حذر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني من تحول الحرب ضد الإرهاب في العراق إلى حرب طائفية بين الشيعة والسنة، ودعا الحكومة إلى الاستجابة لمطالب مواطنيها وعبّر عن مخاوف من انهيارات أمنية في محافظات أخرى، وقال إن معالجة المشاكل بالقوات العسكرية ستعقد الاوضاع أكثر، وأشار إلى أنّ أكراد سوريا سيشاركون بوفد واحد في مؤتمر جنيف 2.


لندن: شرح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني خلال اجتماع عقده في منتجع صلاح الدين بمحافظة أربيل (360 كم شمال بغداد) مع القناصل وممثلي الدول الأجنبية المعتمدين لدى الاقليم، آخر التطورات الامنية والسياسية في العراق والمستجدات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في إقليم كردستان، حيث أكد القلق مما آلت اليه الأوضاع السياسية والأمنية في العراق وخاصة في محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد)، وقال إن هذه الظروف جاءت نتيجة تراكم وتعقيد المشاكل، حيث كان على الحكومة العراقية التعامل بشكل جدي أكثر معها.

ولم يستبعد بارزاني بحسب رئاسة الاقليم في بيان صحافي عقب الاجتماع الليلة الماضية تعرض المحافظات العراقية الأخرى إلى تدهور في أوضاعها الامنية، وشدد بالقول إن معالجة المشاكل عن طريق القوات العسكرية من شأنها تعقيد الاوضاع أكثر. وأكد ضرورة أخذ الحكومة المركزية في بغداد مطالب المواطنين على محمل الجد وإحترام إرادة الجماهير محذرًا من انتقال الحرب في البلاد من مناهضة الإرهاب إلى حرب طائفية بين الشيعة والسنة.

وكان بارزاني بحث الجمعة الماضي، خلال اتصال هاتفي اجراه معه نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، آخر التطورات الأمنية والسياسية في العراق، حيث أعرب الجانبان عن دعمهما للجهود المشتركة التي تبذلها الأطراف السياسية العراقية ورؤساء العشائر في الأنبار والقيادات المحلية ضد الجماعات الإرهابية، مؤكدين على ضرورة أن يكون الحوار هو الوسيلة لحل المشاكل السياسية في العراق.

كما تم بحث العلاقات بين أربيل وبغداد والتأكيد على استمرار المفاوضات وتبادل الوفود بين الطرفين بغية حل سوء الفهم الحاصل بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية حول مسألة تصدير النفط. وقد أبدى بارزاني استعداده لبذل الجهود مع القيادات السياسية العراقية لإنقاذ البلاد من هذه الأزمة والتعقيدات السياسية والامنية الحالية.

وأمس هاجم رئيس الوزراء نوري المالكي متهمي الجيش العراقي بالطائفية داعيًا اياهم إلى ضرورة ادراك أن الإرهاب لا ينتمي إلى أي طائفة معينة، وهو عدو العراق، وعلى الجميع دعم القوات المسلحة كون الحرب حرب الجميع ولا أحد مستثنى منها.

وشدد بالقول في كلمة القاها خلال مهرجان سياسي في بغداد إن quot;اخطر ما في المرحلة الحالية هو الطعن بالجيش وبأبناء الشرطة، ويقال عنهم طائفيين واذا قاتل بعضهم القاعدة قال البعض الآخر إنه قتال طائفيquot;.

أوضاع سوريا ومشاركة أكرادها بمؤتمر جنيف 2

وبخصوص الأوضاع السورية ومستقبل هذا البلد، أعرب بارزاني عن أمله quot;بوقف إراقة الدماء والمآسي لشعوب سوريا بأسرع وقت وضمان حقوق جميع المكونات في المستقبلquot;، بحسب قوله. وأشار إلى أن أكراد سوريا سيشاركون بوفد واحد في مؤتمر جنيف 2. ودعا دول العالم إلى مساعدة اللاجئين السوريين في إقليم كردستان ومساعدة سلطات الإقليم في هذا المجال أيضاً.

وقال: quot;لأنه بسبب وجود هذا الكم الهائل من اللاجئين بالإضافة إلى العوائل العربية النازحة من جنوب ووسط العراق والأخوة المسيحيين والنازحين من الأنبار، فقد حدث ضغط كبير على سلطات الاقليم لإيواء هذا العدد الكبير من اللاجئينquot;، حيث بلغ عدد الأكراد السوريين النازحين لكردستان وحدهم حوالي ربع مليون شخص.

تشكيل حكومة كردستان الجديدة والمشاكل بين بغداد وأربيل

وحول المشاكل بين أربيل وبغداد، أكد بارزاني الاستمرار في المباحثات التي يجريها وفد إقليم كردستان في بغداد بخصوص مشاكل النفط والغاز والمادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بالمناطق المختلف حولها وتسليح ودفع مرتبات قوات البيشمركة والقضايا الأخرى وتواصل الزيارات المتبادلة وإستمرار المباحثات بين الطرفين.

وأضاف قائلاً: quot;نرغب في دعم العملية السياسية والعمل على إنهاء المشاكل العراقية، ولكن على العراق ترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية وأن يشعر جميع العراقيين بأنهم شركاء في هذا الوطنquot;. وأعرب بارزاني عن أمله أن تجري إنتخابات مجلس النواب العراقي في وقتها المحدد، في الثلاثين من نيسان (أبريل) المقبل.

كما إستعرض بارزاني مع القناصل وممثلي الدول الأجنبية المعتمدين لدى الاقليم المستجدات والجهود الرامية لتشكيل حكومة إقليم كردستان الجديدة، مشيراً إلى أن هذه ستكون حكومة ذات قاعدة عريضة وبمشاركة جميع الأطراف السياسية، وأن أهدافها ستركز على تعزيز الأمن والإستقرار والإزدهار وتقديم الخدمات للمواطنين.

وأوضح أن إلانتخابات البرلمانية في كردستان التي جرت في أيلول (سبتمبر) الماضي جرت في وقتها المحدد وحققت نجاحًا، وكان تأخير تشكيل الحكومة الجديدة غير متوقع لأنه جاء من اجل منح الفرصة لجميع الأطراف لإبداء آرائهم ومشاركتهم في الحكومة المقبلة حتى تكون فترة الأربع سنوات المقبلة فترة الهدوء والإنتعاش في الإقليم.

وشدد بارزاني في ختام حديثه على أن إقليم كردستان ليست لديه مشاكل مع أية دولةولم يتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، كما أنه ليس مصدراً لمخاوف أية دولة وإنما كان دائماً عاملاً للإزدهار والتقدم في المنطقة، وأكد أن أبواب الإقليم مفتوحة أمام دول الجوار وجميع دول العالم.