يعتقد الشيخ زاهر بعدراني، رئيس تيار المستقبل السوري، أن خطاب نصر الله الأخير يحمل إشارة مبطنة أن الولي الفقيه أعطى الضوء الأخضر لكل عنصر شيعي مسلح بخوض معركة تحويل سوريا إلى المحافظة الإيرانية الخامسة والثلاثين.

ما زال خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي ألقاه في احتفال يوم جريح المقاومة يلقى الكثير من ردود الفعل السلبية بين الناشطين السوريين لما وجدوا فيه من تكليف شرعي لجميع أبناء الطائفة الشيعية بالوقوف ضد ما أسماهالمشروع الاميركي الصهيوني التكفيري، الأمر الذي يعني الامعان في الوقوف مع النظام وقتل السوريين .
ورأى الشيخ زاهر بعدراني رئيس تيار المستقبل السوري أن خطاب نصر الله ضوء أخضر لكل العناصر الشيعية المسلحة بالدخول الى سوريا .
وقال لـquot;ايلافquot;: يوجد فرق كبير في مفهوم الإمامة بين السنة والشيعة quot;فالسنة يقولون باختيار الإمام بالإجماع من الناس والشورى بينهم، أما الشيعة فيرون أن لا اختيار في الإمام فهو تنصيبٌ إلهيٌ يكلِّف به اللهُ من يشاء من عباده، وعلى من نزل تحت إمامته واعترف بولايتهالسمع والطاعة المطلقة ليكون عوناً له على أن يقيم الحكم الإسلامي في غيبة الإمام الثاني عشر عندهمquot; .
وأعتبر أننا quot;من هنا نفهم لمَ أعاد علينا حسن نصر الله عبر خطابه الأخير معنى الولي الفقيهquot;، الامر الذي رأى فيه بعدراني quot;إشارةً مبطنةً منه إلى عناصر حزبه وكذا المراجع الشيعية في كل مكان في العالم أن الولي الفقيه أعطى الضوء الأخضر ومباركته لكل عنصرٍ شيعيمسلحٍ بخوض معركة تحويل سوريا إلى المحافظة 35 بالمفهوم الديني لا الإداري بل و تعجيل ظهور حجة الزمان الإمام الثاني عشر حسب زعمهم.quot;
وشدد quot;أن الحرب التي يخوضها حزب الله اللبناني هي معركةٌ عَقَائديَّةٌ دينيةٌ بامتيازquot;، وهذا معنى قول نصر الله quot;ننطلق في ما ذهبنا إليه من فهمٍ ورؤيةٍ،quot; وتركيزه على حرمة إطلاق النار والذخيرةِ على الأراضي اللبنانية فرحاً بشهيد أو عريس أو نجاح طالبٍ أو غير ذلك، وقولهquot;حصلنا في الأيام الماضية على فتوى بالتحريم موقّعةً من المراجع الدينية ومختومةً أيضاًquot;، في حين يرى أن إطلاق النار وقتل السوريين الثائرين أو من يسميهم العصابات المسلحة واجبٌ شرعيٌquot;.
وأكد بعدراني quot;أن هذه الحرب الدينية يبدو فيها أن حزب الله اللبناني يعين النظام السوري العلوي ربيبهم في المنطقة على كسب زمام الأمور وبسط سيطرتهم على الأرضquot;.
إلا أنهم -حسب بعدراني- يستثمرون ضعف النظام السوري حالياً لتكبيل عنقه مستقبلاً بجميل تلك المساعدة، وquot;ليتسنَّى لهم في ما بعد مد سيطرتهم ونفوذهم المذهبي والفكري على الأراضي السورية، وأكبر دليل على ذلك رفع راية الحسين وما لهذه الراية عندهم من معانٍ تؤججنار الحقد الطائفي وتنبش قبر تلك الحقبة السياسية القاتمة من جديدquot;.
وكشف رئيس تيار المستقبل السوري على أنه يجري quot;العمل مع المخلصين والأحرار من علماء المذهب الشيعي لإحتواء هذه الأزمة بأسرع ما يمكن، وذلك من خلال محاولة الضغط على إيران باتجاه انسحاب علماء السنة والمفتين من أعضاء المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران حتى سحب عناصر حزب الله اللبناني من سوريا، إضافة الى تشكيل وفد من علماء السنة السوريين للقاء ملالي طهران في مكان ما، إيماناً منّا أن تحرك الحزب بتوجيه من الولي الفقيه الخامنئي، لدراسة عواقب تدخل حزب الله اللبناني على علاقاتالمرحلة القادمة ككل، وخطورة تأزيم المواقف السياسية لتتجاوزها إلى مواقف دينية يكفر فيها كل طرف الآخر وقد بدأت إرهاصاتهاquot;.