يستعد المصريون للإحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، التي وحدّت الشارع على إسقاط النظام السابق. لكن الانقسامات تهدد الوحدة الوطنية التي هتف بها الملايين قبل سقوط حسني مبارك.

ترتفع موجة التوتر في الشارع السياسي المصري مع اقتراب الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير)، الذي شهد بداية ثورة أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي كان سقوطه بمثابة نقطة تحول على الصعيد الإقليمي في ما عرف بالربيع العربي.

خيبة أمل

الانقسام في البلاد يتجلى بوضوح في رفض العديد من الشباب الذين أشعلوا ثورة 25 يناير المشاركة في الاستفتاء على الدستور الأسبوع الماضي، بسبب شعورهم بالإحباط من التناقض بين آمالهم ووقائع الحياة اليومية.

واعتبرت صحيفة لوس أنجيليس تايمز أن الحكومة المصرية المؤقتة، المدعومة من الجيش، تسعى إلى جعل الاحتفال بالعيد الثالث للثورة بمثابة عرض تأييد علني لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وقوات الأمن التي تحكم قبضتها على البلاد.

وبدأ منسوب التوتر بالارتفاع في وقت مبكر من الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير التي يعتبر البعض أنها لم تحقق أهدافها الديمقراطية وذهبت أدراج الريح. كل يوم يمر على مصر يجلب معه المزيد من الاستقطاب وخيبة الأمل للشباب الذين وقفوا في ميدان التحرير لإسقاط الديكتاتور، ويشهدون اليوم محاولة لاختطاف ذكرى الانتفاضة.

ونقلت الصحيفة تصريحات حركة 6 أبريل، التي أعلنت فيها اعتقال السلطات لستة من أعضائها يوم الأربعاء الماضي لفترة وجيزة، بسبب وضع ملصقات تدعو لحشد مسيرات في ذكرى الثورة، قبل أن يطلق سراحهم من دون توجيه اتهام، محذرة من أن قمع الشباب لمجرد توزيع منشورات سيؤدي إلى ثورة ضد الظلم.

شهد الأسبوع الماضي موافقة أغلبية ساحقة على الدستور الجديد في الوقت الذي سادت فيه الملاحقات القضائية لمنتقدي الحكومة في الأسابيع التي سبقت الاستفتاء.

القضاء مستقل

أصدرت المحكمة أحكامًا بالسجن لمدة شهرين بحق ثلاثة متهمين بتخريب نصب تذكاري، أقامته الدولة في ميدان التحرير لتكريم شهداء العام 2011. واعتبر النشطاء أن هذا النصب يعد quot;نفاقًاquot; من جانب السلطات التي كانت قد أطلقت العنان لقوات الأمن على المتظاهرين، فهاجموا النصب ورشقوه بالحجارة والطلاء والمطارق بعد ساعات من وضعه.

من جهته، قال مصطفى حجازي، المستشار البارز للرئيس المؤقت عدلي منصور، هذا الاسبوع إن سلسلة المحاكمات ثمرة وجود سلطة قضائية مستقلة وليس نتيجة أي حملة مدبرة ضد خصوم الحكومة. وقالت السلطات إنه سيتم حشد عشرات الآلاف من أفراد الشرطة لحماية احتفالات يوم السبت، فيما أعلنت وزارة الداخلية أن أي أفعال غير مشروعة سيتم قمعها بالقوة.

في الوقت نفسه، اعترفت جماعة الإخوان المسلمين بارتكاب أخطاء خلال فترة استلامها الحكم، والتي دامت عامًا كاملًا، في ظل رئاسة المخلوع محمد مرسي. وسط هذه الدوامة، يسعى النشطاء لتذكير المصريين بدورهم في إسقاط مبارك قبل حلول الذكرى، والعبارة الوحيدة التي يتمسكون بها في الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد هي: quot;استمروا بالثورةquot;.