تدور شكوك حول صحة ما ادعته الفتاة اليمنية ندى الأهدل (11 عاماً) التي نشرت فيديو استغاثة عبر يوتيوب قائلة ان اهلها يريدون تزويجها، خاصة بعد أن نفى والداها هذا الأمر.


القاهرة:طفت على السطح مجدداً قضية الفتاة اليمنية ندى الأهدل التي فجرت مؤخراً سجالاً كبيراً على الانترنت بعد توجيهها نداء استغاثة للعالم بأسره عبر مقطع مصور على اليوتيوب للوقوف إلى جوارها وحمايتها من رغبة أهلها في تزويجها في تلك السن الصغيرة.
نفي الوالدين
وبدأت تثار تساؤلات الآن في اليمن حول حقيقة ما ادعته الفتاة، لدرجة أن منظمة quot;سياجquot; المنوطة بحقوق الأطفال في اليمن، خرجت لتقول إن أجزاء من رواية ندى مصطنعة ومن وحي خيالها، إلى جانب نفي والديها أنهما كانا يعتزمان تزويجها.
وخلال اجتماع عاصف جمع ندى بوالديها وعمها، بكت الطفلة التي تبلغ من العمر 11 عاماً وهي تسأل رئيسة اتحاد نساء اليمن وتدعى رمزية الإرياني: quot;لماذا تصدقونهم ولا تصدقونني ؟quot;.
وفي حوار التقطته كاميرا شبكة سي أن أن الإخبارية الأميركية، ردت الإرياني بقولها :quot; نحن بحاجة إلى حماية تلك الطفلة. ولا يهمني ما هو الأفضل بالنسبة للأب أو الأم أو العم، بل ما يهمني هو الأفضل بالنسبة للطفلةquot;.
وصي قانوني
وعقب الاجتماع الذي شهد إصراراً من جانب ندى وعمها بأن ما سبق أن تحدثت عنه كان صحيحاً، تم التوصل لاتفاق يقضي بنقل ندى ووالديها وعمها ليعيشوا سوياً.
وتم تعيين الإرياني لتكون الوصي القانوني الموقت للطفلة ندى إلى أن يتم حل النزاع. وقال أحمد القرشي، رئيس منظمة سياج، إنهم لا يعتقدون أن والدي ندى حاولا أن يجبراها على الزواج، وهي نفس وجهة النظر التي أيدها اتحاد نساء اليمن.
رسالة ندى
وأثيرت كل هذه الضجة عقب نشر فيديو لندى بتاريخ الثامن من الشهر الماضي، من جانب إحدى صديقاتها، قالت فيه quot; أقدموا على تزويجي وسأقتل نفسيquot;.
وأضافت ندى quot;هذا ليس ذنب الأطفال، وأنا لست الوحيدة، الأمر ممكن أن يحدث لأي شخص. لقد قرر بعض الأطفال أن يلقوا بأنفسهم في البحر وهم موتى الآن. لقد قتلوا أحلامنا وقتلوا كل شيء بداخلنا. لم يعد يتبقى شيء. ليس هناك تربية، وهذا إجرامquot;.
وتحدثت ندى بعد هذا الفيديو مع شبكة السي أن أن الإخبارية الأميركية، حيث قالت quot; لقد هربت من الزواج. لقد هربت من الجهل. لقد هربت قبل أن يتم بيعي وشرائيquot;.
زيجات القاصرات
وسواء أكان ادعاء ندى صحيحا أم كاذبا، فإن زواج القاصرات يحظى بانتشار كبير في اليمن. وهي القضية التي جذبت انتباه جماعات ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، وهي إذ تبذل جهوداً من أجل الضغط على الحكومة لمنع زواج الأطفال.
ومعروف أن الفقر المدقع الذي تعانيه كثير من العائلات في اليمن يلعب دوراً كبيراً في إعاقة الجهود التي يتم بذلها للحيلولة دون زواج القاصرات، حيث تجد الأسر الفقيرة نفسها غير قادرة على رفض قبول مهور تقدر بمئات الدولارات لبناتها الصغيرات.
وسبق لوزارة الشؤون الاجتماعية في اليمن أن ذكرت في تقرير أصدرته عام 2010 أن ما يزيد عن ربع الفتيات اليمنيات يتزوجن قبل أن يبلغوا من العمر 15 عاماً.