عمّان: استقبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء في عمّان سيرغي كيرينكو مدير عام مؤسسة الطاقة الذرية الروسية quot;روزاتومquot;، وبحث معه التعاون في مجال الطاقة النووية، بحسب ما افاد بيان صادر من الديوان الملكي الاردني.

واوضح البيان ان الملك اكد خلال اللقاء quot;متانة العلاقات الاستراتيجية بين الاردن وروسيا الاتحادية، والحرص على تمتينها والنهوض بها في شتى الميادين، خصوصًا في مجال الطاقة، وذلك ضمن إستراتيجية المملكة لتنويع مصادر الطاقة، ومن ضمنها توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النوويةquot;.

من جانبه، اكد كيرينكو quot;استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الأردن في تنفيذ مشاريع الطاقة النووية، وذلك وفق أعلى درجات الأمان والسلامة وأفضل الممارسات الدولية في هذا المضمارquot;.

وكانت الحكومة الاردنية اختارت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي شركة quot;روزاتومquot; كمناقص مفضل لإنشاء أول محطة نووية أردنية لتوليد الكهرباء، تضم مفاعلين نوويين قدرة كل منهما ألف ميغاواط.

وبحسب البيان فإن quot;هيئة الطاقة النووية الاردنية ستعمل مع روزاتوم خلال عامي 2014 و2015 على إجراء الدراسات التفصيلية لموقع المحطة النووية، ودراسة الأثر البيئي والدراسة التفصيلية للجدوى الاقتصادية للمحطة، بما فيها كلف الانشاء الاجمالية وكلف التشغيلquot;.

كما ستتم دراسة quot;سعر الكهرباء المولدة عبر الطاقة النووية (...) والتي سيتم على أساسها أخذ القرار النهائي للسير في المشروعquot;.
واشار البيان الى ان quot;الطرفين الاردني والروسي يعملان حاليا على بلورة اتفاقيتين، الأولى لتطوير المشروع، وهي اتفاقية فنية سيتم توقيعها بين هيئة الطاقة الذرية الاردنية والشركة. أما الثانية فهي تطوير اتفاقية بين الحكومتين الأردنية والروسية، وهي اتفاقية إطارية متعلقة بإنشاء المحطة النوويةquot;.

وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية خالد طوقان اعلن في 28 تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان بلاده اختارت شركتين روسيتين لبناء وتشغيل أول محطة نووية في المملكة للاغراض السلمية، وخصوصًا من اجل توليد الكهرباء وتحلية المياه، على ان يشغل المفاعل الاول عام 2021 يليه الثاني بعد عامين.

وتم اختيار شركة quot;أتوم ستروي اكسبورتquot; الروسية كجهة مزودة للتكنولوجيا النووية وشركة quot;روزاتومquot; الروسية كشريك استراتيجي ومستثمر ومشغل للمحطة النووية الاردنية الاولى وفق اتفاقية ستبرم بين الحكومتين الاردنية والروسية. ويسعى الاردن، الذي تثير احتياطاته من اليورانيوم اهتمام العديد من البلدان، الى انشاء اول مفاعل نووي للاغراض السلمية، وخصوصا من اجل توليد الكهرباء وتحلية المياه.

وكانت اصوات ارتفعت تطالب بالتخلي عن الطاقة النووية في الاردن، بعد حادث محطة فوكوشيما شمال شرق اليابان في 11 آذار/مارس 2011، والذي يعتبر الاخطر منذ كارثة تشرنوبيل قبل 25 عاما.

وتستورد المملكة 96% من احتياجاتها من المشتقات النفطية، وتشير الدراسات الى ان الطلب على الكهرباء سيتضاعف بحلول عام 2020. كما تعد المملكة واحدة من افقر عشر دول في العالم بالمياه، حيث يتجاوز العجز المائي 500 مليون متر مكعب سنويا بحسب تقديرات المسؤولين.