وصف مراقبون التطورات السريعة في شأن سحب دعوة إيران للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا ومحاولة جمع الأطراف المتناقضة كمن يحاول جمع quot;قطع لغز غامضquot;.

مع سحب الأمم المتحدة لدعوة إيران للمشاركة في (جنيف 2) استجابة لضغوط من الائتلاف الوطني السوري المعارض والولايات المتحدة وجهات دولية وإقليمية فاعلة، فإن المراقبين يتوقعون بأن إيران لن تتقيد بأي نتائج للمفاوضات، على الرغم من أنها الدولة الاكثر تأثيرًا في الصراع الدائر في سوريا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد استبعد مشاركة إيران في مؤتمر quot;جنيف 2quot;، المقرر عقده غداً (22 يناير/ كانون الثاني الجاري) في مدينة مونترو السويسرية، بسبب عدم موافقة إيران على بيان quot;جنيف 1quot; الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
وفي تقرير لها حول التداعيات المفاجئة، قالت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، الثلاثاء، إنه مع عدم مشاركة إيران في المؤتمر فإن هناك نقاطاً مهمة يتعين أخذهافي الاعتبار.
الجانب الإنساني
وقالت إن أول هذه النقاط الجانب الانساني، حيث توجب الانسانية أن تجد جميع الدول الاطراف في النزاع نقاطاً للاتفاق، بغض النظر عن مصالحها المختلفة. وتتساءل الصحيفة عمّا اذا كان أي طرف من الاطراف بوسعه أن ينكر أن نظام الرئيس بشار الاسد يجب أن يسمح بوصول الامدادات الانسانية الى المناطق التي تحول قواته دون الوصول إليها.
وتقول الصحيفة إن النقطة الثانية قد لا تروق للمعارضة السورية: quot;يجب أن تكون إيران شريكة في أي اتفاق مزمع. وتضيف الصحيفة إن طهران أرسلت الآلاف من حرسها الثوري إلى سوريا للقتال مع قوات الاسد، وأنه ما زال في السلطة بفضل الدعم العسكري الايراني. ولهذا لا يمكن لأي اتفاق أن ينجح دون الموافقة الايرانية.
أما النقطة الثالثة بحسب الصحيفة فهي أن على جميع الاطراف أن تحذر مما يشيعه الاسد عن أن الصراع في سوريا الآن اصبح بين قواته والقاعدة، وأنه نتيجة لذلك اخف الشرين ضررًا.
تنديد إيراني - روسي
وإلى ذلك، نددت الخارجية الإيرانية بقرار الأمم المتحدة بسحب الدعوة الموجهة إلى طهران من أجل المشاركة في مؤتمر quot;جنيف 2quot; حول سوريا بالقول إنها quot;لم تطلبquot; في الأصل المشاركة فيه، بينما وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخطوة بـquot;الخاطئةquot; محملاً الدول التي تريد إطاحة النظام السوري المسؤولية عنها.
وقالت الخارجية الإيرانية إن طهران quot;لم تطلب أبدًا المشاركة في اجتماع quot;جنیف 2quot; لحل الازمة السورية،quot; مضيفة أن ما قام بهالأمين العام للأمم المتحدة بسحب دعوته لها quot;يبعث على الأسف.quot;
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فسارع الى القول في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في موسكو، إنه ينظر إلى سحب دعوة إيران لحضور مؤتمر quot;جنيف 2quot; باعتباره quot;قرارًا خاطئًاquot;، ولكنه لا يعتبر هذا الخطأ quot;كارثياً.quot;
وأكد لافروف ضرورة أن تشارك إيران في جهود حل الأزمة السورية، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري quot;شدد أيضًا على ضرورة أن تلعب إيران دوراً هاماً في البحث عن السبل المناسبة لحل الأزمة السوريةquot;.
واتهم لافروف من وصفهم بـquot;أنصار تغيير النظام في سورياquot; بالوقوف وراء الخطوة.
وكان لافروف قال أمس إن مؤتمر جنيف 2 يتعرض إلى تدنيس في حال تم تغييب إيران عنه.