تتصاعد سخونة الأجواء في مصر، بالتزامن مع تفويض مجلس الوزراء لوزارة الداخلية فض إعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ميداني رابعة العدوية، ونهضة مصر. حيث تتحضر جماعة الاخوان المسلمين لفض الاعتصامات بواسطة quot;الاستشهاديينquot;.


صبري عبدالحفيظ من القاهرة: بينما تحرض القوى السياسية والثورية والأجهزة الرسمية على فض اعتصام مناصري الرئيس مرسي، بسبب إضراره بـquot;الأمن القوميquot;، وبينما تخوص وزارة الداخلية حرباً نفسية ضد المعتصمين، تواصل جماعة الإخوان المسلمين تحصيناتها في الميادين، وتضع خططا لمواجهة هجمات محتملة من قوات الشرطة، تتمثل في إنشاء التحصينات بحجارة الأرصفة أو أكياس الرمال، إضافة إلى صنع أقنعة واقية من الرصاص أو الغاز من الخامات المتوفرة لديهم، سواء عبوات المياه الغازية الفارغة quot;الكانزquot;، أو أواني الطهي.

فرقة الاستشهاديين
غير أن أخطر وأهم إستعدادات جماعة الإخوان التي بدأت فيها منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، تتمثل في إنشاء مجموعات الإستشهاديين، أو ما أطلقت عليه الجماعة quot;فرقة الإستشهاديينquot;.
وكشف مصدر مطلع في مقر اعتصام أنصار الرئيس quot;المعزولquot; محمد مرسي، بميدان رابعة العدوية، السر وراء وقوع قتلى من جماعة الإخوان أثناء المسيرات، واستخدام العنف من جانبهم، وقال المصدر إن عشرة آلاف من أعضاء الجماعة بايعوا المرشد العام للجماعة، محمد بديع، على الشهادة، حتى عودة الشرعية.
وأضاف المصدر لـquot;إيلافquot; أن العشرة آلاف quot;إستشهاديquot; يقودون التظاهرات والمسيرات، ويقومون بعملية التأمين للإعتصامات في الميادين، مشيراً إلى أن quot;الإستشهاديينquot;، مسلحين بأسلحة نارية، وعادة ما يفتعلون المشاكل ويثيرون الشغب في مقدمة المسيرات، التي تنتهي بأعمال عنف وقتل، يسفر عنها قتلى ومصابون.
وأوضح المصدر المقيم في ميدان رابعة العدوية باستمرار، أن من بين quot;الإستشهاديينquot; نساء وفتيات، منوهاً بأن العدد يتزايد باستمرار، وقد يرتفع إلى مائة ألف إستشهادي، حسبما تقتضي الحاجة.
وأوضح المصدر أن المرشد يشرف شخصياً على عملية quot;البيعة بالإستشهادquot;، ويقودهم تنظيمياً وتدريبياً الدكتور محمد البلتاجي، القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذي يتطلع إلى تكوين quot;ميليشياquot; حقيقية على غرار quot;ميليشيات البلطجية التي يقودها صبري نخنوخquot; على حد قول المصدر.
وأشار إلى أن الإستشهاديين بايعوا على الشهادة بأن يكونوا في مقدمة صفوف المتظاهرين أو المسيرات، للتصدي بصدورهم لرصاص البلطجية أو قوات الأمن، في حالة مهاجمة أية مسيرة أو فعالية مؤيدة لمرسي. ونبّه إلى أن quot;الإستشهاديينquot;، هم الذين سيتولون عملية التصدي لقوات الشرطة أثناء محاولتها فض الإعتصام، وسيتلقون الرصاص من القوات، وإذا استلزم الأمر التصدي بالقوة، سيقومون بهذه المهمة.
ولفت إلى أن المرشد وقيادات الجماعة يسعون إلى إراقة المزيد من الدماء في الشوارع، حتى ولو كانت دماء أعضاء من الجماعة، لجذب انتباه المجتمع الدولي لمصر، وممارسة ضغوط قوية على السلطة في مصر، من أجل إعادة مرسي أو تحسين شروط التفاوض مع الحكومة.
سياسة الاخوان
تقديم قتلى ومصابين في الساحات، سياسة تعتمد عليها جماعة الإخوان والتيار الإسلامي، من أجل quot;الدفاع عن المشروع الإسلاميquot;، حتى لو وصل الأمر إلى حد تقديم عشرة آلاف قتيل، حسبما قال الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، في مقطع فيديو يتداوله النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، وقال أبو إسماعيل، المحبوس على ذمة قضايا تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين: quot;لن نبتلع كرامتنا في أجوافنا من أجل الكراسي، بل ندافع عن مشروع، ـ يقصد المشروع الإسلامي ـ فداؤه دماؤنا وأرواحناquot;.
وأضاف: quot;نقول للناس إجتمعوا، وسنرابط وليس لدينا سوى أن نبذل أرواحناquot;، وتابع قائلاً: quot;أيه يعني لو عشرة آلاف واحد يبذلون أرواحهم في سبيل أن يحيا مائة مليونquot;، مشيراً إلى أن quot;مصر فيها 90 أو 100 مليون، ما من مشكلة أن تذهب أرواح 10 آلاف، والشهداء هم الرابحونquot;. وواصل القول: quot;نحن لا نريد مناصب، نريد أن نموت في سبيل اللهquot;، وقال: quot;الموت في سبيل الله أسمى أمانيناquot;.
وبدأت جماعة الإخوان تستعد لهجمات محتملة من قوات الشرطة، لفض الإعتصام، من خلال بناء المتاريس، بأكياس الرمال وحجارة الأرصفة، فيما تعمل النساء على تصنيع أدوات لمساعدة الرجال على التصدي للهجمات، ومنها أقنعة واقية من الغازات المسلية للدموع، باستخدام علب quot;الكانزquot;، أي عبوات المياه الغازية المصنوعة من الصفيح، إضافة إلى تصنيع دروع من أواني الطهي، إضافة إلى شراء وتخزين الأكفان، إستعداداً لدفن القتلى.
استطلاع على سكان القاهرة
يأتي هذا في الوقت، الذي أجرى مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، استطلاعاً على عينة عشوائية من سكان القاهرة والجيزة من خلال اللقاءات المباشرة وشبكة الإنترنت، حول مدى تقبل المصريين لفكرة استمرار اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة من عدمه، وما هي الطريق الأمثل لفض الاعتصامين، وما هي وجهة نظرهم في هوية المعتصمين هناك؟
وأظهرت نتائج الإستطلاع، أن النسبة الأعلى من العينة اتفقت على أن الاعتصامين لم يكونا سلميين، وأوضح تقرير نتائج الإستطلاع، أن ٣٠٪ من العينة اتفقوا على أن المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، هم مرتكبو أعمال عنف وإرهاب، بينما اتفق ٢٧٪ على أن المتظاهرين بعضهم سلميون ولكن يوجد بينهم إرهابيون.
وعن رأي العينة في استمرار الاعتصامين من عدمه، أظهرت نتائج الإستطلاع، أن غالبية العينة تؤيد فكرة فض الاعتصام بنسبة ٦٣٪، ولكن بشكل غير عنيف، حيث رأت النسبة الأعلى وهي ٣٤٪ أن الطريقة المثلى لفض الاعتصامين هي التفاوض مع المعتصمين والتوصل لحل يرضيهم، تليها نسبة ٢١٪ تميل إلى تضييق الخناق على المعتصمين مثل منع دخول الأغذية والدواء، تليها نسبة ١٩٪ يميلون إلى فض الاعتصامين بالوسائل غير العنيفة كاستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، تليها نسبة١٧٪ يميلون إلى فض الاعتصام بالطرق القانونية، ثم نسبة ٩٪ يرون ضرورة استخدام العنف المفرط في فض الاعتصامين.
ومن جانبها، تقول داليا زيادة المديرة التنفيذية لمركز ابن خلدون: quot;يمكن تفسير اتفاق النسبتين الأعلى من العينة على وجود إرهابيين في الاعتصامين من خلال ما يذاع من قيادات جماعة الاخوان المسلمين والمؤيدين لهم على منصتي رابعة العدوية والنهضة، بجانب التصريحات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفزيون من دعاوى للإرهاب وتحريض على ممارسة العنف، والتي ارتبطت جميعاً بوقائع قتل وتعذيب لمواطنين عزل.quot;
وأضافت في تصريح لها: quot;على الرغم من أن الغالبية العظمى تميل إلى فض الاعتصام، إلا أنهم يبغون عمل ذلك بأقل خسائر ممكنة لا سيما في الأرواح، وهو أمر يدعو للتفاؤل بأن الشعب المصري ما زال ينظر لأنصار مرسي - رغم ممارساتهم العنيفة والمعادية للهوية المصرية - على أنهم جزء من جسد الوطن قابل للعلاج وليس للبتر كلياً.quot;
استمرار ثورة الشعب
وبالمقابل، وصف التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم عددًا من الأحزاب الإسلامية، quot;ما يجري الآن في ميادين رابعة العدوية والنهضة وغيرهما من الميادين في طول مصر وعرضها، إنما هو في حقيقته وجوهره استمرار لثورة الشعب المصري التي بدأها في الخامس والعشرين من يناير 2011quot;. مشيراً إلى أن quot;الثورة لا تعترف بحكومة الانقلاب ولا بما يصدر عنها من قرارات أو نقل تفويضات، وأنها مستمرة رغم كل التهديدات، ولن يثنيها أحد مهما كانت قوته عن ممارسة حقها في الاعتصام والتظاهر بكافة أشكاله السلميةquot;.
ووصف التحالف quot;الإرهاب الحقيقي الذي يهدد الأمن القومي هو ما يمارسه الآن الإنقلابيون من إبادة جماعية ومجازر دموية للمتظاهرين السلميين وسعي مستمر لتغيير دور الجيش من حامٍ لحدود الوطن إلى توجيه الرصاص والسلاح لصدور أبناء الوطن، واستمرار الانتهاك لكافة الحقوق والحريات والتوظيف المشين للقضاء في مواجهة الخصوم السياسيينquot;.
ودعا التحالف quot;كافة المنظمات الدولية والحقوقية لزيارة مواقع الاعتصام وحضور فعاليات المعتصمين لتبين الحقيقة من أن النظام الانقلابي الدموي هو من يمارس الإرهاب والإبادة والقتل والتهديد والترويع على المعتصمين الذين يتمسكون بسلميتهم رغم ما يتعرضون له من مجازر وحشيةquot;. على حد قول التحالف.