يعيش انصار جماعة الاخوان المسلمين في الإمارات العربية حالة من الصدمة بعد عزل الرئيس محمد مرسي من قبل الجيش المصري، الذي استجاب لنداء ملايين المتظاهرين.
بعد الاطاحة بنظام الاخوان في مصر تعرض فلولهم في دول الخليج لصدمة عصبية شديدة فلم يتوقعوا حتى في احلامهم أن يتم عزل انصارهم في مصر بهذه الطريقة. حيث إن سقوط حكم الجماعة في أم الدنيا اضاع بشكل نهائي حلم اخوان الخليج وطموحهم الوهمي في الوصول للحكم في أي دولة خليجية، ويرى مراقبون أن الاخوان يشعرون الآن انهم ذهبوا الى مزبلة التاريخ دون رجعة. ففي أقل من 40 ساعة تعرض التنظيم الدولي للجماعة لضربتين قاسيتين أولهما من قضاء الامارات الذي حكم أول أمس الثلاثاء بالسجن لفترات تتراوح ما بين 7 و15 عامًا على عدد من افراد التنظيم السري بتهمة محاولة الاستيلاء على الحكم، وثانيهما الضربة القاضية التي قصم بها الجيش والشعب المصري ظهر الاخوان أمس الأربعاء، والتي أدت الى إبعادهم عن السلطة.
علاقات مصرية إماراتية راسخة
ومن جهته، قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إن quot;الامارات العربية المتحدة تتابع بارتياح تطورات الأوضاع في جمهورية مصر العربية الشقيقة انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين.. والامارات على ثقة تامة بأن شعب مصر العظيم قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها مصر الشقيقة، وأن ينطلق بها الى مستقبل آمن وزاهرquot;.
وأضاف أن تاريخ مصر العريق ومساهماتها الأساسية في الحضارة الانسانية ودورها المحوري على الصعيدين العربي والاسلامي كل ذلك كفيل بأن يوفر لشعبها ركيزة قوية لبناء مستقبل مزدهر يقودها الى ما يتطلع اليه شعبها الشقيق من تقدم واستقرار.
وقال الشيخ عبدالله إن جيش مصر العظيم يثبت من جديد أنه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها بأن تظل دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيق.
واختتم مؤكدًا على أن دولة الامارات تتطلع على الدوام لتعزيز علاقاتها مع مصر الشقيقة حكومة وشعبًا، والمضي بها قدمًا الى المزيد من التعاون الوثيق في مختلف الميادين وبما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
احتفال شعبي مصري إماراتي
وعقب بيان الجيش المصري بعزل مرسي وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بتولي رئاسة البلاد لفترة موقتة، خرجت أعداد غفيرة من الجالية المصرية في الامارات الى الشوارع وفي السيارات رافعين أعلام مصر والامارات معاً، سعداء مهللين بانتصار الشعب على الجماعة التي استخدمت بحسب العديد من المراقبين الدين بشكل خاطئ، واغتصبت السلطة واضاعت حقوق الشعب وسعت الى هدم مؤسسات الدولة. كما قام الاماراتيون بمشاركة الجالية المصرية الفرحة وهنأوهم بانتصارهم على الاخوان، وعلى تماسك الارادة الشعبية للمصريين، وعلى المظهر الحضاري الذي خرجت به المظاهرات السلمية في مختلف ميادين مصر.
وقال عدد من أفراد الجالية لـquot;إيلافquot; إن quot;هذا اليوم 3 يوليو 2013 يمثل يومًا تاريخيًا ومفصليًا في مستقبلنا ومستقبل ابنائنا ووطننا، لأننا كنا نرى أن بلدنا تضيع وتنهار يومًا تلو الآخر بسبب جهل جماعة مغتصبة لا تهدف الا الى تحقيق مصلحتها الخاصة، ولكننا الآن استعدنا الثقة في انفسنا، وفي جيشنا. ونحن فخورون إننا مصريون، ومطمئنون على مستقبل ابنائنا طالما أن لدينا جيشًا يضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار مهما كان حجم الضغوط الداخلية والخارجية عليهquot;.
وأضافوا أن الاخوان خلال عام كامل عملوا على اهدار مقدرات مصر ومكتسباتها وانهكوا مؤسساتها داخليًا وخارجيًا، كما سعوا بشتى الطرق لابعاد مصر عن الصف العربي وتحطيم علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع دول الخليج، وذلك من اجل تحقيق اهداف ومصالح خاصة بالتنظيم الدولي للاخوان ودون أي اهتمام بمصالح الشعب.
واكد افراد من الجالية أن quot;ما قام به الجيش ضد مرسي ليس انقلابًا عسكريًا انما هو رضوخ لارادة الملايين من الشعب المصري الذي يعد هو صاحب الشرعية الثورية التي يمنحها لمن يشاء ويسقطها عن أي شخص مهما كان ثقله، حتى ولو كان منتخبًا أو أول رئيس مدني منتخب مثلما كان يردد مرسي كذبًاquot;.
وتوقعوا أن تشهد الايام القليلة القادمة انفراجة كبيرة في العلاقات المصرية الاماراتية بعد عام من الاحتقان والتوتر الشديدين، نتيجة تعرض الامارات لهجمات واساءات من قبل اعضاء الجماعة وخاصة المدعو عصام العريان. لافتين الى أن صبر الامارات على تلك الاساءة أكد أن حكامها وشعبها يقدرون الشعب المصري ولا يريدون تفكيك العلاقات والروابط الوطيدة التي تجمع الشعبين معًا، وكانوا متأكدين من أن تلك الجماعة التي حكمت مصر لا تعبر عن شعب النيل، وقد ثبت ذلك أمس عندما اسقط الشعب الجماعة الضالة في غضون 4 أيام فقط.
سعوا للسلطة 80 عامًا وسقطوا في 4 ايام
على الرغم من أن الاخوان خططوا وسعوا الى الوصول للسلطة في مصر على مدى 80 عامًا وفعلوا الكثير من اجل ذلك تنظيميًا ودعويًا وفكريًا الا أنهم لم يستطيعوا المحافظة على الحكم لمدة تزيد عن عام واحد، ولم يستطيعوا الصمود امام غضب الشعب، والاكثر من ذلك انهم سقطوا في غضون 4 أيام فقط.
الجيش والشعب
ويعتقد كثيرون أن ثورة 30 يونيو اثبتت أن الشعب والجيش في مصر حقًا يد واحدة. فقد تم اسقاط حكم جماعة الاخوان وعزل رئيس الجماعة محمد مرسي العياط والاطاحة بجماعته على أيدي 33 مليون مصري نزلوا الى كافة شوارع وميادين مصر في مظاهرات حاشدة معارضة له، رغم التهديدات المستمرة التي كان يروجها انصار الجماعة ضدهم ومخاطر الشارع الملتهب بالمولوتوف، فضلاً عن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. وطالب هذا الشعب الذي عانى من حكم الاخوان بالشرعية الثورية واستعادة ثورته المسروقة من قبل تلك الجماعة. وكالعادة لجأ الشعب إلى مناداة حصنه الأخير quot;جيشهquot; للتدخل لحمايته من بطش مرسي وجماعته، وكان الجيش وقائده العام الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع مجيبًا لمطالب شعبه وأثبت أنه أهل للثقة، ولعب دورًا حاسمًا في الاطاحة بالاخوان واستعادة الشعب لثورته.
التعليقات