في الجلسة الأولى من ثالث أيام الاستماع إلى الشهود في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال الشاهد الرابع إن إخاه الموظف في فندق سان جورج بقي 12 ساعة حيًا تحت الأنقاض حتى توفي، ولم يساعده أحد.


بيروت: في اليوم الثالث للاستماع إلى الشهود في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري، افتتح رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي ديفيد راي جلسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عند العاشرة صباحًا بتوقيت لاهاي بجلسة سرية غير مفتوحة أمام الاعلام.

وقال مارتن يوسف، الناطق الرسمي باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إن ما جرى ليس جلسة سرية، بل ناقش القضاة موضوعًا تقنيًا أو موضوع معاونة الشهود. أضاف: quot;عندما ينتهي الادعاء من طرح اسئلتهم وافساح الفرصة أمام الدفاع لطرح اسئلته أيضًا، عندها يتقرر ما سيلي جلسة الاستماع الى الشهود الثمانية، والاجراءات القضائية هي التي ستفصح عن نفسهاquot;.

تحت الأنقاض

عند الحادية عشرة وخمس دقائق بتوقيت لاهاي، بدأت المحكمة بالاستماع عبر نظام الفيديو إلى الشاهد الرابع، وهو شقيق زاهي أبو رجيلي الذي قتل أثناء وجوده في عمله في فندق سان جورج، بتفجير يوم 14 شباط (فبراير) 2005.

في الشهادة، أشار ابو رجيلي إلى أن شقيقه كان يعمل في فندق سان جورج، وهو متزوج وله ابنتان، وهو كان في مركز عمله في بيت مري عند وقوع الانفجار، وعرف بحصول الانفجار عبر وسائل الاعلام. حاول الاتصال بزوجة اخيه عند حصول الانفجار لكن الاتصالات كانت مقطوعة، quot;وعندما اتصلت بها من جديد لم تكن لديها أية معلومات عن الانفجارquot;.

وأضاف: quot;حوالى الساعة الثامنة مساء، ذهبت للمرة الاولى الى موقع الانفجار، بعد أن كنت قد قصدت وزوجة أخي مستشفيات عدة من دون العثور على اخي زاهيquot;، موضحًا أن جثة شقيقه لم تكن بين جثث الموتى في المستشفيات، ولم يتم العثور عليها، مع الاشارة إلى أنه كان يتم الاتصال هاتفيًا بشقيقه فكان هاتفه يرن، مؤكداً أن شقيقه بقي تحت الأنقاض 12 ساعة قبل أن يتوفى.

ولفت الشاهد إلى أنه في اليوم التالي، عاد إلى موقع الانفجار حيث سمع صفارات الصليب الاحمر تتصاعد، وعلم أنهم عثروا على جثة جديدة، وطلب منه التعرف على جثة اخيه، quot;ومن يراها لا يلاحظ أن هذا الرجل ميت، إذ انه لم يكن مجروحًا حتى، ومن يراه لا يتخيل أنه كان في موقع الانفجارquot;.

واسف ابو رجيلي لطريقة موت شقيقه، والعذاب الذي عاناه قبل وفاته، وقال: quot;لا ننسى هذا العذاب. 12 ساعة كان يتعذب خلالها ولم يساعده أحدquot;.

الشاهد السري

وبعد انتهاء أبو رجيلي من الادلاء بشهادته، رفع رئيس الغرفة الاولى في المحكمة الدولية ديفيد راي الجلسة للاستراحة، قبل الاستماع إلى الشاهد الثاني، الذي طلب من المحكمة تحوير صوته، وإخفاء هويته، والحفاظ على سرية اسمه المستعار خلال الجلسة العلنية، وأن لا يفصح عن اسمه في الوثائق السرية، ودعا إلى عدم الافصاح عن هويته إذا تعرف عليه أحد.

ووافق الادعاء على الطلب، ولم يتقدم الدفاع بأي اعتراض.

لآخر المستجدات حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان:
http://elaph.com/news/special_tribunal_for_lebanon.htm