باكو: أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن quot;وضع مدينة القدس ومستقبلها كان وسيظل على رأس أولويات دول مجلس التعاون، مشيرًا إلى حرص دول المجلس على القيام بواجباتها ومسئولياتها السياسية والدينية تجاه هذه المدينة المقدسة في وجه ما تتعرض له من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته وانتهاكاته التي تتعارض مع القوانين الدولية كافةquot;.

وقال الزياني في كلمته أمام quot;مؤتمر المانحين لتمويل الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس الشريفquot; الذي بدأ أعماله اليوم في مدينة باكو عاصمة جمهورية أذربيجان quot;إن دول مجلس التعاون بذلت جهودا حثيثة لنصرة القدس الشريف والحفاظ على هويتها الدينية ومستقبلها السياسي كعاصمة للدولة الفلسطينية وكان آخرها قرار القمة العربية التي عقدت في مدينة الدوحة خلال شهر مارس الماضي بتبني دعوة دولة قطر لإنشاء quot; صندوق لدعم القدس بمبلغ مليار دولارquot;.

وأشار الزياني في كلمته أمام المؤتمر الذي يأتي تنفيذا لقرار القمة الإسلامية التي عقدت في القاهرة في فبراير 2013 إلى أن دول مجلس التعاون تولي اهتماما خاصا لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي الفلسطينية.

زنوه بأنه إضافة إلى الدعم الذي تقدمه دول المجلس للسلطة الوطنية والمنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية فإنها قدمت النصيب الأكبر من تمويل quot; صندوق الأقصىquot; الذي تم تأسيسه لتمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها وتمويل مشاريع إنمائية في كل الأراضي الفلسطينية لتنمية الاقتصاد الفلسطيني.

وأضاف أن دول المجلس قدمت القسط الأكبر من تمويل quot;صندوق القدسquot; الذي يهدف إلى مساعدة أسر شهداء وجرحى الانتفاضة وتسهيل سبل العيش أمامهم وتقديم الرعاية لهم.

وأوضح أنه في عام 2009 عقب الهجوم الإسرائيلي على غزة أسست دول المجلس quot;برنامج مجلس التعاون لإعادة إعمار غزةquot; بتمويل إجمالي بلغ 1.646 مليون دولار تم تخصيصها لمشاريع التنمية وإعادة الإعمار حيث يتم حاليا تمويل مشاريع في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والزراعة والمياه والبلديات والصناعة والكهرباء إضافة إلى التنمية البشرية والاجتماعية.

وأضاف أن الخطة الاستراتيجية لتطوير مدينة القدس وتنميتها التي اعتمدتها قمة الدول الإسلامية في القاهرة خلال شهر فبراير 2013 تهدف إلى تمكين هذه المدينة الشريفة وأهلها من الصمود أمام هجمة الاحتلال الإسرائيلي الشرسة ومحاولاته الدائمة منذ احتلاله لمدينة القدس عام 1967 لتغيير هويتها ومعالمها الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية وإنهاء الوجود الفلسطيني فيها.

وقال إن اعتماد هذه الخطة الاستراتيجية يؤكد اهتمام أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الإسلامية بالقدس الشريف وحرصهم المتواصل على بذل الجهود كافة من للحفاظ على هذه المدينة المقدسة وهويتها الأصيلة رمزا دينيا وحضاريا يجسد أجمل معاني التسامح والتعدد والتنوع الديني والعرقي.

وشدد الزياني على أن التنادي لنصرة القدس الشريف واجب ديني وإنساني تفرضه روابط الدين الإسلامي الحنيف وتحتمه أواصر الأخوة الإنسانية التي تجمع شعوب العالم الإسلامي... مشيرا إلى أن quot;القدس هي قبلة المسلمين الأولى وهي مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومكانتها عظيمة في قلوب المسلمين جميعا فهي التي احتضنت أتباع الأديان السماوية الثلاثة وعاشوا في جنباتها قرون عديدة بكل الحب والود هي مدينة الجوامع والكنائس والمعابد مدينة السلام والوئام والتسامحquot;.

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون في ختام كلمته عن أمله في أن يساهم المؤتمر في توفير الموارد المالية اللازمة لجعل تنفيذ الخطة الاستراتيجية لتطوير مدينة القدس وتنميتها أمرا ممكنا ويدعم صمود المدينة وأهلها أمام سياسات الاحتلال الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير طابعها الديمغرافي والثقافي.