بدأ رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي اليوم رحلة قادته إلى انقرة التي وصلها اليوم يتبعها إلى طهران في مسعى لتحقيق هدفين، الأول محاولة تقريب مواقف دول المنطقة من الأزمة السورية وأمن المنطقة، والثاني تحسين العلاقات العراقية التركية التي تشهد منذ أشهر توترًا وتصريحات غاضبة من مسؤولي البلدين.
ويقوم النجيفي بهذه الجولة على رأس وفد نيابي كبير يضم ممثلين عن الكتل السياسية حيث سيبحثمع كبار المسؤولين الاتراك والايرانيين العلاقات الثنائية بين العراق وجيرانه وتوطيدها، خصوصًا على المستوى البرلماني quot;لما في ذلك من مصلحة لشعوب المنطقة، ولأهمية موقع ومكانة هاتين الدولتين بالنسبة للعراقquot;، كما قال بيان صحافي برلماني تسلمته quot;إيلافquot;.
وقبيل مغادرته إلى طهران، قال النجيفي إنه يتطلع لأن تكون علاقات دول المنطقة وخاصة بين ايران وتركيا جيدة، لتخفيف الاحتقان الطائفي الذي يشكل أكبر خطر على العراق والمنطقة، واذا تم ذلك سيكون درءًا لهذا الشر. واوضح أنه يزور انقرة وطهران لإجراء حوارات مع المسؤولين فيهما حول الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة ودور العراق في تقريب وجهات النظر بين البلدين حول الملف السوري quot;لأن مصير المنطقة واحدquot;، بحسب قوله.
واضاف أنه وضمن هذه المساعي، سيقوم ايضًا بزيارة إلى الرياض تلبية لدعوة من مجلس الشورى السعودي حيث سيبحث هناك علاقات البلدين والاوضاع في المنطقة التي أكد أنها لن تستقر ما لم يكن هناك تكامل للمصالح بين دولها.
رسالة ود إلى انقرة
وقال مصدر عراقي إن النجيفي يحمل رسالة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى نظيره التركي رجب طيب اردوغان تبدي رغبة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين وإنهاء حال التوتر الذي تشهده منذ أواخر العام الماضي، والتعاون إزاء مواجهة الملف السوري والبدء بتنسيق سياسي وأمني بين البلدين.
وتأتي جولة النجيفي بعد ايام من اختراق شهدته العلاقات العراقية التركية على صعيد البدء بمرحلة تعاون جديدة، وذلك خلال اجتماع في جنيف بين وزيري خارجية البلدين العراقي هوشيار زيباري والتركي احمد اوغلو حيث اتفقا على وضع قواعد العلاقة الجديدة بين انقرة وبغداد.
وقالت الخارجية العراقية اثر الاجتماع إنه تم quot;بحث واستعراض العلاقات العراقية التركية وتم التأكيد على اهمية ازالة المعوقات في علاقات البلدين وتجاوز حالة الفتور والتوتر بين الجانبين من خلال التهدئة الاعلامية وترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل وتوسيع دائرة المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما جرى بحث عدد من الاجراءات والخطوات الملموسة لتصحيح مسار العلاقات الثنائية وتحقيق التواصل والحوار بين الحكومتينquot;.
وأمس، أبدى نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي استغرابه من السياسة الخارجية التي تتبعها تركيا ازاء دول المنطقة، والتي وصفها بـquot;السياسة المغرورةquot;، مؤكدًا أن هذه السياسة جعلت تركيا quot;الخاسر الاكبرquot; لاسيما بعد تدخلها في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا ومصر.
وقال الخزاعي في تصريح صحافي إن quot;العراق شعر بالسرور بعد أن حكمت ذلك البلد مجموعة اسلامية يمكن أن يرتبط العراق معها بالعديد من المشتركات، غير أن المؤسف هو أن من وصل إلى سدة الحكم في تركيا لايزال يفكر بعقلية الامبراطورية العثمانيةquot;.
واشار إلى أن quot;هذه الفرضية لا يمكن أن تتحقق لأنهم سيصطدمون بوعي الشعوب المدركة للاستقلال الوطني لبلدانهمquot;. واوضح أن quot;تركيا تدخلت في شؤون العراق وسوريا ومصر وهي ازاء ذلك تعد الخاسر الأكبر اذا استمرت بهذا النهج مع الدولquot;.
.. ورسالة من طهران إلى انقرة
ومن جهته، كشف مصدر دبلوماسي عراقي أن quot;طهران ستحمل النجيفي رسالة إلى أنقرة تتعلق بالملف السوري في محاولة أخيرة لتجنب هجوم وشيك على سوريا أو في أقل التقديرات، احتواء تداعياته في دول المنطقة. وقال المصدر إن المسؤولين الإيرانيين نجحوا في إقناع النجيفي، بلعب دور الوسيط في الأزمة السورية، مشيرًا إلى أن quot;طهران ستحمل النجيفي رسالة إلى أردوغان، تتعلق بتقديرات لتداعيات هجوم اميركي وشيك على سورياquot;. واوضح أن quot;النجيفي، تلقى شرحًا من رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائهما السبت الماضي للمخاطر التي سيتعرض لها العراق وتركيا تحديدًا في حال شنت أميركا هجومًا على سورياquot;، كما نقلت عنه صحيفة quot;العالمquot;البغدادية اليوم، مؤكدًا أن هذه المخاطر تتمثل في تسجيل حركة تسلل جديدة، نحو الأراضي العراقية قامت بها قيادات بارزة في جبهة النصر وتنظيم القاعدة بعدما تلقت معلومات بأن المواقع التي تتحصن فيها داخل الأراضي السورية، هي من ضمن الأهداف التي ستهاجمها واشنطن قريبًا في سوريا، وأن التقديرات تشير ايضًا إلى حركة مماثلة من الأراضي السورية إلى التركية .
واوضح المصدر أن اردوغان بعث رسائل إلى الحكومة العراقية تتضمن رغبته في اعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه سابقًا، وقال إن المالكي طلب من النجيفي أن يستعلم عن حقيقة الموقف التركي الجديد حيث يريد أردوغان أن يعمل بسياسة الفصل في الملفات فلا مانع أن يختلف بقوة مع العراق بشأن الأزمة السورية على أن لا يؤثر هذا على علاقات البلدين التجارية المميزة.
التعليقات