الشيخة موزة قادرة على دمج الأعراف الاجتماعية القطرية المحافظة مع رؤيتها المميزة للأزياء، سواء في اختيار ملابسها أو الاستثمار في هذه الصناعة. وموهبتها هذه غيرت علاقة بلادها بصناعة الملابس الفاخرة والكماليات المرافقة لها نحو المزيد من الاستثمار.


غازلت صحيفة فاينانشال تايمز الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واعتبرتها أيقونة الموضة في بلادها، مشيرة إلى أن فساتينها المنسدلة بأناقة تتناغم مع عادات الخليج المحافظة، في حين أن دور الأزياء في البلاد تجذب الصحافيين والمصممين على حد سواء.
ساندرا ويلكنز، رئيسة قسم الأزياء في جامعة فرجينيا كومنولث في الدوحة، وصفت الشيخة موزة بأنها سيدة متواضعة إنما أنيقة، وتتمتع بذوق خاص في الموضة لا يسيء لثقافتها ودينها. وأضافت: quot;انها تؤسس لقواعد جديدة في عالم الأزياء، وهي أن باستطاعة المرأة أن ترتدي الأزياء الجميلة والمميزة لكن ضمن الحدود المسموح بها اجتماعيًاquot;.
الأم الحاكمة للدولة الغنية لعبت دورًا مهمًا في بلادها، فهي تعلم أن الأزياء صناعة ضخمة توفر فرصًا هائلة للنساء، وتدرك أيضًا أن سكان قطر يشكلون نسبة كبيرة من عملائها، ما يجعل من الضروري أن تكون جزءًا من هذه الصناعة.
استراتيجية استثمارية
وفي حين واجهت دور وشركات الأزياء الأوروبية الفاخرة الكثير من المتاعب في الآونة الأخيرة، برزت القوى الاقتصادية الناشئة، بما في ذلك قطر، لتلتقط هذه الصناعة وتشكل سوقًا لهذه العلامات التجارية.
شركة مايهولا القطرية للاستثمارات، التي يعتقد في الاوساط المصرفية انها ملك للشيخة موزة وربما غيرها من أعضاء الأسرة الحاكمة، اشترت في العام الماضي كامل أسهم مجموعة المصمم الايطالي فالنتينو، مقابل نحو 850 مليون دولار. وفي حين تحاول الشركة البقاء بعيدًا عن الأضواء، إلا انها أنفقت أيضًا 27 مليون جنيه استرليني لشراء حصة في الشركة المصنعة للحقائب quot;آنيا هندمارشquot;، ما يعكس استراتيجية الشيخة موزة للاستثمار في بيوت الأزياء التي تفضلها وترتديها باستمرار، ومدى شهرتها أيضًا في أوساط الأثرياء القطريين.
واعتمدت الشيخة موزة نهجًا ذكيًا في سوق المنتجات الفاخرة، فسعت لبناء الأسس الوطيدة لصناعة الأزياء الوليدة في الدوحة. وتأمل مجموعة Qatar Luxury Group، التي تترأسها الأم الحاكمة، في تحويل الدوحة من مصدر استهلاك وإنفاق كبير إلى موقع لتصنيع التصاميم الراقية.
تحديات تواجه الاصلاح
يغذي الاستثمار في هذه الصناعة محاولات رعاية القطاعات التي تجتذب الشباب القطري المدلل، وفقًا لما ذكرته فايننشال تايمز. فمؤسسة قطر التي تشكلت في العام 1995 منظمة غير هادفة للربح، تسعى إلى توفير التعليم وتنمية المجتمع والبحث العلمي، لكن صناعة الأزياء صارت إحدى ركائزها اليوم. والشيخة موزة، التي ترأس المؤسسة، قدمت للطلبة القطريين المتفوقين منحا مجانية لدراسة الأزياء في جامعة فرجينيا كومنولث للفنون.
وفي حين أن معظم الخريجين الأول من المؤسسة سلكوا الطريق التقليدي باختيار الوظائف الحكومية، يتجه الكثير منهم اليوم إلى تأسيس منازل موضة خاصة بهم، أو يعملون لدى مصممين آخرين.
وعلى الرغم من جهودها لدمج عالم الأزياء غير التقليدي بمجتمعها المحافظ، لا تزال الشيخة موزة تواجه تحديات على طريق الإصلاح، لا سيما أن المرأة في بلادها تواجه ضغوطًا للزواج والبقاء في المنزل مع التمييز الذي يجعلها أقل مكانة مقارنة بالذكور. فما زالت المرأة القطرية في بداية طريقها لإثبات نفسها في المجتمع، لكن الأم الحاكمة ساعدت بالتأكيد على تحدي هذه الصورة النمطية، وأصبحت نموذجًا يحتذى به بالنسبة للعديد من القطريات.