استقبل العاهل الأردني، الثلاثاء، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي وصل الى عمان في إطار جولته الراهنة يعد زيارة لبغداد وبيروت.

استعرض الملك عبدالله الثاني مع ظريف، خلال اللقاء، مجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات في سوريا وجهود تحقيق السلام في المنطقة.
وظرف هو أول مسؤول إيراني على مستوى عال يزور الأردن منذ انتخاب حسن روحاني رئيساً في الصيف الماضي. ولا يتوقع صدور بيان لافت عن نتائج زيارة ظريف لعمّان حيث معروف ان العلاقات الأردنية - الإيرانية تعاني من quot;الجمودquot; الدبلوماسي على خلفية تناقض مواقف البلدين من أزمات الإقليم.
وكان الملك عبدالله الثاني من اوائل الزعماء الذين بادروا لتهنئة الرئيس لروحاني بفوزه في الانتخابات الرئاسية. كما ان الملك كان تلقى دعوة رسمية من الرئيس الإيراني الأسبق محمد أحمدي نجاد لزيارة طهران لكن الزيارة لم تتم.
وجدد العاهل الهاشمي التأكيد على موقف الأردن الداعم للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.
وفيما يتصل بجهود السلام، أكد الملك عبدالله الثاني على أهمية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
كما تناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.
تنسيق وتشاور
من جانبه، عبر المسؤول الإيراني عن حرص بلاده على التنسيق والتشاور مع الأردن حيال مختلف التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وصولا إلى حلول يعزز أمنها واستقرارها.
واشاد وزير الخارجية الإيراني بجهود الملك عبدالله الثاني لتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش بين مختلف الثقافات والشعوب ومبادرات جلالته في هذا الصدد ومن أبرزها رسالة عمان ورعاية جلالة الملك للمؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، الذي شارك فيه مجموعة متميزة من علماء المسلمين خلال شهر أغسطس/ آب من العام الماضي.
كما أكد الرغبة في تعزيز العلاقات بين البلدين بما ينعكس إيجابا على المصالح المشتركة للشعبين الأردني والإيراني الشقيقين.
وحضر اللقاء فايز الطراونة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وناصر جدة وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وعماد فاخوري مدير مكتب الملك، والقائم بأعمال السفارة الإيرانية في عمان، والوفد المرافق للوزير الإيراني.
النسور يلتقي ظريف
وكان رئيس الوزراء عبد الله النسور التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في مكتب رئيس الحكومة بمجلس النواب.
وامتد لقاء النسور مع ظريف داخل حرم مجلس النواب بحضور ناصر جودة نحو ربع ساعة، وبعد ذلك اصطحب جودة ظريف في مركبة وغادرا سوية الى مقر مباحثاتهما الرسمية.
وبحث النسور، حسب (بترا) مع رئيس الوزراء مع وزير خارجية ايران العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك في العديد من المجالات وبشكل خاص التعاون في المجال الاقتصادي .
واستعرض رئيس الوزراء الأردني موقف بلاده من تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط لا سيما جهود تحقيق السلام في المنطقة والازمة السورية .
كما اطلع النسور الضيف الايراني على التحديات التي تواجه الاردن نتيجة الاوضاع غير المستقرة في المنطقة وتداعيات هذه الازمات على الاردن لا سيما استقباله لموجات كثيرة من اللاجئين وما يشكله ذلك من عبء اضافي على موارده .
من جهته، اكد وزير الخارجية الايراني رغبة القيادة الايرانية في تعزيز علاقاتها مع الاردن لافتا الى ان الملك عبدالله الثاني يقوم بدور مهم في تعزيز امن واستقرار المنطقة .
كما اكد تقديره لدور الملك الهاشمي في تقريب وجهات النظر بين اتباع المذاهب الاسلامية مشددا على ان الاردن يمثل صوت الاعتدال في المنطقة .