بحث مسؤول أميركي في بغداد الثلاثاء مع مسؤولين عراقيين تطورات الأوضاع في محافظة الأنبار الغربية، حيث اشتكى النجيفي من قصف الجيش لسكانها الأبرياء وتهجيرهم، فيما رد المالكي أن حرصه على حياة المدنيين، يؤخر حسم المعركة، كما تم البحث في مجريات محادثات جنيف 2 بين ممثلين عن المعارضة السورية والنظام لحل الازمة الخطيرة في البلاد.

لندن: لدى اجتماعه مع رئيس الوزراء نوري المالكي بحث نائب وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز دعم الحرب على الارهاب وتبادل الآراء حول مختلف الأزمات والتحديات التي تواجه المنطقة. وأكد المالكي أن العراق يخوض الآن معركة مع الارهاب، الذي يهدد الأمن والاستقرار ليس في العراق فحسب، بل في كل العالم وقال quot;إن حرصنا على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين قد يؤخر حسم المعركةquot; داعيًا إلى تعاون دولي أكبر لكسر شوكة الإرهاب. وأضاف أن الإرهاب والجرائم التي يرتكبها، هي التي تعكر أجواء العراقيين، ولهذا فإن تكاتف العراقيين وتوحدهم، سيزداد ويتعمق في حالة دحر الإرهاب والقضاء عليه. وثمن المواقف الأميركية الداعمة للعراق في مواجهة الإرهاب والتطرف داعيًا إلى تنمية العلاقات الثنائية في جميع المستويات.

من جانبه، أكد بيرنز أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب العراق في هذه المواجهة، وهي مستعدة لدعمه بكل ما يحتاج اليه لدحر الإرهاب والتطرف. وقال إن المواجهة الحالية في المنطقة هي مواجهة بين التطرف والاعتدال لا بين المذاهب كما يجري تصويرها.

وخلال اجتماعه مع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، بحث الطرفان تداعيات الأزمة في محافظة الأنبار، بعد ارتفاع العمليات المسلحة التي تشهدها منذ 21 من الشهر الماضي. وأكد النجيفي خلال الاجتماع أهمية الحل السياسي للأزمة في الأنبار، وايقاف القصف وعودة المهجرين إلى ديارهم مشددا على أن الوضع المأسوي في الفلوجة وما يتعرض له الابرياء العزل يوميًا نتيجة القصف العشوائي يمثل خرقا صارخا لحقوق الانسان.

كما ناقش الجانبان الانتخابات البرلمانية في العراق المقررة في 30 نيسان (ابريل) المقبل واتفقا على ضرورة إجرائها في موعدها المحدد.
كما أجرى بيرنز مباحثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تناولت آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة إضافة إلى الازمة السورية. وأكد المسؤول الأميركي دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية في العراق، وللجهد الأمني والتسليحي للأجهزة الأمنية العراقية لمواجهة الارهاب والتطرف. كما جرى تقييم مساهمات العراق في مؤتمر جنيف2 لتحقيق السلام في سوريا كما قال بيان رسمي عراقي.

وكان زيباري ألقى كلمة العراق خلال افتتاح مؤتمر جنيف الأربعاء الماضي أكد فيها أن الأزمة السورية دخلت في منعطف خطير، نتيجة لنزوح الملايين السوريين إلى دول الجوار وداخل سوريا تجسد في تنامي الارهاب المتمثل بالقاعدة وفروعها وانعكاساتها الخطيرة على الوضع الأمني والانساني في العراق.

وشدد على أن للعراق مصلحة حقيقية في ايجاد حل للأزمة السورية في اسرع وقت ممكن... واشار إلى مبادرات وموقف العراق الرافض منذ البداية للتدخلات الخارجية ووقوفه ضد عسكرة النزاع في سوريا والشروع في عملية الانتقال السياسي الديمقراطي بإدارة سورية مشددا على أهمية الالتزام بمقررات ومبادئ مؤتمر جنيف1، والقرارات الاممية الصادرة بهذا الصدد.

وحول مسألة تسليح الولايات المتحدة للعراق، فقد ابلغت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) امس الكونغرس بمشروع بيع 24 مروحية قتالية من نوع اباتشي للعراق بقيمة 4,8 مليارات دولار، حسب ما ذكرت الوكالة المكلفة بيع اسلحة للخارج. وقالت وكالة التعاون من أجل الدفاع والامن المكلفة بيع اسلحة إلى الخارج في بيان إن quot;مشروع البيع هذا يدعم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة من خلال تزويد العراق وسائل اساسية ليحمي نفسه من التهديدات الارهابية والتقليدية وتحسين حماية المنشآت النفطية الاساسيةquot;.

وكانت بغداد طلبت منذ أشهر من واشنطن تزويدها بهذه الطائرات، لكن عددًا من البرلمانيين الاميركيين كان يعترض على الصفقة خشية ان يستعملها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمهاجمة مجموعات معارضة له من غير القاعدة. وامام الكونغرس 30 يوما ليقدم اعتراضات محتملة والا تصبح الصفقة سارية المفعول.
يأتي ذلك في وقت واصلت قوات عراقية اليوم تنفيذ عمليات ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; التابع للقاعدة في محافظة الأنبار حيث ما زال مسلحون يسيطرون على وسط مدينة الفلوجة فيما ينتشر اخرون من ابناء العشائر حول المدينة. وتواصل قوات من الجيش والشرطة وابناء العشائر والصحوات الانتشار حولها.

وشهدت الرمادي عاصمة محافظة الأنبار (100 كلم غرب بغداد) خلال الساعات الاخيرة اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحين من تنظيم داعش من جهة اخرى فيما تواصل آليات تابعة للجيش الانتشار بشكل مكثف في وسط الرمادي حيث يسيطر مسلحون من تنظيم داعش على بعض الاحياء في وسط وجنوب المدينة.

ودفعت الاشتباكات اكثر من 140 الف شخص من اهالي الأنبار إلى الفرار منذ اندلاعها نهاية العام الماضي، وفقا للامم المتحدة. واكد متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة ان quot;هذا اعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006-2008quot; التي شهدها العراق.
وقتل اكثر من 850 شخصا في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الحالي في عموم العراق وفقا لحصيلة تستند إلى مصادر رسمية.