تتجه الشكوك اليمنية إلى تنظيم القاعدة إذ تتهمه بأنه وراء خطف الدبلوماسي الإيراني في صنعاء، علمًا أن الحادث حصل في ظل توتر بين البلدين على خلفية الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين في صعدة.


صنعاء: قبل ظهر الأحد الماضي، وبينما كان الدبلوماسي الإيراني نور أحمد نيكبخت مارًا في في شارع قرب سفارة إيران في حي الهدا جنوب العاصمة اليمنية، اعترضته مجموعة مسلحة واختطفته إلى مكان مجهول.

وقد أكدت وزارة الخارجية حصول عملية الخطف، إذ أعلن عباس ارقشي، الناطق باسم الخارجية الإيرانية، للاعلام الايراني: quot;بلغنا أن أحد موظفينا في سفارة إيران باليمن قد خطف على يد مجهولين، وأن ذلك الشخص إيرانيquot;.

وأوضح مصدر في السفارة الإيرانية أنها لا تملك أية معلومات إضافية عن المسألة، ولا عن الخاطفين، مشيرًا إلى أن شاهدًا على العملية اتصل بالسفارة وأبلغها بما حصل. أما الشرطة اليمينة فتظن بشكل شبه مؤكد أن المسلحين الذين خطفوا الدبلوماسي الإيراني في وضح النهار واقتادوه إلى جهة مجهولة ينتمون إلى تنظيم القاعدة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط أمن يمني قوله: quot;الشكوك لدى أجهزة الأمن تتجه إلى أن تكون القاعدة وراء عملية الخطفquot;.

قلق إيراني

هذا وقد ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اتصل بنظيره اليمني أبو بكر القربي لينقل له إدانة طهران هذا العمل غير الإنساني، وليدعو الحكومة اليمنية إلى التحرك الجاد سعيًا للإفراج عن الدبلوماسي المخطوف.

وأشار خلال الاتصال إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تبيّن مسؤولية الدولة المضيفة بالمحافظة على أمن الديبلوماسيين المعتمدين لديها، مؤكدًا ضرورة قيام الحكومة اليمنية بواجباتها تجاه هذا الحادث. وأسف وزير الخارجية اليمني لحادث الاختطاف، مؤكدًا أن الحكومة اليمنية تبذل قصارى جهدها للإفراج عن الديبلوماسي المختطف، quot;وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات الأولية للتعرّف على الخاطفينquot;.

كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال اليمني وأعربت له عن بالغ قلقها على مصير الدبلوماسي المخطوف، علمًا أنه المواطن الإيراني الأول الذي يتعرض للخطف في اليمن، وأن العملية حصلت في وقت تشهد فيه العلاقات بين اليمن وإيران توترًا متصاعدًا، على خلفية اتهام حكومة صنعاء إيران بمساعدة المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على محافظة صعدة الحدودية مع السعودية في شمال اليمن، في حربهم على الحكومة الشرعية.

ليس الأول

كانت عمليات خطف سابقة نسبت لتنظيم القاعدة في اليمن، منها خطف الدبلوماسي السعودي عبد الله الخالدي، الذي ما زال مختطفًا منذ آذار (مارس) 2012 في عدن. وتتبنى قبائل مسلحة معظم عمليات خطف الأجانب التي يشهدها اليمن، والتي تنفذها من أجل الضغط على السلطات لتلبية مطالبها.

وقد خطف المئات خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، وأفرج عن معظمهم سالمين، مقابل فديات، في أغلب الأحيان. وما زال المسلحون يحتجزون زوجين هولنديين وآخرين من جنوب إفريقيا في اليمن. وفي مطلع أيار (مايو) الماضي، أفرجت قبيلة يمنية عن ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن بينهم سويسري وكيني، كما أفرجوا عن رهينتين مصريين بعد وساطة قبلية.