انتقد وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد تصريحات الرئيس باراك واباما التي كشف خلالها أن الهجوم على سوريا سيكون محدوداً، مؤكداً أنه بات شبه معروف أن الجيش الأميركي سيستخدم صواريخ كروز.

تحدثت تقارير عن مغادرة فريق المفتشين الدوليين لسوريا الجمعة، تزامناً مع تراجعات محدودة عن موعد الضربة العسكرية وquot;أهدافهاquot; سواء في واشنطن أو لندن، وهما ركيزتا التحرك الدولي الرئيستان، فضلاً عن باريس تجاه نظام بشّار الأسد

وتتجهز واشنطن لتقديم التبرير القانوني لتحركها بمجرد أن يقرر الرئيس باراك أوباما كيفية المضي قدمًا. وتزامناً، واجهت إدارة أوباما أول انتقاد علني لكشفها تفاصيل بشأن الهجوم المحتمل ووضعها للعموم قبل اتخاذ أي قرار.

وقال جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان صحفي: quot;عندما يصل الرئيس إلى رأي حاسم بشأن الاستجابة المناسبة ... وعندما يتطلب الأمر تبريرًا قانونيًا لتأكيد أو دعم القرار سنقدمه من تلقاء أنفسنا.quot;

وقال البيت الابيض يوم الخميس إن أي رد اميركي على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا سيكون محدوداً ورفض المقارنات مع الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق.

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيتخذ قراره بشأن كيفية الرد بناء على مصالح الأمن القومي الأميركي، وأشار إلى تعليقات مسؤول بريطاني كبير قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ قرارات بشأن السياسة الخارجية من تلقاء نفسها.

انتقادات رامسفيلد

إلى ذلك، اعتبر وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد، الذي ساعد الرئيس السابق جورج بوش في حربيه في أفغانستان والعراق، أنّ البيت الأبيض مازال لم يقدم بعد تبريرات مقنعة للهجوم المحتمل على سوريا.

كما وجّه رامسفيلد بعض النقد لإدارة أوباما لكشفها تفاصيل بشأن الهجوم المحتمل ووضعها للعموم قبل اتخاذ أي قرار. وقال: quot;لا أستطيع تخيّل في ما يفكرون...ولماذا يريدون من نظام الأسد أن يكون شفافًا مثل الكريستال أخذًافي الاعتبار ما ينوون القيام به.quot;

ورغم أن أوباما أوضح أنه ليس لديه قرار محدد حتى الساعة، إلا أنّه بات شبه معروف أنّ الجيش الأميركي قد يستخدم صواريخ كروز لشن ضربة على مواقع في سوريا.

فكرة طائشة

وقال رامسفيلد إنّ quot;فكرة إزالة الغموض عمّا ستفعله تبدو لي طائشةquot;، غير أنه شدد مع ذلك على أنّ البيانات الصادرة حتى الآن من إدارة أوباما لا ترقى إلى عتبة التدخل في سوريا.

واضاف كبير البنتاغون السابق: quot;حقيقة تفتقر البيانات إلى إشارات إلى مصالحنا القومية وعلاقتها بهذا الوضع الخاص، وعندما تفكّر في ما هو أهمّ حقيقة في المنطقة، فهو برنامج إيران النووي والعلاقة بين إيران وسوريا ونظام الأسد وعلاقة ذلك بالإرهابيين الذين يقتلون في كل مكان هناك رجالاً أبرياء ونساء وأطفالاً بمن فيهم أميركيون.quot;

وفي الختام، اعتبر رامسفيلد أنّ هيلاري كلينتون أورثت وزير الخارجية الحالي إرثاً سيئاً، وأن قيادة العالم الأميركية تراجعت على أيدي أوباما. وأوضح قائلاً: quot;هذه الإدارة تتعاطى بأسلوب الانسحاب والاعتذار.. وهذا الفراغ الذي خلقناه ملأه أشخاص ليست لهم نفس قيمنا أو مصالحناquot;.