حذّرت الأمم المتحدة من التوترات الاجتماعية والاقتصادية التي يسببها تدفق اللاجئين السوريين المستمر إلى لبنان، وسط تنافس كبير على الوظائف في البلاد، حيث من المتوقع أن تبلغ نسبة البطالة بحلول نهاية 2014 اكثر من 20%.


نيويورك: اطلقت الامم المتحدة انذارًا شديدًا محذرة من أن لبنان سيواجه توترات اجتماعية اذا لم تساهم الاسرة الدولية في التعامل مع مئات آلاف اللاجئين السوريين.
واعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان امام وزراء خارجية الدول الكبرى في العالم أن بلاده تواجه quot;ازمة بقاءquot; بسبب تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة الى لبنان هربًا من المعارك الدائرة بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة منذ اكثر من سنتين ونصف.
وشدد على الحاجة الى تأمين مويل ضخم لتلبية حاجات اللاجئين وتعزيز الخدمات العامة.
وسيكلف النزاع في سوريا لبنان 7,5 مليارات دولار بين عامي 2012 و2014 وفقًا لتقديرات رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم خلال الاجتماع الذي عقد على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
وتقول الامم المتحدة إن هناك 760 الف سوري مسجلون في لبنان وأن عددهم سيصل الى المليون بحلول نهاية السنة. وتقدر الحكومة اللبنانية أن عددهم الفعلي 1,2 مليون لأن العديد منهم لا يتسجلون.
وسيكون هناك ايضاً قريبًا طلب كبير على الكهرباء كما سيتعين تخصيص حصص دراسية اضافية في المدارس لاستيعاب 90 الف تلميذ سوري.
منافسة على الوظائف
واكد كيم أن هناك منافسة quot;شرسةquot; بين اللبنانيين والسوريين للحصول على وظائف.
وقال إنه بحلول نهاية 2014 سيبلغ عدد اللبنانيين العاطلين عن العمل 200 الى 300 الف ما سيضاعف نسبة البطالة لاكثر من 20%.
واضاف quot;بالتأكيد التوتر الاجتماعي سيزداد مع احتدام التنافس على الوظائف والخدماتquot;.
وحذر من أنه quot;في حال لم نتحرك بسرعة وفوراً فإن لبنان الذي نعرفه اليوم لن يكون كلبنان الذي سنشهده غدًاquot;.
من جهته، قال انطونيو غوتيريس المسؤول الاول في المفوضية العليا للاجئين quot;لا اذكر أي بلد تأثر اقتصاده ومجتمعه بشكل كبير بسبب تدفق اللاجئين كلبنان اليومquot;.
واشاد غوتيريس ومسؤولون آخرون ووزراء بـquot;سخاء لبنان الكبيرquot; لعدم اغلاق الحدود منذ اندلاع النزاع قبل 30 شهرًا.
ضرورة دعم لبنان
واضاف quot;لقد تركت الاسرة الدولية لبنان يتعامل وحده مع تدفق اللاجئين وعلى هذا الوضع أن يتغيّرquot;.
وقال غوتيريس إن دولًا أخرى اضطرت الى استقبال لاجئين سوريين لتخفيف العبء، فقد وافقت المانيا على استقبال خمسة آلاف لاجىء.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري quot;إننا قلقون جدًا لتزايد عدد الهجمات الارهابية والحوادث الامنية في لبنان وتدخل حزب الله في الحرب في سورياquot;.
وحزب الله الشيعي ارسل مقاتلين الى سوريا لدعم الاسد في مواجهة مقاتلي المعارضة.
واعلن الرئيس باراك اوباما تقديم مساعدة انسانية اضافية للبنان بـ74 مليون دولار خلال اجتماع مع سليمان الثلاثاء. وتتفاوض الادارة الاميركية مع الكونغرس لتقديم مبلغ اضافي قيمته 30 مليون دولار.
وقال كيري إن روابط الصداقة بين المجتمع الدولي ولبنان quot;يجب أن تترجم بأفعال وليس فقط بأقوال. علينا أن نظهر التزامنا بدعم سيادة لبنان وامنه وازدهارهquot;.
واضاف كيري أن quot;على الاطراف في لبنان العمل على تشكيل حكومة.
كما اكد وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ الدعم القوي لتشكيل حكومة جديدة.
وقال لافروف إن روسيا قدمت 150 الف طن من المساعدات الانسانية هذا العام. وقال فابيوس إن فرنسا ستدرس احتمال استقبال لاجئين سوريين.
وقال سليمان quot;ان هذا العبء الكبير الان يمثل ازمة بقاء حقيقية بسبب انعكاساتها الامنية والاجتماعية والاقتصاديةquot;.
ودعا الى مؤتمر دولي حول ازمة اللاجئين التي ادت الى فرار مليوني لاجىء سوري يتوزعون على لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر.
وتقدر الامم المتحدة بأن عدد اللاجئين سيصل الى ثلاثة ملايين بحلول نهاية السنة.
وسيدعو البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الى جمع اموال للبنان خلال اجتماع الخريف في تشرين الاول (اكتوبر).