نفى الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، الأنباء التي تم تناقلها بأنه طلب الاتصال بالرئيس الأميركي باراك أوباما، مؤكدًا على أن الاتصال جاء بطلب من البيت الأبيض.


نصر المجالي: روى روحاني في تصريحات أدلى بها للصحافيين بعيد وصوله آتيًا من نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قصة الاتصال الهاتفي مع أوباما. فقال إنه أثناء اتجاه الوفد الإيراني نحو المطار تلقى ممثله مكالمة من البيت الأبيض يطلب فيها التحدث مع أوباما وجرت المكالمة.

وأضاف إنه فور بدء الزيارة بلغته إشارات حول رغبة الأميركيين بعقد لقاء مع أوباما. ولفت إلى أنه بعد وصوله إلى نيويورك رفض الدعوة إلى عقد لقاء مع أوباما، لعدم وجود وقت كاف لعقد لقاء مفيد، يتضمن تبيان كل وجهات نظر الجانب الإيراني.

ضجيج أميركي
تابع روحاني: أثارت وسائل الإعلام الأميركية الضجيج حول ما أسمته إذلال أميركا برفض الدعوة، إلا أن السبب تمثل في عدم تضمن ذلك على جدول الأعمال.

وأردف الرئيس الإيراني يقول إن هناك الكثير من القضايا والمشاكل بين إيران وأميركا، ومنذ 60 عامًا تصرّف الأميركيون بعداء وتوتر مع إيران، لاسيما بعد انتصار الثورة الإسلامية. وأوضح روحاني أن مشاكل في المنطقة صنعها الأميركيون حيال إيران، لذلك فإن عقد لقاء بين رئيسي البلدين يتطلب تمهيدات، ولما كانت هذه لم تحدث، فإن اللقاء لم يتم.

ولفت إلى أنه وأثناء توجّه الوفد الإيراني إلى المطار، أجري اتصال هاتفي مع السفير الإيراني، ومن ثم جرت المكالمة مع أوباما. وقال إن quot;البرنامج النووي الإيراني كان محورها الرئيسquot;.

وأضاف أنه أكد على ضرورة الإسراع في المفاوضات مع 5+1 وحلّ مشكلة البرنامج النووي، وشدد في الوقت عينه على أن أي نشاط على الصعيد الخارجي ينبغي أن يبنى على العزة والحكمة والمصلحة.

قرارات قائد الثورة
وأشار روحاني إلى أنه بالنظر إلى الخطوط العامة التي يعتمدها قائد الثورة الإسلامية، فإنه سيتخد أية خطوات إذا شعر بضرورتها من أجل تحقيق مصالح النظام وحقوق الشعب ومعالجة المشاكل العالقة.

وقال إنه شدد في المكالمة أن الضغوط المفروضة على الشعب الإيراني غير قانونية وغير صحيحة، ويجب إزالتها. وأوضح أنه ينبغي التعامل بمرونة تتسم بالحكمة، وهي quot;المرونة البطوليةquot; نفسها التي أطلقها قائد الثورة quot;وأنه لن يتم التخلي عن المبادئ والأهداف والعزة الوطنية مطلقًاquot;.

وأشار إلى أن جميع الوفود والقادة المشاركين في اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك أقرّوا بشموخ الشعب الإيراني ودور إيران في المنطقة وquot;لم يكن هناك أي مسؤول لم يتكلم عن سمو إيران وشموخ شعبها خلال لقائهquot;. وأكد روحاني أنه بالإمكان حلّ المشاكل مهما كانت صعبة ومعقدة، بفضل دعم الشعب، وفي ظل التوجيهات والإرشادات الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية.

ولفت إلى أنه شعر خلال الزيارة بوجود الأرضية لحلّ المشاكل في العالم quot;إلا أنه ينبغي التحرك خطوة خطوة، ولا يمكن وضع حلول للمشاكل في يوم واحدquot;.

أثر تاريخي
وأشار الرئيس الإيراني إلى استعادة الوفد الإيراني خلال زيارته لنيويورك لأثر تاريخي إيراني قديم كان محتجزًا في أميركا منذ فترة طويلة. وقال إن هذا الأثر يعود إلى ألفين وسبعمائة عام.

وحول النشاطات الدبلوماسية خلال زيارته لنيويورك، قال إنه ألقى كلمات عدة، واحدة أمام الجمعية العامة، والأخرى في مؤتمر نزع الأسلحة، وفي اجتماع وزراء عدم الانحياز. وقال روحاني إنه عقد 17 لقاء واجتماعًا مع قادة البلدان ورؤساء المنظمات والأوساط الدولية، وتمحورت كلماته ولقاءاته حول مطالب الشعب الإيراني على الصعيد العالمي.

وفي الختام، لفت روحاني إلى أن جميع قادة البلدان الأوروبية أعربوا عن رغبتهم واستعدادهم لعقد لقاءات معه، حيث تمت، فضلًا عن عقد جلسة مع مجلس العلاقات الخارجية الأميركية واتحاد آسيا ومدراء معاهد ومؤسسات الأبحاث والدراسات، إضافة إلى مدراء وممثلي وسائل الإعلام الأميركية.