بغداد: افادت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس ان الاف العراقيات معتقلات بشكل غير قانوني ويتعرضن للتعذيب واشكال اخرى من سوء المعاملة بما في ذلك الاعتداء الجنسي.

ويستند التقرير الى شهادات معتقلات واقاربهن ومحامين ومسعفين ووثائق المحكمة ولقاءات مع مسؤولين، ما يضفي نوعا من المصداقية على احدى الشكاوى الرئيسية التي يوجهها العرب السنة الذين عبروا عن احباطهم من الحكومة التي يقودها الشيعة.
ويتهم السنة الحكومة باستهدافهم بشكل غير عادل وتهميشهم، ما دفعهم الى تنظيم احتجاجات ضد تعرض النساء الى التعذيب في السجون.
وبحسب تقرير المنظمة، فان quot;السجينات العراقيات ومعظمهن من الطائفة السنية، افدن انهن تعرضن للضرب والركل والصفع والصعق بالصدمات الكهربائية، والاغتصاب، في حين تم تهديد اخريات بالاعتداء الجنسي، وأحيانا على مرأى من الأقارب الذكورquot;.
وقال جو ستورك مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا للمنظمة ان quot;قوات الامن العراقية والمسؤولين يتصرفون كما لو انهم كلما تصرفوا بوحشية سيجعلون البلد اكثر اماناquot;.
واضاف quot;في الواقع، هؤلاء النساء وأقاربهن قالوا لنا أنه طالما قوات الامن تسيء معاملة الناس مع الإفلات من العقاب، لا يمكننا أن نتوقع سوى المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية quot;.
وقابلت المنظمة 27 امرأة كانت احداهن تمشي على عكازين. ونقلت المنظمة ان المرأة أفادت أنها عانت تسعة أيام من الضرب والصعق بالصدمات الكهربائية واعتداءات اخرى تسببت باعاقتها.
وافادت المنظمة ومقرها نيويورك، ان المرأة اعدمت في وقت لاحق على الرغم من التقارير الطبية التي تؤيد ادعاءات تعرضها للتعذيب.
وقالت المنظمة ان هؤلاء النساء اعتقلن إما من أجل التحقيق معهن بخصوص اقارب مشبوهين من الذكور، او بدعوى دعمهن للمسلحين، وليس بسبب جرائم يشتبه بانهن اقدمن على ارتكابها.
واعتبرت المنظمة ان القضاء العراقي لا يفعل ما يكفي للتحقيق في مزاعم التعذيب أو سوء المعاملة، مشيرة إلى أنه في كل الحالات الموثقة لديها تقدمت النساء بشكاوى للقضاة ولكن لم يفتح بها تحقيق.
وواجهت القوات العراقية في الاشهر الاخيرة موجة متزايدة من الانتقادات لاساليبها التي لم تفلح في وقف الهجمات شبه اليومية، في الوقت الذي قتل نحو 1000 شخص الشهر الماضي مع تصاعد اعمال العنف التي بلغت اعلى مستوى لها منذ 2008.
وتنشط منظمة هيومن رايتس ووتش ومحللون ودبلوماسيون ومشرعون بشكل متزايد في الكشف عن شهادات عن سوء المعاملة وتشمل الاعتقالات العشوائية وابقاء المعتقلين محتجزين لفترة طويلة دون محاكمة، وإغلاق بعض الأحياء والإساءة إلى المحتجزين.
ويقول محللون ان quot;معظم السنة لا يدعمون نشاطات الجماعات المسلحةquot; مثل دولة الاسلام في العراق والشام (داعش) وهي مجموعة جهادية تنشط في العراق وسوريا، quot;لكن غضبهم تجاه السلطات يجعلهم اقل استعدادا للتعاون معها في تقديم معلومات استخبارية أو تسليم مسلحين مشتبه بهمquot;.
وقال ستروك ان quot;هذه الانتهاكات تسببت بتنامي الغضب وانعدام الثقة بين المجتمعات المختلفة في العراق وقوات الأمن، وجميع العراقيين يدفعون الثمنquot;.