من العراقيين مَن يحمل الحكومة مسؤولية الانفجار الدموي في الأنبار، ومنهم مَن يضع المسألة في إطار تأديب أهالي الأنبار لإعلانهم رفضهم التصويت لنوري المالكي في الانتخابات القادمة، لكن جميعهم ينادون بالحوار طريقًا للحل.
بغداد: تتباين آراء العراقيين حول ما يحدث في الانبار من مواجهات دموية، وحول الاسباب الحقيقية وراء ذلك. فهناك من يرى أن الحكومة اخطأت في فض الاعتصامات بالقوة، وهناك من يرى أن الوقت كان مناسبًا، فيما تؤكد الاغلبية أن التفاوض والجلوس على طاولة حوار واحدة هما الحل الانسب لمناقشة المشكلات، موضحين أنه ليس عيبًا أن يقدم المتنازعون التنازلات من اجل حقن الدماء.
التعنت الحكومي هو السبب
اكد النائب محمد الخالدي، مقرر مجلس النواب وعضو كتلة متحدون للاصلاح بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، على خطأ الحكومة في التعامل مع الاعتصامات واعتقال النائب احمد العلواني، وقال: quot;كان من الممكن أن يكون الوضع افضل مما هو عليه لو حلت المشكلة بالتفاهم والحوار مع الجهات العشائرية المعتصمة في الانبار، ومع تقديم شيء مما يطالبون به، لأن الامر قدم خدمة لتنظيم القاعدة، وأحدث شرخًا بين الحكومة والاهالي هناك، فالتدخل الحكومي في فض الاعتصامات فتح ثغرات في العلاقة وتسبب في أذى الاهاليquot;.
أضاف: quot;اعتقد أن اعتقال العلواني لم يكن في وقته الصحيح، وكان على الحكومة أن تعي أنه نائب ولديه حصانة ومن الممكن أن يحدث هذا لغطًا بين الناس، مهما كانت التبريرات، فهناك جهات ووسائل اعلام يترصدون ما يحدث ويريدون اثارة المشاكل، فكان الاولى بالحكومة تجنب ذلكquot;.
وتابع: quot;الحل يكمن في أن تجلس كل الاطراف على طاولة واحدة، وتدعو إلى تفعيل وثيقة الشرف من جديد، لأن التجارب السابقة اثبتت أن الناس تعول على تنازلات متبادلة تقدمها الاطراف المختلفة، وليس عيبًا أن يتنازلوا، فالمهم حقن دماء الناس والحفاظ على السلم الاهليquot;.
مشكلة تتطلب التفاوض
اكد عبد العباس شياع، النائب عن دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، ضرورة الحوار والتفاوض مع الاطراف المعتدلة.
وقال إن الجيش العراقي يقاتل الإرهاب والإرهابيين بالنيابة عن كل الشعب العراقي، ويؤدي واجبًا وطنيًا مقدسًا أثبت من خلاله انه أمل العراق في القضاء على الإرهاب، quot;ويقدم الشهداء من اجل حماية أبناء الرمادي ومحافظات العراق الأخرى إضافة إلى كونه يمثل جميع أبناء الشعب العراقي ويقف في خندق واحد معهم بوجه الإرهابquot;.
أضاف: quot;أثبتت الأحداث الأخيرة حاجة جميع العراقيين إلى جيشهم، وإلى أبناء العشائر الأصلاء في تلاحمهم ودعمهم للجيش في تصديه للإرهاب، فجيشنا يؤسس بهذه الوقفة الشجاعة لحالة آمان للعملية السياسية والمسيرة الديمقراطية للعراق، ومشكلة الأنبار تتطلب الحوار والتفاوض مع الإطراف المعتدلة من أبناء الأنبار من أصحاب الطلبات المشروعة، وتلبية هذه المطالب، ودمج هذه الاطراف في الصف الوطني، والتركيز على المشتركات معها والبناء عليها وعدم إفساح المجال لكل المغرضين بتمرير إرادتهم ونواياهم الشريرة في تمزيق العراق وتقسيمهquot;.
اما محمود المشهداني، رئيس مجلس النواب السابق، فأكد أن ما يحدث في الانبار هو من أجل الانتخابات المقبلة، مشددًا على ضرورة العمل من أجل ايقاف نزيف الدم العراقي. وقال: quot;ما يحدث في الانبار من معارك عسكرية وسياسية وسفك للدماء هو في حقيقته دعاية انتخابية ملوثة بالدم، لكن يجب أن نصطف معًا ضد الارهاب، وايقاف نزيف الدم العراقي، وأن ننسى أن وراءنا انتخابات، لأن ما يوجد امامنا الآن هو نزيف الدماء الذي يجب وقفه فورًاquot;.
ليس جيش المالكي
من جهته، اكد الملازم الاول في الجيش العراقي جعفر ابراهيم أن الجيش الذي يحارب في الانبار ليس جيش المالكي ولا يقاتل ابناء الانبار. قال: quot;استغرب الكلام الذي نسمعه من هنا وهناك، والتسميات التي يطلقها البعض من أن الجيش الذي يحارب الارهابيين في الانبار هو جيش المالكي، فمتى كان للمالكي جيش؟ إنه جيش العراق الجديد الذي تم تأسيسه قبل عشر سنوات، يدافع عن الوطن وليس عن الاشخاصquot;.
وأضاف : quot;الجيش العراقي لن يقاتل ابناء الانبار، وما يشاع افتراءات سياسيين لهم مصلحة في خراب البلد، يؤيدون القاعدة وداعش، ونحن نقرأ أكاذيبهم على موقع فايسبوك، فيما شاهدنا كيف أن العمليات العسكرية تتصدى للارهابيين، وصار المواطن البسيط يعرف كل شيء، فنحن نعرف ما يحدث في ساحة الاعتصام وعلى الطرق السريعة في محافظة الانبار من قتل للابرياء، وكان لا بد من التصدي بعد أن حصل العراق على اسلحة جديدة ومروحيات وطائرات حديثة مكنته من القيام بواجبه في القضاء على داعش، ومن لا يقف مع الجيش في هذا الظرف لا يحب وطنه ولا يريد له الخيرquot;.
المواطن لا يعرف الحقيقة
من جانبه، اشار محمد الجنابي، احد عناصر تشكيلات الصحوات في بغداد، إلى أن المواطن قد التبست عليه الاشياء، وقال: quot;لا اشك في أن هناك الكثير من الارهابيين في محافظة الانبار، وهؤلاء موجودون منذ زمن بعد الاحداث في سوريا، فكانت الصحراء الغربية مكانًا آمنًا لهم ينطلقون منه إلى سوريا وإلى العراق، لكنني اشك بتوقيت المعارك في الانبار، فهو من اجل الانتخابات المقبلة بعد أن صار الناس يقولون إنهم لن ينتخبوا المالكي ولا ائتلافه دولة القانونquot;.
أضاف: quot;الامور احياناً تلتبس على المواطن العادي فلا يعرف اين هي الحقيقة، ولا يعرف عدوه من صديقه، فالسلبيات كثيرة في العراق والمشاكل كبيرة، ونتمنى كعراقيين أن نخلص من الارهاب، وان لا يتقسم العراقquot;.
التعليقات