاولى مشاركة مقاتلين من حزبه الى جانب الجيش السوري في معارك في منطقة القصير الحدودية مع لبنان وفي بلدة السيدة زينب حيث يوجد مقام ديني شيعي مهم قرب دمشق.

وقال quot;في الاشهر الاخيرة، اضطر الجيش (السوري النظامي) الى اخلاء بعض المناطق (في القصير) والانكفاء منهاquot;، ما وضع سكان قرى يقطنها ثلاثون الف لبناني في تلك المنطقة، بحسب قوله، quot;وجها لوجه مع الجماعات المسلحةquot;.

وتابع quot;تصاعدت وتيرة الاعتداءات على هذه القرى (...) وجرى تحضير اعداد كبيرة من المقاتلين للسيطرة عليها. وكان من الطبيعي ان يقوم الجيش السوري ولجان الحماية الشعبية والسكان بالمواجهة وان تقدم لهم كل المساعدة الممكنةquot;.

وراى ان quot;من حق هؤلاء ان يدافعوا عن انفسهم وان يحصلوا على المساعدة، وهذا لا يحتاج الى قرار من احد. هذا قرار اخلاقي وانسانيquot;، مضيفا quot;نحن بوضوح لن نترك اللبنانيين في ريف القصير عرضة للهجمات والاعتداءات القائمة من الجماعات المسلحة، ومن يحتاج الى المساعدة لن نتردد في ذلكquot;.

وعن مقام السيدة زينب الواقع جنوب شرق دمشق، قال نصرالله quot;هناك من يدافع عن هذه البقعة، ومن يستشهد دفاعا عن هذه البقعة، وهؤلاء هم الذين بدفاعهم ودمائهم وشهادتهم يمنعون الفتنة المذهبيةquot;.

وحذر من وجود quot;جماعات تكفيريةquot; على بعد quot;مئات الامتارquot; من المقام، مشيرا الى ان هذه المجموعات quot;تقتل وتدمر وتذبح السنة والشيعة، اضرحة السنة واضرحة الشيعةquot;، وان السبيل الوحيد لمنعهم quot;ان نقف في وجههم جميعا (...) وحتى اذا اضطر الامر من موقع ميداني، ان يقف مجاهدون شرفاء ليمنعوا سقوط بلدة السيدة زينب او مقام السيدة زينبquot;.

وفي الفترة الماضية، اثارت تقارير عن مشاركة الحزب في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد، جدلا في لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له، بينما اعتبرت المعارضة السورية هذه المشاركة quot;اعلان حربquot;.

وكان حزب الله حتى الآن يؤكد ان بعض المنتمين الى حزب الله من اللبنانيين المقيمين في قرى سورية ذات غالبية شيعية على الحدود يدافعون عن انفسهم في مواجهة المجموعات المسلحة من دون قرار من الحزب.

وقال نصرالله ان الارقام المتداولة في بعض وسائل الاعلام عن عدد قتلى حزب الله في سوريا quot;مبالغ بهاquot;، الا انه اكد ان quot;كل من سقط شهيدا، خصوصا الشهداء في الاسابيع الاخيرة، نعتز بهم ونرفع رؤوسنا بهمquot;، موجها ايضا تحية الى افراد عائلاتهم quot;على موقفهم وصبرهم وبصيرتهم ووعيهم التاريخيquot;.

وانتقد نصرالله منتقديه اللبنانيين بسبب المشاركة في المعارك السورية، مشيرا الى ان كثيرين في لبنان شاركوا في دعم المعارضة السورية في quot;الفتاوى والتحريض وارسال المال والسلاح والمقاتلين عبر الحدود (اللبنانية) وتركيا والاردن والعراقquot;.

من جهة ثانية، جدد نصرالله نفيه ان يكون حزب الله ارسل طائرة بلا طيار الى الاراضي الاسرائيلية، بعد ايام من اعلان الجيش الاسرائيلي انه اعترض واسقط مثل هذه الطائرة التي كانت قادمة من لبنان على بعد اميال من شواطىء مدينة حيفا.

وعرض quot;فرضياتquot; عدة لرواية الطائرة بينها ان تكون اسرائيل نفسها وراءها، محذرا اسرائيل من التفكير باي اعتداء على لبنان.

وقال نصرالله quot;اذا كان هناك احد في الاقليم او لبنان او في العالم يتوهم او يظن ان المقاومة في لبنان نتيجة ما يجري في سوريا والعراق والمنطقة والضغوط على ايران وما يجري في فلسطين... في لحظة ضعف او وهن او ارتباك او عدم وضوح، فهو خاطىء جداquot;.

وتابع quot;احذر العدو ومن يقف خلفه من ارتكاب اي حماقة في لبنان، لان المقاومة يقظة... ويدها على الزناد وتملك العزم والارادة والتصميم للدفاع عن لبنان (...) وسننتصر في اي مواجهة مقبلةquot;.