نصر المجالي:بدأت في اسطنبول الأربعاء فعاليات مؤتمر quot;العالم في ظل الانقلاب على إرادة الشعوبquot;، ويعقد المؤتمر ليومين في فندق رتاج رويال، وهو مخصص على ما يبدو لدعم حركة (الإخوان المسلمين) التي تواجه نكسات في بلدان عديدة.
وكان مؤتمر مماثل استضافته اسطنبول في تموز (يوليو) الماضي بعد إطاحة حكم الإخوان في مصر وحظي برعاية رسمية من جانب رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية.
كما حظي المؤتمر الحالي أيضاً، برعاية رسمية تركية حيث ألقى نائب رئيس الحكومة التركية بولينت ارينتش كلمة في الافتتاح.
وحسب جدول الأعمال والأوراق التحضيرية للمؤتمر، فإنه يبحث quot;الموقف الدولي من التحولات الديمقراطية في دول الربيع العربي والخطاب السياسي الإسلامي المستقبلي. ومستقبل العلاقات مع النظام الدولي والغربي والإقليمي تجاه الديمقراطية والحريات في المنطقةquot;.
ويشارك في المؤتمر الحالي إلى جانب القادمين من دول عربية واسلامية، عدد من الاسلاميين أو المتعاطفين معهم من دول أوروبا وأميركا الشمالية.
ويعقد المؤتمر بالشراكة مع كل من: quot;الاتحاد العالمي لعلماء المسلمينquot;، quot;المجلس التنسيقي الإسلاميquot;، quot;معهد التفكير الإستراتيجيquot;، quot;مؤسسة قرطبة للاستشاراتquot;- quot;مركز الدراسات والاستشارات الحقوقيةquot;، وquot;الحملة العالمية لمقاومة العدوانquot;، وبمشاركة نحو 160 شخصية فكرية من أكثر من 30 بلداً عربياً وغربياً.
الملف المصري
وحسب مصادر قريبة من المؤتمر، فإنه يختلف عن مؤتمر اسطنبول السابق، فمن بين الجهات المنظمة للمؤتمر الذي يبدو من عنوانه أنه مخصص لبحث الملف المصري، منتدى المفكرين الإسلاميين والمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، وهما مؤسستان تتهمان بأنهما واجهتان للجهاز السياسي في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
ويُعنى المؤتمر الحالي باستجلاء المشهد العربي، كما أنه سيقف أمام النموذج المصري في ما وصلت اليه ثورة 25 يناير، وما تواجهه الحركات الاسلامية الأخرى التي صعدت للحكم أو تحاول في بلدان عربية أخرى.
وقالت مصادر المؤتمر إن المشاركين سيسلطون الضوء على نتائج الانقلاب في مصر، وتداعياته الخطيرة على العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى نماذج أخرى من التجارب بهدف تحصين الديمقراطيات الناشئة من مشاريع الإجهاض والإفشال.
وأضافت أنه من هذا المنطلق، حمل المؤتمر في طياته عدداً من المحاور التي سيسلط عليها الضوء، حيث سيناقش المحور الأول: التجربة الديمقراطية في البلاد الإسلامية من خلال التجارب التي حصلت في ظل الثورات، خاصة المصرية والتونسية والليبية، وتجارب أخرى حظيت بالاستقرار كالتركية والماليزية.
كما سيناقش المؤتمر الموقف الدولي من التحولات الديمقراطية في دول الربيع العربي من خلال موقف الحكومات الغربية والعربية، وكذلك موقف المنظمات الدولية، ومستقبل الحريات والديمقراطية في العالم العربي والإسلامي من خلال تقييم آليات الديمقراطية من واقع التجربة، ومستقبل دول الثورات والسيناريوهات المتوقعة، كما سيتطرق البحث للخطاب السياسي الإسلامي المستقبلي، وكذلك مستقبل العلاقات مع النظام الدولي الغربي والإقليمي تجاه الديمقراطية والحريات في المنطقة.
خلافات
وحسب ما نشرت وسائل إعلام عربية مختلفة في اليومين الماضيين، فقد قامت الجهات المنظمة ـ بالتنسيق على ما يبدو مع أمانة التنظيم العالمي للإخوان ـ بتعديل جدول أعمال المؤتمر والمشاركين فيه، إثر خلافات مع بعض الشخصيات التي كان مقررًا في البداية أن تشارك فيه.
وحسب تقرير لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية نقلاً عن أحد المشاركين المعتذرين فإن quot;محاور المؤتمر كانت تدور في البداية حول مستقبل تيار الإسلام السياسي في ثورات الربيع العربي، خاصة في مصر وتونس وليبيا، إلا أن شخصيات تابعة لما يعرف بـquot;التنظيم الدولي لجماعة الإخوانquot; الذي يهيمن عليه مصريون، تدخلت وانحرفت بأهداف المؤتمر وجعلته موجهًا ضد القاهرة والسلطات الجديدة الحاكمة في مصر تحديدًاquot;.
لكن أحد القيادات المؤيدة للمؤتمر في شكله الجديد، وهو من القيادات الإخوانية المصرية، دافع عن المؤتمر، حسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية، وقال إن quot;مهمة المؤتمر تتلخص في استجلاء المشهد العربي والوقوف أمام النموذج المصري وما آلت إليه ثورة 25 يناير 2011 بمصر التي لم تحقق أهدافها بعد الانقلاب على حكم الرئيس (المعزول) محمد مرسي، وتعرض حكمه لثورة مضادة قادها العسكرquot;.
التعليقات