يصدر الاثنين قرار بتعيين الدبلوماسي والباحث الأميركي المخضرم مارتن إنديك مبعوثًا جديدًا للسلام في الشرق الأوسط، علمًا أن إنديك هو نائب الرئيس ومدير قسم السياسة الخارجية في مؤسسة بروكنغز.


نصر المجالي: عمل مارتن إنديك سابقًا سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل، ومساعدًا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ومساعدًا خاصًا للرئيس ومدير أول للشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وأستاذًا مساعدًا في جامعة جونز هوبكنز.

ويعتبر إنديك أحد الخبراء الأميركيين في الصراع العربي الإسرائيلي، إيران والعراق والخليج الفارسي، ليبيا وشمال أفريقيا، وهو يحمل درجة الدكتوراه من الجامعة الوطنية الأسترالية عام 1977، ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة سيدني عام 1972.

يذكر أن مارتن إنديك كان خضع في العام 2000، بينما كان سفيرًا في تل أبيب، إلى تحقيق حول ما إذا كان تورّط في نقل معلومات سرية إلى إسرائيل، وهذه القضية هي التي أدت إلى إنهاء عمله كسفير.

عمل إنديك لفترتين سفيرًا لدى إسرائيل، الأولى من أبريل/ نيسان 1995 - سبتمبر/ أيلول 1997. أما الثانية فهي من يناير/ كانون الثاني 2000 ndash; يوليو/ تموز 2001.

فضيحة معلومات
كما شملت التحقيقات حينذاك العديد من أعضاء السفارة الأميركية ومسؤولين إسرائيليين، واعتبرت وقتها quot;فضيحة هزّت الأمن القومي الأميركيquot;.

كما اعتبرت التحقيقات بمثابة نكسة خطيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك، وذلك خشية إطاحتها بالفرص الأخيرة لإبرام اتفاق سلام خلال الأشهر القليلة المتبقية من فترة رئاسة بيل كلينتون.

وكان أنديك حينذاك، ليس كسفير فقط، وإنما هو رجل الاتصال الرئيس مع البيت الأبيض، خلال مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، كان شخصية مقربة من كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي، وعمل كوسيط لإسرائيل والولايات المتحدة، بينما كانت الدولتان تمارسان ضغوطًا على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليقبل باتفاق حول الوضع النهائي.

يذكر أن مارتن إنديك مولود في لندن في العام 1951، وهو أسترالي (يهودي) الأصل، باحث ومؤلف معروف، ومن أحدث مؤلفاته Innocent Abroad (أبرياء في الخارج): An Intimate Account of American Peacemaking Diplomacy in the Middle East (حساب حميمي لدبلوماسية صنع السلام الأميركية في الشرق الأوسط). ويركز إنديك في أبحاثه على السياسة الأميركية الخارجية، فضلًا عن شؤون الشرق الأوسط.

أبرياء في الخارج
وفي أحد مؤلفاته وهو quot;أبرياء في الخارجquot;، يستفيد مارتن إنديك من السنوات العديدة من المشاركة المكثفة في المنطقة في وضع قصة داخلية للمرة الأخيرة، التي استخدمت فيها الولايات المتحدة الدبلوماسية المستدامة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتغيير سلوك النظامين البعثي في العراق والإسلامي في إيران.

وفي الكتاب، يقدم إنديك استقصاء للنتائج الساخرة للقاء السذاجة الأميركية والريبة الشرق أوسطية في quot;بازاراتquot; المنطقة السياسية، ويحلل الاستراتيجيات المختلفة جدًا، التي اتبعها بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، ليوضح لماذا واجه كلاهما مصاعب جمة في إعادة صنع الشرق الأوسط وفقًا لتصوريهما في جعله مكانًا ينعم بمزيد من السلام أو الديمقراطية، ويقدم تفاصيل جديدة حول انهيار محادثات السلام العربية الإسرائيلية في كامب ديفيد، وفشل السي آي إيه في الإطاحة بصدام حسين، ومحاولات كلينتون التفاوض مع الرئيس الإيراني.

خلال فصول الكتاب، يلج إنديك بالقرّاء إلى داخل المكتب البيضاوي، وغرفة الأوضاع، وقصور الحكام العرب، ومكاتب رؤساء الوزراء الإسرائيليين.

كما يرسم صورًا شخصية عن القادة الأميركيين والإسرائيليين والعرب، الذين تعامل معهم، بمن فيهم إسحاق رابين وإيهود باراك وآرييل شارون، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، والرئيس المصري السابق حسني مبارك، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

في الختام، فإن إنديك يقدم في quot;أبرياء في الخارجquot; تفاصيل مثيرة شيّقة عن الاجتماعات العالمية المستوى، ويبيّن مقدار الصعوبة التي يواجهها الرؤساء الأميركيون في فهم دوافع قادة الشرق الأوسط ونواياهم، وكيف أنهم يمكن أن يفوتوا بسهولة تلك اللحظات التي يبدي فيها هؤلاء القادة الاستعداد للعمل بطرق يمكن أن تؤدي إلى إحداث اختراقات نحو السلام.