تبدأ في واشنطن في غضون أيام الجولة الأولى من المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ، بينما أعلن مسؤول أميركي أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يضع اللمسات الأخيرة على فريقه، الذي سيشرف على مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، ويتعامل مع أعبائها يومًا بيوم، وسيكون مارتن أنديك قائدًا للفريق.


نصر المجالي: من المقرر استئناف المحادثات المتعثرة منذ نحو ثلاث سنوات خلال هذا الأسبوع في واشنطن، بقيادة وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

لكن تعذر على متحدثة باسم الخارجية الأميركية تحديد موعد لاستئناف المحادثات، مؤكدة أن المسؤولين الأميركيين quot;على اتصال مع الطرفين في اليومين الأخيرين، لكن ليست هناك معلومات حول التاريخ بعدquot;، مضيفة quot;الآن نواصل المضي قدمًا، تم بذل الكثير من العمل والتسويات والتضحيات حتى الآنquot;.

الإسرائيليون مسالمون!
تزامنًا، أفاد استطلاع للرأي، أجراه معهد ديالوغ على عينة تمثيلية مؤلفة من 511 شخصًا ونشر الأربعاء، أن غالبية الإسرائيليين تدعم اتفاق سلام مع الفلسطينيين في إطار استفتاء.

وبحسب الاستطلاع، الذي نشرته صحيفة هآرتس، فإن نحو 55% من الإسرائيليين يدعمون اتفاق سلام، يتوصل إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقابل 25% يعارضونه، بينما لم يقرر 20% منهم بعد.

من بين المؤيدين لاتفاق سلام، قال 39% إنهم سيدعمون أي اتفاق سلام يقترحه نتنياهو، وقال 16% إنهم سيدعمونه على الأرجح.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الجمعة التوصل إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إثر مساع مكثفة بذلها خلال زيارته السادسة إلى المنطقة.

من جانبه كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد الاحد الماضي اعتزامه إجراء استفتاء شعبي على أي اتفاق قد يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين.

عودة إلى الطاولة
وكان كيري أعلن في عمّان يوم الجمعة الماضي، في ختام زيارته السادسة إلى المنطقة، أن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على مبدأ العودة إلى المفاوضات المجمدة منذ ثلاث سنوات.

ولم تؤكد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أو تنف معلومات عن أن السفير الأميركي السابق في إسرائيل مارتن أنديك اختير لقيادة فريق التفاوض الأميركي. وصرحت بساكي للصحافيين: quot;هذه المرة الأولى التي يتفق فيها المفاوضون الرسميون من الطرفين علنًا على اللقاء على هذا المستوىquot;. لكنها شددت على أنها ستحترم التزام كيري إبقاء تفاصيل المحادثات سرية لإعطائها أفضل فرص للنجاح.

وسيتوجّه كبيرا المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني والفلسطينيين صائب عريقات إلى واشنطن في الأيام المقبلة لبدء المفاوضات.
وسيقود الدبلوماسي الأميركي مارتن أنديك، الذي يرأس قسم السياسة الخارجية في معهد بروكينغز، دبلوماسي مخضرم في شؤون الشرق الأوسط. وذكرت وسائل إعلام أميركية عدة أنه خيار كيري لرئاسة الفريق الأميركي.

وتولى أنديك منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى خلال رئاسة بيل كلينتون، وكان سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل بين 1995 و1997 ثم بين 2000 و2001. وأنديك من مواليد لندن، لكنه هاجر إلى استراليا في طفولته، وحصل على الجنسية الأميركية عام 1993.

وردًا على سؤال عن مؤهلات أنديك، قالت بساكي quot;من الواضح أنه محترف، يحظى باحترام شديد، ولديه خبرة وخلفية كبيرتانquot;، مضيفة quot;لكن ليست لديّ معلومات أخرى حول تشكيله الفريقquot;.

تركيبة اللاعبين
وأوضحت أن كيري يركز حاليًا quot;على جمع أفضل تركيبة للاعبين للعمل مع الأطرافquot;، مضيفة أنه لم يتخذ أي قرار حول مفاوض أو مبعوث بعد. وقالت بساكي إن المحادثات quot;ستكون عملية مليئة بالتحديات، ولا يمكن أن يقودها كيري وحده، يومًا بيوم، لذلك نسعى إلى تشكيل فريق مفاوضينquot;.

وتابعت المتحدثة أن الإسرائيليين والفلسطينيينquot; أوضحوا أنهم يريدون بدء المفاوضات في أسرع وقتquot;. لكن يرجّح أن تتم أولًا مناقشة جدول الأعمال والآلية، قبل تطرق الطرفين إلى النقاط الشائكة، التي ما زالا على خلاف كبير حيالها.

وأعلن البيت الأبيض الاثنين أن مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ستستأنف quot;في الأسابيع المقبلةquot; في واشنطن، مبديًا quot;تفاؤلًا حذرًا جدًاquot; حيال فرص نجاح هذه العملية.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أكد أن الإدارة الأميركية تشعر quot;بتفاؤل حذر جدًاquot; بخصوص المحادثات، مشددًا على أن الطريقة الوحيدة quot;لحل هذه المشاكل هي جلوس الطرفين وجهًا لوجه إلى طاولة مفاوضاتquot;.