في وقت أعلن المرشح الإصلاحي الإيراني محمد رضا عارف أنه يحمل شهادتي الماجستير والدكتوراة من غلاسكو البريطانية، فقد قال متحدث باسم الجامعة انه لا يوجد اسم من خريجها يحمل اسم حسن روحاني.


مع انسحاب المرشح الاصلاحي الإيراني محمد رضا عارف الثلاثاء من سباق الانتخابات الرئاسية الايرانية تاركاً حسن روحاني المرشح الوحيد الرسمي للتيارين المعتدل والاصلاحي، فإن تساؤلات اثيرت عن المؤهلات العلمية وخاصة حصوله على درجتي الماجستير والدكتوراة من جامعة غلاسكو البريطانية موضع شكوك.
فقد ادعى روحاني حسب نبذة شخصية اذاعها التلفزيون الرسمي الإيراني انه يحمل هذه المؤهلات من تلك الجامعة التي قال متحدث باسمها إنه لا يوجد اسم من خريجها يحمل اسم حسن روحاني، ونقل تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) عن متحدث باسم جامعة غلاسكو كاليدونيان قوله إنه لا يوجد اية وثيقة تثبت أن روحاني كان احد خريجي درجتي الماجستير أو الدكتوراة من بين طلابها.
وكان مقدم البرنامج الدعائي لحملة روحاني قال إنه تخرج من جامعة غلاسكو كاليدونيان البريطانية مع عرض شريط للجامعة.
والمغالطة الخطيرة التي وردت في الشريط التلفزيوني ان روحاني كان طالباً في تلك الجامعة خلال سبعينات القرن الفائت حين كان احد المعارضين السياسيين لنظام الشاه السابق، بينما الجامعة انشئت في العام 1993.
وخلال مداخلة على منتدى (الخليج 2000) على شبكة انترنت حول التشكيك بمؤهلات روحاني من جامعة غلاسكو كالونيان، رد أحد أنصاره بأنه حصل على تخرج من الجامعة العام 1999 تحت اسم آخر هو فريدون.
ملف السافاك
ونقلت صحيفة (التلغراف) عن المحلل الإسرائيلي (من أصل إيراني) مائير جافيدانفار من مركز هرتزيليا للدراسات قوله إن مثل هذا التاريخ يتزامن مع قيام روحاني بمهماته كرئيس للمجلس الأعلى لشؤون الأمن القومي في إيران المكلف التحادث مع القوى الغربية حول البرنامج النووي الإيراني quot;الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان على روحاني ان ينخرط في برنامج للدراسات العليا في أية جامعةquot;!
وحسب وثائق لجهاز الاستخبارات الإيراني في عهد الشاه (السافاك) عن ملف الناشط السياسي (الدكتور) حسن روحاني حلال فترة وجوده في غلاسكو كمعارض للشاه، فانه يثبت انه كان حصل على شهادة الدكتوراة قبل ثورة الخميني العام 1979 ضد الشاه.
وسيواجه روحاني البالغ من العمر 64 عاما الآن خصوصا سعيد جليلي وعلي اكبر ولايتي ومحمد باقر قاليباف، والمرشحان الآخران المحافظ محسن رضائي والمعتدل محمد غرازي، يبدو انهما مستبعدان من السباق أيضًا.
ويحظى روحاني بدعم الرئيسين السابقين اكبر هاشمي رفسنجاني المعتدل ومحمد خاتمي الاصلاحي.
انسحاب عارف
وكان المرشح محمد رضا عارف قال في بيان نشر باكرا صباح الثلاثاء على موقعه الالكتروني quot;تلقيت فجر الاثنين .. رسالة من (الرئيس السابق) محمد خاتمي زعيم الحركة الاصلاحية يقول فيها انه لن يكون من الحكمة ان ابقى في سباق الانتخابات الرئاسية (في 14 حزيران/يونيو) .. وقررت بالتالي الانسحاب من السباقquot;.
وضاعف القادة والناشطون الاصلاحيون في الايام الاخيرة الدعوات ولا سيما خلال التجمعات الانتخابية من اجل انسحاب عارف لصالح روحاني.
وانسحاب عارف يأتي بعدما اعلن احد المرشحين المحافظين الخمسة وهو الرئيس السابق لمجلس الشورى غلام علي حداد عادل الاثنين انسحابه لزيادة فرص المحافظين في الفوز. وكانت فرص الرئيس السابق لمجلس الشورى تبدو ضئيلة في نظر المراقبين.
ولم يعلن عارف رسميا انه يدعو للتصويت لصالح روحاني. لكن المجلس الاستشاري للاصلاحيين والمعتدلين الذي شكله محمد خاتمي اعلن في بيان رسمي ان quot;حسن روحاني بات مرشح المعسكر الاصلاحيquot;.
طريق خاتمي
وقال روحاني الاثنين خلال تجمع في كردستان quot;ساتبع نفس الطريق الذي سلكه خاتمي ورفسنجانيquot;.
واضاف quot;لا اوافق على السياسة الخارجية الحالية للبلاد. سنسعى إلى توافق جيد (مع الدول الأجنبية) لتخفيف العقوبات تدريجيا ورفعها بالكاملquot;.
ويدعو روحاني الى سياسة مرنة اكثر في المفاوضات مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين الى جانب المانيا) لتسوية الملف النووي الايراني.
وفي ظل رئاسة خاتمي كان روحاني امين سر المجلس الاعلى للامن القومي. وبصفته هذه كان مسؤولا عن المفاوضات النووية بين ايران والدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والمانيا) لحل الازمة النووية الايرانية بين 2003 و 2005.
وكانت ايران وافقت على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية الذي يتيح عمليات تفتيش مباغتة للمنشآت النووية الايرانية.
وانتقد مناصرو سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين حاليا في الملف النووي، سياسة روحاني بشدة مؤكدين انه تنازل كثيرا من دون الحصول على شيء من القوى الغربية.
وفي 2005 وبعد انتخاب محمود احمدي نجاد، تخلى عن منصبه واستأنفت ايران حينذاك انشطة تخصيب اليورانيوم وعلقت العمل بتطبيق البروتوكول الاضافي.
اشادة بروحاني
وصباح الثلاثاء اشادت الصحافة المعتدلة والاصلاحية بالوحدة التي اثبتها هذا المعسكر. وعنونت صحيفة ارمان quot;الاتحاد العظيمquot; فيما اشادت صحيفة اعتماد بquot;تصويت الاصلاحيين لروحانيquot; مؤكدة ان قرار المسؤولين الاصلاحيين اعلن quot;بعد عدة اسابيع من المشاوراتquot;.
وردا على سؤال الصحيفة شكر حسن روحاني quot;الاصلاحيين على دعمهمquot;.
واعتبارا من الاثنين علت اصوات في معسكر المحافظين للدعوة الى الوحدة تمهيدا لقرار عارف.
وحذر حسن شريعة مداري مدير صحيفة كايهان المحافظة المتشددة الاثنين من انه في حال quot;تشتت الاصوات لدى المحافظين، فان مرشحا محافظا سينتخب بفارق ضئيل مع مرشح الاصلاحيين الذين يمكن ان يستخدموا هذه الحجة للقيام بالدعاية (...) هذا التشتت ليس منطقياquot;.
لكن في الوقت الراهن لم يتطرق اي من المرشحين المحافظين الثلاثة الذين يعتبرون الاوفر حظا بالفوز الى احتمال انسحابه.
ويشار إلى أن المرشح المحافظ حداد عادل كان دعا يوم الاثنين المحافظين الى الوحدة من اجل افساح المجال امام انتخاب احد المحافظين من الدورة الاولى او لوصول مرشحين محافظين لكي يتنافسا في حال حصول دورة ثانية من اجل اغلاق الطريق امام الاصلاحيين.