مع بدء محاكمة غيابية في لاهاي، الخميس، استبعد تقرير بريطاني أن ينال قتلة رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري عقابهم.


نصر المجالي: رحبت الحكومة البريطانية ببدء أعمال المحكمة الخاصة للبنان بالمحاكمة بشأن مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزراة الخارجية البريطانية هيو روبرتسون: أرحب ببدء هذه المحاكمة الهامة. وآمل أن تحقق العدالة لأهالي رفيق الحريري والضحايا الآخرين وللشعب اللبناني.

واضاف روبرتسون: تؤيد المملكة المتحدة عمل المحكمة الخاصة للبنان. وقد أسعدني الإعلان عن تقديم مليون جنيه استرليني إضافي في شهر ديسمبر/ كانون الأول، ما رفع إجمالي مساهماتنا منذ عام 2009 إلى 5.5 مليون جنيه استرليني.

وتابع الوزير البريطاني: كما أسعدني أن أرى لبنان يفي بالتزاماته بتقديم مساهمته المالية السنوية للمحكمة، وquot;سوف نواصل المطالبة باعتقال من أصدرت المحكمة لائحة اتهام بحقهم. وستقف المملكة المتحدة بكل ثبات وراء الجهود اللبنانية والدولية لوضع نهاية للحصانة من العقابquot;.

تقرير إنديبندانت

إلى ذلك، قال تقرير لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية إن التاريخ يرجح بوضوح quot;أننا لن نرى أبدا المذنبين باغتيال الحريري يتلقون عقابهم quot;.

والتقرير الذي كتبه الصحافي البريطاني روبرت فيسك الخبير في شؤون الشرق الأوسط ولبنان بصفة خاصة للصحيفة تناول بدءquot;محاكمة المتهمين بقتل الحريري: بدء الإجراءات دون حضور المتهمين الأربعة التابعين لحزب اللهquot;.

ويقول فيسك إن الحقيقة تمثل الحد الأدنى لما يطلبه مؤيدو وأسرة رفيق الحريري الذي اغتيل في تفجير في العاصمة بيروت قبل نحو تسعة أعوام من المحاكمة التى تنعقد في لاهاي للمتهمين بالضلوع في حادث اغتياله.

وكان الحريري قد قتل إلى جانب 22 شخصا آخر نتيجة انفجار سيارة مفخخة في بيروت عام 2005. وقال القاضي ديفيد ري في بداية جلسة المحكمة ان جميع الخطوات اللازمة ستتخذ من أجل إحضار المتهمين إلى المحكمة.

وأضاف أن المحكمة ستتابع جلساتها وكأن المتهمين موجودون، وستفترض أن المتهمين ينفون التهمة وتتابع المحاكمة على هذا الأساس، وسيترتب على الادعاء إثيات العكس بشكل لا يحتمل الشك.

جرائم الاغتيال السياسي

لكن فيسك يوضح أن المتهمين الذين يعتقد أنهم من حزب الله الشيعي لن يحضروا المحاكمة ولن يمثلوا أمامها بعد رفض حزب الله تسليمهم.

ويوضح التقرير أنه لم يسجن طوال تاريخ الدولة اللبنانية الذي يمتد نحو 60 عاما شخص واحد لاتهامه بالضلوع في جريمة اغتيال سياسي.

ويذكر فيسك عدة أسماء لكبار الساسة اللبنانيين الذين تعرضوا للاغتيال قبل وبعد اغتيال الحريري، ويوضح أنه لم يتعرض شخص واحد للحبس أو المحاكمة في أي من تلك الجرائم التى مرت دون أن يدفع الجناة ثمن جرائمهم.

ويعرج التقرير الصحفي على موقف حزب الله الذي أعلن أدلة حول من قال إنهم quot;خونةquot; في قطاع الاتصالات بسبب كشف خلية تلاعبت بمحطات اتصالات لصالح الاستخبارت الإسرائيلية.

ويقول فيسك quot;في الواقع كان الإسرائيليون يخترقون بشكل كبير قطاع الاتصالات اللبناني ولذلك جاءت حركة الاعتقالات الأخيرة لعدد من المسؤولين لاتهامهم بالتجسس لصالح إسرائيلquot;.

ويخلص الصحافي البريطاني إلى القول: quot;في الحقيقة كان حزب الله قبل اغتيال الحريري يحظى بسمعة بالابتعاد عن سفك دماء اللبنانيين، لكن دعم الجناح العسكري للحزب للنظام السوري وقتاله إلى جانبه بالإضافة إلى قتل عدد كبير من السنة في سوريا شوه هذه السمعةquot;.