تونس: أجج مقتل جنود تونسيين على يد مسلحين على الحدود مع الجزائر ازمة سياسية تعيشها تونس منذ اغتيال النائب المعارض بالمجلس التاسيسي محمد البراهمي الخميس الماضي أمام منزله في العاصمة تونس.

في الاثناء أعلنت الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية رفضها مطالب المعارضة بالاستقالة وبحل المجلس التاسيسي وتشكيل حكومة انقاذ وطني اثر اغتيال البراهمي.

وتضاربت الانباء حول عدد جنود قتلتهم مجموعة مسلحة في جبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر.

ففيما تحدثت وزارة الدفاع ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي عن ثمانية قتلى و3 جرحى اعلنت دائرة الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية quot;الحداد ثلاثة أيام وتنكيس العلم الوطني على المؤسسات الوطنية وذلك على اثر الحادثة الارهابية الفظيعة التي أدت الى استشهاد 10 جنود في جبل الشعانبيquot;.

في المقابل قالت مصادر طبية في مستشفى القصرين ووسائل اعلام ان عدد القتلى 9.

وقالت وزارة الدفاع في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية quot;تعرضت دورية عسكرية في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء الاثنين (17.30 تغ) الى كمين بمنطقة التل بمحمية الشعانبي اسفر عن استشهاد 8 عسكريينquot;.

وأضافت ان quot;سيارة عسكرية كانت متجهة للدورية العسكرية لدعمها تعرضت بدورها الى انفجار لغم ارضي تسبب في جرح 3 عسكريين اخرينquot;.

وقال مصدر عسكري لفرانس برس ان الجنود قتلوا ثم ذبحوا وسرقت اسلحتهم وازياؤهم العسكرية.

وهذه اعلى حصيلة من القتلى يتكبدها الجيش التونسي خلال مواجهات مع مسلحين منذ الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب الى السعودية في 14 كانون الثاني/يناير 2011.

وفي 18 مايو/ايار 2011 قتل عقيد وجندي بالجيش التونسي، ومسلحان -تسللا من الجزائر- خلال اشتباكات في بلدة الروحية بولاية سليانة (شمال غرب).

ومنذ كانون الاول/يناير 2012 تمشط قوات الجيش والأمن جبل الشعانبي بحثا عن مسلحين قتلوا في العاشر من الشهر نفسه عنصرا في جهاز الحرس الوطني (الدرك) في قرية درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين.

وخلال عمليات التمشيط قتل جنديان وأصيب 8 آخرون (اثنان بترت ارجلهما) كما أصيب 10 من عناصر الحرس الوطني (ثلاثة بترت ارجلهم وآخر أصيب بالعمى) وراعي أغنام في انفجار 6 ألغام زرعها المسلحون في جبل الشعانبي.

وانفجرت الالغام في الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل الماضي و11 يونيو/حزيران الماضي. وفي الثاني من يونيو/حزيران قتل جنود بطريق الخطأ زميلا لهم في جبل الشعانبي خلال عملية تمشيط.

وفي الثامن من أيار/مايو الماضي أعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) أن بعض افراد مجموعة المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي قدموا من مالي وان المجموعة تضم تونسيين وجزائريين.

وقال الرئيس المنصف المرزوقي في خطاب توجه به الى الشعب التونسي عبر التلفزيون الرسمي ان تونس quot;مستهدفة في نظامها السياسي وفي ثورتها وفي نمط عيش شعبها وفي اسلامها ودينها وطريقتها في التعامل مع هذا الاسلام المعتدل الذي تربينا كلنا في احضانهquot;.

ودعا quot;الطبقة السياسية الى العودة الى الحوار لان البلاد مهددةquot;

وقال quot;دخلنا الان في مرحلة هي مرحلة وجود ارهاب متواجد في البلاد وتعرفون هذا الارهاب عندما يزرع في بلاد فإن اصعب شيء هو استئصالهquot;.

وتابع quot;نحن ما زلنا مقبلين على تحديات وعلى تضحيات وعلى ضحايا (..) واذا اردنا مواجهة هذا الخطر علينا مواجهته متحدينquot;.

واضاف quot;في كل بلدان الدنيا عندما يحصل حادث مماثل أو اغتيال سياسي (..) يلتحم كل الشعب (..) ويقترب من دولته (..) حتى يستطيع الشعب والدولة مواجهة هذا الخطر المحدق بالجميعquot;.

ولاحظ quot;نحن لم نر شيئا من هذا خاصة في الماساة الاخيرة، بل على العكس راينا تزايد الفرقة والفوضى وتعطل دواليب الدولة خاصة المجلس التاسيسي (البرلمان) وتعطل المسار الديمقراطيquot;.

وفي سياق آخر قال علي العريض رئيس الحكومة ان حكومته لن تستقيل مثلما تطالب المعارضة.

واقترح اجراء انتخابات عامة في البلاد في 17 كانون الاول/ديسمبر المقبل.

ويصادف هذا التاريخ الذكرى الثالثة لانتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية في 2011 بعدما اضرم في نفسه النار احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية في ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) عربة الخضر والفاكهة التي يعتاش منها.

وتابع العريض quot;أؤكد ان الحكومة ليست عاجزة عن دعوة الشعب واستفتائه في الشوارع (لتحديد) من هو مع مواصلة المسار (الديموقراطي) وتسريع خطاه واختزال آماده، ومن هو مع العودة الى نقطة بداية مجهولة وازالة كل هذا المسار وايقافهquot;.

لكنه استدرك قائلا quot;نحن لا نحب دعوات الاحتكام في الشارعquot;.

وتظاهر الآلاف ليلا امام مقر المجلس التاسيسي للمطالبة بحله واسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني.

وردد المتظاهرون شعارات معادية لحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي مثل quot;يا غنوشي يا سفاح يا قتال الارواحquot;.

وخرجت مظاهرات مماثلة في عدد من ولايات البلاد.