قال السفير الأميركي المعين لدى لبنان ديفيد هيل إن الأزمة السورية تؤثر تأثيرًا عميقًا على لبنان. وأضاف أن امتداد هذه الأزمة يهدد بتعطيل تقدم لبنان نحو الديمقراطية والاستقلال والازدهار.


نصر المجالي: قال هيل لدى مثوله أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس تمهيدًا لإقرار تعيينه إن هناك من يريدون جر لبنان إلى النزاع السوري، quot;فحزب الله يضع مصالحه الخاصة ومصالح داعميه الأجانب فوق مصالح الشعب اللبنانيquot;.

وأضاف السفير هيل إن الدعم العسكري الفاعل الذي يقدمه حزب الله للنظام السوري يتناقض مع إعلان بعبدا، وينتهك سياسة لبنان للنأي بالنفس ويعرّض استقرار لبنان للخطر.

وأكد هيل أن العلاقات اللبنانية الأميركية هي أكثر من مجرد علاقة ثنائية بين حكومتين. فهناك جالية قوية وفخورة وحيوية من الأميركيين اللبنانيين الذين ساهموا كثيرًا في بلادنا. والعديد من هؤلاء الأميركيين يلتزمون أيضًا بتطوير وطنهم الأم، وأنا أفتخر بعلاقاتي مع جالية فعلت الكثير من أجل الولايات المتحدة ولبنان.

التقاليد الديموقراطية

وأكد أن quot;مهمتي، في حال تمّت الموافقة على تعييني، ستكون القيام بكل ما هو ممكن لدعم اللبنانيين في سياستهم للنأي بالنفس عن النزاع السوري، ومساعدتهم للمحافظة على سيادتهم، والتأكد من أن أميركا تساعد في مواجهة التحدي الإنساني والاقتصادي الذي يشكله تدفق اللاجئين إلى لبنانquot;.

وأضاف: والآن من المهم أكثر من أي وقت مضى تعزيز التقاليد الديمقراطية في لبنان. فقرار تأجيل الانتخابات وتمديد البرلمان الحالي لمدة عامين تقريبًا يقوّض الممارسات الديمقراطية والاستقرار في لبنان. ونحن ندرك أن هذه عملية لبنانية.

ودعا هيل الزعماء السياسيين اللبنانيين إلى أن يحترموا العملية الانتخابية والدستور، وهما الحصنان الحاميان لديمقراطية لبنان. والشعب اللبناني يعتز كثيرًا بهاتين المؤسستين.

ثقة أوباما وكيري

وفي كلمة للسفير قبيل استجوابه من جانب اللجنة للمصادقة على تعيينه: quot;يشرفني كثيرًا وأشعر بالتواضع للامتياز الذي حصلت عليه للمثول أمامكم اليوم وللثقة التي منحني إياها الرئيس أوباما والوزير كيري، وفي حال تمّت الموافقة على تعييني، فإنني أتطلع إلى العمل مع مجلس الشيوخ حول أفضل السبل لتعزيز مصالح الولايات المتحدة في لبنانquot;.

وقال: لقد كان لي شرف وامتياز خدمة بلادي في السلك الدبلوماسي منذ العام 1984، وكرست مسيرتي المهنية لتعزيز مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وإشار السفير هيل إلى أن لبنان كان وشعبه جزءًا من حياتي منذ عقود. وقد تمّ تكليفي للمرة الاولىللعمل في بيروت بعد انتهاء الحرب الأهلية، وكان لبنان مدمّرًا. وبعد سنوات، عدت لأشغل منصب نائب رئيس البعثة في وقت أكثر إشراقًا، حيث كان البلد منكبًا على إعادة الإعمار.

واستطرد: لقد تعلمت الكثير من الشعب اللبناني، لا سيما من قدرته على الاحتمال ومن تطلعاته التي لا تعرف الكلل، ولقد كنتُ فخورًا بالمساعدة في بناء الشراكات بين أميركا ولبنان، إذ إننا دعمنا جهود اللبنانيين لاستعادة الاستقلال الحقيقي، والسيادة، والوحدة، واستعادة الاستقرار والأمن في جميع أنحاء البلاد، وإعادة تنشيط الاقتصاد، وبناء المؤسسات القوية للدولة المسؤولة أمام جميع المواطنين اللبنانيين. وهذا العمل مستمر، وتعزيز تلك الشراكة لا يزال يمثل أولوية بالنسبة لحكومة الرئيس أوباما، لأنه يصب في المصلحة القومية للولايات المتحدة. وإذا تمت الموافقة على تعييني، سأكرس نفسي للعمل مع اللبنانيين لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.

سلامة المصالح الأميركية

وقال السفير هيل: وفي حال تمّت الموافقة على تعييني، لن تكون لي أولوية أعلى من سلامة وأمن الموظفين الأميركيين والمعلومات والمرافق الأميركية في لبنان، فضلاً عن جميع الأميركيين هناك. لقد كان عملي في الخارج منذ العام 1990، بما في ذلك منصب السفير لدى الأردن، في مراكز دبلوماسية معرضة لتهديدات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. وقد علمتني تلك التجربة أن أحترس من التراخي، وأن أحدّ من المخاطر، وأن أضمن أن لدينا الموارد والممارسات اللازمة لمزاولة أعمال أميركا بالقدر الممكن من الأمان.

وتابع: إن العنف قد بدأ يتمدد بالفعل. وعمل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لحماية لبنان من هذه العواقب يذكرنا بأن المساعدة الأمنية الأميركية هي دعامة في علاقاتنا الثنائية وتخدم مصالح الولايات المتحدة. إننا نعمل مع هاتين المؤسستين لمكافحة التهديدات الإرهابية المشتركة. ولدينا التزام قوي لدعم اللبنانيين خلال بنائهم هاتين المؤسستين كي يتمكنوا من نشر سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية. وفقط من خلال هاتين المؤسستين يمكن للبنان أن يحقق الاستقرار والسيادة والأمن.

وأشار السفير المعين لدى لبنان إلى أن هناك أكثر من 700 ألف لاجئ فروا من النزاع السوري إلى لبنان، البلد الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة. الضغط كبير. ومساعداتنا الإنسانية تساعد اللاجئين وكذلك المجتمعات اللبنانية المضيفة، التي يعاني عدد منها من الحرمان أيضًا، بالطعام والمأوى والرعاية الصحية والتعليم. وفي حال تمّت الموافقة على تعييني، سوف أسعى إلى سبل جديدة لدعم حماية اللبنانيين ولتقديم المساعدة إلى الفارين من العنف الرهيب في الجوار.

وخلص السفير هيل إلى القول إن القطاع المصرفي في لبنان هو العمود الفقري لاقتصاده. ولكي يتمكن القطاع المالي من مواصلة جذب رؤوس الأموال، عليه أن يستوفي المعايير الدولية بشأن مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وإذا تمّت الموافقة على تعييني، سوف أعمل مع الأوساط المصرفية اللبنانية للتأكد من بقائه قوة استقرار للاقتصاد.