أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن معركة بلاده ضد القاعدة ستطول مشدداً على مواجهة مسلحي التنظيم الذين يتخذون من اهالي محافظات شمالية وغربية دروعاً بشرية، ودعا الى عمل دولي موحد لمواجهة دول ومنظمات تدعم وتغذي الارهاب.. بينما دعا أسامة النجيفي الى عمل جاد للحد من الترويج الطائفي وايقاف عسكرة الشارع في وقت شهدت بغداد اليوم 7 تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة.
قالرئيس الوزراء العراقي نوري المالكيفي كلمته الاسبوعية الى العراقيين الاربعاء إن quot;العراق يتلقى دعمًا دوليًا قل نظيره لمحاربة الارهاب، كما اتحد الشعب العراقي في الداخل للقتال مع الجيش لمواجهة القاعدة والمنظمات المرتبطة بها دفاعًا عن المقدسات والاعراف والاخلاق التي تنتهكها هذه المنظمات في بلد لا يمكن أن يسكت عن هذه الانتهاكات، ولذلك توحد شعبه باستثناء قلة تريد أن تغوص في بحور الدماء في تخلف عن المعركة المقدسة ضد الارهابquot; .
واشار الى أن ارهاب القاعدة دفع العالم الى الوقوف موحداً في موقف فريد من الدعم والاسناد ابتداء من مجلس الامن والجامعة العربية الى مختلف الدول في المنطقة والعالم .. واوضح أن هذا الموقف الموحد لم يكن صدفة وانما هو تقدير لوقفة العراق ضد القاعدة وشرورها وتقديمه التضحيات لمواجهتها.
وشدد المالكي quot;على ضرورة تضامن العالم ايضًا ضد من يقف وراء القاعدة من دول ومنظمات وتصعيد المواجهة ضدها في العراق وسوريا ومصر وليبيا ولبنان وباكستان وافغانستان، وفي كل بلد تعبث بأمنه واستقراره المنظمات الارهابية مستغلة ما حصل في الربيع العربي، وذلك في حرب قد تطول. وحذر من أن استمرار النزاع قد يؤدي الى تفتيت الدول الراهنة الى دويلات تعيد العالم الى زمن الجاهلية والصراعات الاهليةquot;
وشدد المالكي على ضرورة توحد العالم لمواجهة المنظمات الدولية والاقليمية والمحلية التي تغذي الارهاب والعمل على تجفيف منابعه سياسيًا وماليًا واجتماعيًا ومعنويًا. وقال إن quot;معركتنا مستمرة ولابد أن تنتهي بالنصر ومن يقف مع القاعدة في اي جزء من العراق سنتصدى له، وادعو اهلنا في محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى، وفي كل مكان تستغل فيه القاعدة بيوت الناس ملاذاً لضرب القوات المسلحة فإننا سنفرق بين من يقدم بيته لهم ملاذاً تطوعاً ومن يتم اغتصاب بيته حين تقوم القوات المسلحة بمواجهة هذا الارهاب الذي لن نسمح له التستر وراء الاهالي لتنفيذ اعماله الارهابيةquot;.
وطالب ابناء هذه المحافظات وعشائرها الذين قال إنهم حملوا السلاح لمواجهة القاعدة الى الالتفات الى محاولات الفتنة الطائفية التي تمارسها القاعدة منوهًا باعدامها لأربعة جنود عراقيين من سكان محافظة ميسان الجنوبية الاسبوع الماضي، والتي ارادوا منها اشعال هذه الفتنة في ممارسة قذرة. وشدد بالقول على أن العراق مصمم على الاستمرار في القتال حتى القضاء على quot;هذه الجرثومةquot;.
ويخوض العراق منذ 21 من الشهر الماضي مواجهات مسلحة ضد تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot;، المرتبط بالقاعدة في صحراء الانبار الغربية حيث استطاع أن يسيطر على مدينتي الرمادي والفلوجة قبل ان تطرده القوات المسلحة والعشائر المتحالف معها من مناطق فيهما.
واليوم قالت وزارة الدفاع العراقية في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه إن طائرات القوة الجوية نفذت 235 طلعة جوية فعالة ضد 30 هدفًا لتنظيمي داعش والقاعدة في محافظة الانبار، والتي تم رصدها بناء على معلومات استخباراتية دقيقة منذ مطلع العمليات العسكرية فيها.
وتضم الأنبار ثلث اراضي العراق وتقع على الحدود مع سوريا والسعودية والأردن ولذا يمثل أي خلل في السيطرة على حدودها نقطة ضعف خطيرة.
النجيفي يدعو الى عدم عسكرة المجتمع ومواجهة الترويج الطائفي
دعا رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الى عمل جاد للحد من الترويج الطائفي وايقاف عسكرة الشارع، وقال خلال احتفال اقامه المجلس لمناسبة المولد النبوي الشريف اليوم إن الاحداث التي يشهدها العالم الان والعراق خاصة تكشف أن هناك مؤامرة كبرى تستهدف الامة حاضرًا ومستقبلاً اخطر ما فيها أنها quot;تتخذ من الاسلام شعارًا ولبوسًاquot;.
وشدد على أن خروج العراق من خطر الطائفية والعرقية والتنابزات الحزبية لن يتحقق الا من خلال اعادة النظر بكل الذي تحقق ومورس خلال السنوات العشر الماضية، وفي مقدمة ذلك الخروج من جلد التنافر السياسي الى جلد التآزر الوطني والايمان. واكد ضرورة معالجة جميع الملفات الوطنية الشائكة والعالقة وفق سياقات اجرائية عملياتية واضحة وتحت سقوف زمنية محددة.
واكد قائلاً quot;إن لم نفعل ذلك، فإن اوطاننا ستذهب واحدًا اثر الآخر، وتصبح اطلالاً لذكريات واثراً بعد عين، وستمضي امتنا الى شتاتها وفرقتها وضعفها ودورة جديدة من دورات استعبادها واذلالها وقهرهاquot;.
واضاف أن quot;مراجعة لما حدث ويحدث في وطننا تحثنا على أن ننهل من روحانية الذكرى المباركة ونبعها الشريف ونقول بلسان المؤمنين إن العراق اوعى من غيره للخروج من ورطة الطائفية والعرقية والتنابزات الحزبية والفئوية لأنه اكتوى بنارها وسبح ببحور دمها وسيخرج منها منيعًا معافى قوياًquot;.
واوضح quot;ان ذلك لن يتحقق الا من خلال اعادة نظر مسؤولة وتاريخية لكل الذي تحقق ومورس خلال السنوات العشر الماضية، وفي مقدمة ذلك الخروج من جلد التنافر السياسي الى جلد التآزر الوطني والايمان بان نعيد معالجة كل الملفات الوطنية الشائكة والعالقة، وفق سياقات اجرائية عملياتية واضحة وتحت سقوف زمنية محددة quot;.
واشار الى أن مراجعة العملية السياسية والشراكة الوطنية وقواعدها وآلياتها ومدخلاتها ومخرجاتها تقف في مقدمة تلك الخطوات على أن تفضي المراجعة الى تأكيد الحفاظ على النظام الوطني الديمقراطي الاتحادي وانجاز التوازنات الوطنية والدستورية في جميع مفاصل الدولة والنأي عن الاقصاء والتهميش وعمليات الاعتقال العشوائية والقصور بالاجراءات القضائية واستهداف الابرياء بكل شرائحهم وخلق فضاء واسع للمشاركة في صنع القرار الوطني والابتعاد عن تجاهل الشركاء وادوارهم ومسؤولياتهم تجاه مواطنيهم وناخبيهم.
ودعا الى النأي عن الاقصاء والتهميش وعمليات الاعتقال العشوائية والقصور في الاجراءات القضائية واستهداف الابرياء بكل شرائحهم والابتعاد عن تجاهل الشركاء. وطالب بالعمل الجاد بين مختلف القوى العراقية للحد من الترويج والتحريض الطائفيين، quot;اللذين دفع جراءهما الشعب انهارًا من الدماء وإيقاف عسكرة الشارع وتحويل المدن الى متاريس وحواجز.
وشدد النجيفي على ضرورة التمييز بين الارهاب وحق الناس في الدفاع من اجل حقوقهم المشروعة في تظاهرات واعتصامات وفقًا للدستورquot;.. منوهًا الى أن كل ذلك لن يتم دون روح جمعية واحدة تضع حاضر ومستقبل العراق بين عينيها كما لن يتم دون انجاز التعديلات الدستورية الضرورية المطلوبة لبناء دولة مدنية حديثة وتنظيم العلاقة بين المركز والاقاليم والمحافظات ومنح الصلاحيات الضرورية لانجاز حياة افضل للمواطنين بوتيرة اسرع .
واليوم الاربعاء شهدت بغداد 7 تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة في مناطق مختلفة منها، أدت الى مقتل واصابة العشرات من المواطنين. يأتي ذلك في وقت يسعى العراق لاحكام السيطرة على حدوده مع سوريا بعد أن استعاد مقاتلو القاعدة الذين يسعون لاقامة دولة إسلامية عبر الحدود قوتهم.
ونشرت الحكومة العراقية قواتها وأسلحة أميركية وروسية جديدة لقطع خطوط إمداد المقاتلين عبر الحدود أملاً في وضع حد لهذا التهديد.
التعليقات