بعد عزلها من السلطة، تخطط جماعة الإخوان المسلمين في مصر لصراع مسلح على المدى البعيد لحرمان معارضيها من الاستقرار وإفشال تجربتهم في إدارة البلاد.
بالتزامن مع أعمال العنف المتواصلة من قبل جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها في عدة محافظات، رفضاً من جانبهم للمجزرة التي نتجت عن فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، كشف مسؤول أمني مصري كبير عن أن الجماعة تخطط لبدء quot;صراع مسلحquot; طويل، وأن تركز من خلاله على استهداف المعارضة السياسية والجيش.
وقال المسؤول إن قادة الإخوان المسلمين يناقشون الطريقة التي يمكنهم أن ينفذوا من خلالها حرب أهلية على المدى البعيد لكي لا تنعم المعارضة بالاستقرار إن لم يتمكنوا من العودة للسلطة.
وأضاف المسؤول، وفقاً لما صرح به لوكالة quot;وورلد نيت دايليquot; الإخبارية الأميركية، أن قطر وتركيا يقومان بجهود الوساطة بين الإخوان والمجتمع الدولي. وان فشلت تلك الجهود الخاصة بإيجاد حل سياسي، فإن الإخوان لن يستهدفوا المعارضة الرسمية فحسب، وإنما مواطني الأقليات كذلك، بما في ذلك المواطنين المسيحيين.
وتم بالفعل يوم أمس مهاجمة وإضرام النار بمجموعة كنائس وسط حالة متزايدة من العنف تشهدها مختلف أنحاء البلاد، بعد فض السلطات لاعتصامي الإخوان في النهضة ورابعة العدوية.
ومع ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 500 وتجاوز عدد الجرحى حاجز الـ 1400، جراء المواجهات التي حدثت منذ بدء فض اعتصامات الإخوان، بدأ يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادات متزايدة بسبب إتباعه سياسة quot;غير متماسكةquot; تجاه مصر.
ورغم انتقاده لردة فعل الجيش العنيفة وإلغائه للمناورات العسكرية المشتركة مع مصر، والتي تعرف باسم quot;النجم الساطعquot;، إلا أنه يرفض حتى الآن تسمية الإطاحة بمرسي quot;انقلابquot;، وهو ما يعني أنه بوسع الولايات المتحدة أن تستمر بشكل قانوني في إرسال المعونة السنوية التي تقدر قيمتها بـ 1.5 مليار دولار للحكومة المصرية.
فيما نقلت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في هذا السياق عن السناتور راند بول قوله: quot;في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس أوباما بإدانة العنف الحاصل في مصر، فإن إدارته مازالت ترسل المليارات من أموال دافعي الضرائب للحكومة هناكquot;.
واكتفى أوباما اليوم، في تصريحات موجزة أصدرها لوسائل الإعلام، بقوله إن إدارته ليست مع طرف ضد طرف في المواجهة، وأنه لا يمكن لأميركا أن تحدد مستقبل مصر.

وفي غضون ذلك، أشار مسيحيون مصريون إلى أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين قاموا بتنفيذ هجمات ضد الكنائس في 4 محافظات على الأقل خلال الأيام الماضية، وأن التوترات مع الأغلبية المسلمة وصلت لمستويات هي الأعلى منذ عشرات السنين.