على خلفية تصاعد الإتهامات المتبادلة والنداءات من جانب جبهات بريطانية متطرفة بإبعاد quot;إئمة الكراهيةquot; الإسلاميين بعد حادث قتل الجندي البريطاني لي ريغبي، دعت منظمة إسلامية أميركية إدارات المساجد البريطانية بتعزيز اجراءاتها الأمنية.
عمّان: ألقت تقارير صحفية بريطانية الأحد الضوء على تداعيات دعوات الكراهية المتبادلة بين أئمة إسلاميين ومناهضيهم على الساحة البريطانية والتهديدات بأعمال تخريبية ضد مساجد بريطانية وتورط مصمم مجلة (إنسباير)، التي تصدرها شبكة (القاعدة) باللغة الانكليزية، بأفعال إرهابية، حيث طالبت الولايات المتحدة الحكومة البريطانية بترحيله.
ودعت منظمة إسلامية أميركية المساجد في بريطانيا باتخاذ اجراءات أمنية، من بينها تخصيص غرف آمنة وتركيب أجهزة إنذار، محذرة من أنها مهددة أكثر من أي مساجد في سائر الدول الغربية.
وقال تقرير لصحيفة (أوبزرفر) اللندنية إن مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية (كير) ناقش الاجراءات الأمنية الجديدة مع المجلس المسلم البريطاني (إم سي بي) في ضوء مقتل الجندي لي ريغبي (25 عامًا) في جنوب شرقي لندن، الذي قيل إنه أثار هجمات في الولايات المتحدةquot;.
وأوصت أكبر منظمة معنية بشؤون المسلمين في الولايات المتحدة بتشييد أسوار حول المساجد، وتثبيت ستائر على النوافذ، وتعيين عناصر أمن، وتركيب أبواب سمكها ثلاث عقد، وتركيب أجهزة إنذار لحالات الذعر وبناء غرف آمنة.
ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية ابراهيم هوبر: quot;تبدو المساجد في المملكة المتحدة من بعيد أكثر عرضة للخطر من أي مكان آخر، بما في ذلك الولايات المتحدة. لقد وقعت سلسلة اعتداءات استهدفت أخيرًا مساجد بريطانية، فيما تثير جماعات مثل رابطة الدفاع الانجليزية اليمينية المتطرفة القلقquot;.
وقال مساعد الأمين العام للمجلس المسلم البريطاني إبراهيم مورغان: quot;يمكن تركيب أجراس انذار من الذعر لتنبيه الشرطة بسرعة في بعض الأماكن، إلا أنه من المهم أن نتحلى بوعي أمني. لا نريد للمساجد المبالغة (بالإجراءات الأمنية) حيث هي محمية أصلاًquot;.
ويضيف: quot;نريد لهذه الأماكن أن تكون مفتوحة، ومستقطبة للناس ومرحبة بهم حتى لا يترددون في زيارتها. من الواضح أن أصدقاءنا الأميركيين عبروا عن قلقهم واطلعونا على الاجراءات الأمنية التي اعتمدوها. ورغم الاختلافات، يمكن لكل منا الإفادة من تجارب الآخر. والعدو المشترك هو مجرم نرغب في إبقائه بعيداًquot;.
مساعدة الذئاب الضالة
وإلى ذلك، فإن صحيفة (التايمز) قالت في تقرير لها، إن الولايات المتحدة تتهم بريطانياً بمساعدة الذئاب الضالة، وتطالب حكومة لندن بترحيله اليها. والأمر يخص مصممًا لصفحات الويب من جنوب شرقي لندن يواجه حكماً بالسجن في الولايات المتحدة بتهمة العمل في الجهاز الدعائي لتنظيم القاعدة والمساعدة في إعداد وجبة جديدة من الارهابيين.
ومين كوانغ بام (30 عامًا) وهو معتنق للإسلام من منطقة نيو كروس، متهم بالمساعدة على انتاج نسخ من مجلة quot;إنسبايرquot;، وهي جريدة الكترونية تستخدم من قبل جهاديين، ومن بينهم مفجرو ماراثون بوسطن.
وبام معتقل في انتظار محاكمته، واكدت عائلته الاسبوع الماضي أنه زار اليمن، لكنها نفت أن يكون ارهابيًا.
وطلبت الولايات المتحدة من بريطانيا ترحيل بام بعدما سافر الى اليمن، مدعية أنه التقى هناك انور العولقي المرشد الروحي السابق لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وتتهم السلطات الأميركية بام بأداء قسم الولاء للتنظيم، والحصول على تدريبات عسكرية والمساعدة على تصميم ونشر دعاية القاعدة. كما يتهم بتقديم المشورة والنصح في التصوير وتصميم صفحات المواقع الالكترونية.
مناهضة الإسلاموفوبيا
وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة (صانداي تلغراف) أن المشروع المثير للجدل الذي يدعي تسجيل الاعتداءات المناهضة للمسلمين في بريطانيا، لن يحصل على تجديد للمنحة الحكومية، بعدما ابدت الشرطة وأجهزة الخدمة المدنية قلقاً من الأساليب التي يعتمدها المشروع في عمله.
والمشروع واسمه quot;أبلغ ماماquot; يقول إنه تم تسجيل quot;موجة مطردة من الهجمات والترهيب ضد المسلمين البريطانيين منذ مقتل الجندي لي ريغبي في وولتش، مع تسجيل 193 حادثاً يتعلق بالرهاب من الإسلام (إسلاموفوبيا)، وليرتفع الرقم الى 212 بلاغاً في نهاية الاسبوعquot;.
ويقول مؤسس المشروع فياض موغال إنه لا يرى quot;نهاية لهذه الموجة من العنفquot;، واصفاً اياه بغير المسبوق. لكن quot;أبلغ ماماquot; والسيد موغال لم يذكرا أن 57 في المئة من التهديدات الـ212 كانت على الانترنت فقط، ولم ترتبط بأي اعتداء جسدي وأن أحداً لم يصب بجروج تطلبت العلاج.
وفيما، تلفت الصحيفة الى أن 17 حالة فقط من التي رصدت، أي 8 في المئة، تتعلق باعتداء جسدي على مسلمين. الا أن 12 مبنى إسلامياً تعرضت لهجمات، 3 منها أضرارها بالغة، ومن بينها حريق مفتعل على مركز المجتمع المسلم في شمالي لندن الذي احترق بالكامل وسوي بالأرض.
التعليقات