دعا العراق مجلس الأمن الدولي إلى أن يكون قراره المنتظر حول إيفائه بالتزاماته الدولية المنصوص عليها في قراراته المتعلقة بالعلاقات مع الكويت واضحًا وصريحًا وممهدًا لإخراجه من أحكام الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، فيما أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بنقل هذه الالتزامات إلى الفصل السادس.


أسامة مهدي: جاء ذلك خلال اجتماع عقده وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في بغداد اليوم مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين في بغداد ونائب ممثل الامم المتحدة (اليونامي) في العراق خلال اجتماعه بهم اليوم على موقف ورؤية العراق للمداولات الجارية حاليًا لاستصدار قرار جديد في المجلس حول إخراج العراق من أحكام الفصل السابع.

وأكد أهمية أن يكون القرار الجديد واضحًا وصريحًا بخصوص إيفاء العراق بالتزاماته الدولية والمنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالعلاقات العراقية ndash; الكويتية.

وعبّر زيباري quot;عن تقدير الحكومة لمواقف جميع الدول الخمس دائمة العضوية والداعمة لكل من العراق والكويت في سبيل حل القضايا المتبقية من جراء الغزو الصدامي لدولة الكويت الشقيقةquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه.

من جانبهم، أشاد سفراء دول مجلس الأمن quot;بالجهود الكبيرة التي بذلها الطرفان العراقي والكويتي لحل الخلافات بينهما بالطرق السلمية والحضارية ومراعاة مصالح البلدينquot;.

جاء الاجتماع بعد ساعات من دعوة أطلقها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى التحرك خطوة إلى الأمام لرفع جميع العقوبات التي فرضت على العراق منذ أكثر من عقدين بعد غزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت في عام 1990.
ورغم الإطاحة بصدام في عام 2003 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة فإن الأمم المتحدة لم ترفع العقوبات بالكامل. وأخرجت القوات التي قادتها الولايات المتحدة قوات العراق من الكويت في حرب الخليج عام 1991.

وإذا قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة توصيات الأمين العام فإنها ستكون دفعة سياسية مهمة لبغداد، وهي تسعى إلى استعادة مكانتها الدولية بعد عقد من الإطاحة بصدام، حيث مازال العراق يخضع لحظر من الأمم المتحدة على واردات الأسلحة وتجميد أرصدة الأفراد والكيانات التي لها صلة بصدام.

وأوصى بان كي مون بأن يتم التعامل مع القضية الإنسانية الباقية بين العراق والكويت - التي تتعلق بالكويتيين المفقودين وبالممتلكات - بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الذي يحث الدول على حلّ أي صراعات بالطرق السلمية. ويجري التعامل مع هذه القضية الآن بموجب الفصل السابع من الميثاق، الذي يسمح لمجلس الأمن بالتفويض بإجراءات تتراوح بين فرض عقوبات والتدخل العسكري.

وأضاف بان في تقريره إلى مجلس الأمن quot;أظهرت حكومتا العراق والكويت الحنكة السياسية والاحترام للمصالح الوطنية لكل منهما من أجل التوصل إلى ترتيب مقبول من الطرفين مفيد لكليهماquot;. وقال quot;إذا وافق مجلس الأمن على توصياتي فإن العراق سيخرج من الفصل السابع في ما يتعلق بهذا الملف، وسيقترب خطوة من استعادة مكانته الدولية... وهو هدف تسعى إليه منذ فترة طويلة قيادة هذا البلد بعد الإطاحة بنظام صدام حسينquot;.

وأشار إلى أن البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق يجب أن تخوّل المسؤولية لتسهيل البحث عن الكويتيين المفقودين ورعايا الدول الأخرى أو رفاتهم وممتلكاتهم بما في ذلك السجلات الوطنية للبلاد.

وكان مندوبا العراق والكويت في الأمم المتحدة سلما أمينها العام بان كي مون في الثالث عشر من الشهر الحالي مذكرة تفاهم مشتركة بشأن ترتيبات عملية صيانة التعيين المادي للحدود المشتركة، والتي تشير إلى وفاء العراق بالتزاماته الدولية تمهيدًا لإخراجه من الفصل السابع ونقل بقية التزاماته في حل الملفات العالقة المتبقية مع الكويت إلى الفصل السادس.

وقالت وزارة الخارجية العراقية إن المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة السفير محمد علي الحكيم والمندوب الدائم للكويت السفير منصور عياد العتيبي سلما بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الليلة الماضية سوية رسالة مشتركة من حكومتي البلدين مع نسخة من مذكرة التفاهم بشأن ترتيبات عملية صيانة التعيين المادي للحدود المشتركة، والتي تشير إلى وفاء العراق بالتزاماته الدولية تمهيدًا للخروج من الفصل السابع.

وأكد السفير محمد الحكيم للأمين العام أهمية أن يذكر التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة، الذي سيقدم إلى مجلس الأمن غدًا الخميس التطورات الإيجابية بين البلدين بما فيها التوصية بخروج العراق من الفصل السابع وإنهاء قرار 833 المعني بالحدود مع الكويت، والإشادة بجهود العراق المبذولة بشأن المفقودين والأرشيف الكويتي.

ووصف بان الاتفاق بين البلدين باللحظة التاريخية، معربًا عن ترحيبه بالاتفاق. وأشار إلى إبلاغه مجلس الأمن حول إنشاء العراق والكويت ترتيبات ثنائية بشأن الحدود، والتي تشير إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 833. وقال إنه أجرى اتصالًا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وبارك لهم شخصيًا بالقرار السياسي الذي يفتح الآفاق لتطوير العلاقات بين البلدين.

ورحّب بالتطورات الحثيثة والإيجابية في العلاقات بين العراق والكويت، واصفًا الاتفاق الذي أبرم بين البلدين أمس الثلاثاء خلال زيارة رئيس الوزراء الكويتي لبغداد الشيخ جابر الأحمد الصباح بأنه quot;لحظة تاريخيةquot;.

وكان وفد كويتي برئاسة رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح قد زار العراق في الأسبوع الماضي على رأس وفد رفيع المستوى، ووقع ست مذكرات تفاهم، وأعلن خلال مباحثات المسؤولين العراقيين والكويتيين أن الحكومتين طلبتا من مندوبيهما في الأمم المتحدة مقابلة بان كي مون وإبلاغه باتفاق البلدين، وأن العراق قد نفذ كامل الالتزامات المفروضة عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بحسب قرارات مجلس الأمن والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إبلاغ ذلك إلى مجلس الأمن ليرفع شروط الفصل السابع من العراق وينقله إلى الفصل السادس.