حشدت السعودية بعض أصوات العواصم العربية معها في موقفها الداعم للإجراءات المصرية بمحاربة الإرهاب، فيما اعتبر كاتب سعودي أن من كان يقلقهم محور الإعتدال بالأمس، هم القلقون من التعاضد السعودي المصري بدعم إماراتي وأردني، وهم من يزعجهم الدعم السعودي السياسي لمصر في محاربتها للإرهاب.
عبدالله آل هيضه من الرياض: لقي خطاب العاهل السعودي الملك عبدالله حول أحداث مصر الحالية، تأييدا رسميا من دول عربية عديدة، إضافة إلى تأييد بعض أطياف شعبية عربية كذلك. جاء بدايته من أبوظبي ثم المنامة ولحقت عمّان والرباط ثم الكويت بتأييد الموقف السعودي ومساندة مصر في مكافحة quot;الإرهابquot;.
وقاد الموقف السعودي مواقف غالب الدول الخليجية، مع تحفظ معتاد من سلطنة عمان، ووقوف قطري في صف الإخوان والتنديد بفض اعتصام مؤيدي الجماعة الإسلامية وأسمته بـquot;حمام الدمquot; خاصة وأن الدوحة العاصمة الخليجية الوحيد التي تساند الإخوان في حكمهم وأكثر الدول العربية دعما للرئيس المخلوع محمد مرسي.
خطاب سعودي quot;استثنائيquot; يأتي مخالفا لخطاب الرئيس الأميركي الذي أدان فيه قيام القوات المصرية والجيش بفض اعتصامي ميداني النهضة ورابعة العدوية حيث كان يعتصم الإخوان ومؤيدو محمد مرسي.
حشد عربي قوي يساند التعامل المصري الحالي مع الإخوان ومن يقف معهم، مضاد للموقف الدولي لبعض العواصم والمنظمات الدولية الأخرى، من بينها واشنطن وأنقرة وباريس التي ترى أن في التصرفات المصرية الداخلية وقوفا ضد quot;تعزيز الديمقراطيةquot;.
السعودية رأت في خطاب ملكها عن أحداث مصر بأنها quot;شعباً وحكومةquot; وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد quot;الإرهاب والضلال والفتنةquot;، وكذلك quot;تجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخليةquot;.
الطريري: خطاب شجاع ومباشر
الكاتب السعودي المتخصص بالكتابة عن الشؤون المصرية، عبدالرحمن الطريري، قال في حديث لـquot;إيلافquot; إن خطاب الملك عبدالله، يتميز بالشجاعة والمباشرة، وهو ما تكرر في أكثر من شأن عربي وإسلامي، ويعيد إلى الأذهان خطابه للرئيس الأميركي بوش في العام 2000 في ما يخص قضية فلسطين، واعتبر أن خطاب العاهل السعودي هو امتداد لـquot;استقراء المستقبل والوضوح في تسمية الأشياء، والتي قيلت في خطاب الملك الماضي في الثالث من يوليو الماضي، حيث أكد فيها أن مصر نجت من الدخول في نفق مظلم.
وأضاف الطريري أن الدول العربية اليوم quot;مستهدفة عبر قوى إقليمية ودوليةquot;، تجابه بخطاب شعاره عبارات رنانة من قبيل الديمقراطية، وباطنه تقويض أكبر وأهم دولة عربية، وجيشها العظيم الذي كان ولا يزال الحامي لمصر في حربها وسلامها.
السعودية في مجابهة أميركا
الموقف السعودي اليوم من أحداث مصر شبهه كثيرون بموقف الملك فيصل في حرب 73 كونه رد في مضمونه على تصريحات الرئيس الأميركي، تبرير ذلك وفق رؤية الكاتب الطريري؛ أن السعودية لا تنسى أبدا أنها قلب العالم العربي والإسلامي، منذ القدم لا تكون بمعزل عن صالح العرب والمسلمين، وهو ما تدركه المملكة وفق حديثه أن quot;الضغوط الغربية تهدف لتقويض الدولة المصرية وتحويل مصر إلى دولة فاشلةquot;، وأن تغطية الضغط بشعارات الديمقراطية غير دقيق.
واستشهد الطريري عن ذلك الضغط الدولي ما كان في العراق بعد فوز إياد علاوي بالإنتخابات وضغط أمريكا وإيران لتعيين المالكي، وأيضا إزدواج المعايير في التعامل مع الأزمة السورية، والسكوت عن دعم الجيش الحر بحجة الخوف من وصول الجماعات الإرهابية للحكم.
ورأى في سياق حديثه أن من quot;كان يقلقهم محور الإعتدال بالأمس، هم القلقون من التعاضد السعودي المصري بدعم إماراتي وأردني، وهم من يزعجهم الدعم السعودي السياسي لمصر في محاربتها للإرهابquot;.
ورأى عبدالرحمن الطريري ردا على سؤال quot;إيلافquot; عن توقع أن تدعم السعودية دعوة للحوار بين الأطراف المصرية، قال إن السعودية لا تتردد في دعم المبادرات ودعم الدول العربية، منها ما كانت في الطائف لتسوية النزاعات بين الفرقاء اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم.
مستدركا أن المصريين قادرون على حل مشاكلهم بنفسهم، متى ما قرروا نبذ العنف والعودة للحوار. مع سعي سابق لأطراف حاولت حلحلة الأزمة المصرية خلال أكثر من شهر من الإعتصامات، ولم تنجح كل المساعي العربية والدولية، وكانت آخر المبادرات هي مبادرة الأزهر في العيد، والتي رفضها الإخوان المسلمون.
السعودية ومصر ميزانا الشرق الأوسط
الملك السعودي في خطابه أهاب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية الشرفاء من العلماء وأهل الفكر والوعي والعقل والقلم، أن يقفوا وقفة رجل واحد، وقلب واحد في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية quot;مكان الصدارةquot; مع أشقائها من الشرفاء واصفا الساكتين بـquot;الشيطان الأخرسquot; وأضاف الخطاب الملكي السعودي أن جمهورية مصر لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك وأنها قادرة على العبور إلى بر الأمان.
الرئيس المصري الموقت عدلي منصور وجه للعاهل السعودي شكره وشعب مصر على موقف السعودية من الأحداث الحالية والداعم لها لمحاربة الإرهاب، وطمأن الرئيس منصور في رسالته العالم أجمع بأن مصر عازمة على التصدي لهذا العدوان الشرس على أمنها واستقرارها ومن خلفها أمتها العربية والإسلامية وأنها لن تسمح لمن يرفعون السلاح بترويع أبنائها ولمن أخذهم الغرور والتجبر ليرفعوا أعلام تنظيم القاعدة في القاهرة ويعتدون على دور العبادة ومنشآت بناها شعبها العريق بأن ينالوا من هذا الشعب الأبي.
التعليقات