رغم إعلان السلطات السعودية أن قائمة الـ26 مطلوبًا التي نشرتها في العام 2003 تكاد تكون مغلقة بمقتل أو اعتقال من ورد اسمه فيها، إلا أن عبدالله الرشود الذي ورد اسمه في ذيل تلك القائمةما زال مجهول المصير بتأكيد رسمي من الرياض.

أعلنت السلطات السعودية مساء الأثنين أن المطلوب الأمني طالب آل طالب سلم نفسه، ولم تعطِ السلطات السعودية معلومات حول طريقة التسليم أو مكان تواجده لأكثر من عقد كامل منذ نشر قائمة الستة وعشرين مطلوبًا التي تذيلها آل طالب مع نهاية العام 2003.
لكن البيان السعودي عرج على معلومة مثيرة حين قال بأن القائمة تكاد تكون مغلقة بهلاك أو القبض على كل من ورد اسمه فيها، واستثنت من ذلك المطلوب عبدالله الرشود الذي قالت إنها لم تتأكد من أدلة حول مصيره.
والرشود كان منظراً شرعياً أكثر من أن يكون أداة قتالية ميدانية في تلك الأحداث التي شهدتها المملكة بين عامي 2003 و 2005 وذهب ضحيتها العشرات من المواطنين والمقيمين في عمليات تفجير واغتيالات طالت المدن المهمة خصوصًا.
وبرز الرشود أولاً حين قاد سلسلة من الاعتراضات على عمليات تنموية في الدولة وخصوصاً في ما يتعلق بالأنشطة الثقافية أو المرأة.
والرشود قيل أنه رفض أن يكون قاضياً لأنه تورع عنها، إلا أنه سافر إلى جنوب المملكة في محافظة النماص ليعمل معلم دين، فهو متخصص في الشريعة، ومن بيت تبرز فيه التربية الشرعية على الطريقة الوهابية التقليدية.
وعاد للرياض بعد سنوات طويلة ليعمل في ذات المجال قبل أن يستقيل ويتفرغ لما أسماه بـ quot;الدعوةquot;.
وسجن الرشود لشهرين في نهاية القرن الماضي حينما استصدر فتوى مثيرة من مفتي المملكة الأسبق الشيخ عبدالعزيز بن باز ضد أحد كبار رجال الدولة بسبب حوار الأديان الذي تدعمه المملكة.
وفور وقوع الأحداث الإرهابية في المملكة، وبعد إعلان القائمة الثانية التي تضم 26 مطلوباً، هرب الرشود ولم يعد يعرف له مكان حتى بدأ يظهر في مجلة (صوت الجهاد) الناطقة بلسان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وكان حينها يمثل أحد أهم المفتين للجنود المقاتلين في الهجوم على أهداف عسكرية ومدنية في الدولة، وبرز معه أيضاً في مجال الفتوى علي فارس آل شويل وعبد المجيد المنيع وعيسى العوشن وسلطان العتيبي ومعجب الدوسري، وكلهم قتلوا باستثناء آل شويل الذي قبض عليه متنكراً في أحد أودية الباحة جنوب المملكة.
وآخر ظهور في السعوديةبالصوت والصورة للرشودكان في يوليو 2004، حيث ظهر الرشود في شريط فيديو على طريقة القاعدة المعروفة، أمامه مصحف ومجموعة من الأسلحة المتنوعة، وخلفه خريطة العالم وجزيرة العرب كما يسمونها أو بلاد الحرمين في تسمية أخرى.
وأباح حينها الرشود دماء رجال الأمن وquot;كل المرتدينquot; ومن يقف في طريق quot;الجهادquot; و quot;المجاهدينquot;.
وانقطعت إثر ذلك أخباره بصورة كبيرة عن واجهة الأحداث، ولم تعثر السلطات عليه رغم الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم الإرهابي في السعودية وأودت بحياة الكثير من قياداته تباعاً.
المعلومات التي توفرت للسعوديين أنه ذهب للعراق الذي كان يرزح حينها quot;تحت احتلالينquot;،اميركا من جهة، والعناصر المقاتلة من كل البلاد الإسلامية تقريباً من جهة أخرى، وكان وصولهالى العراقفي مايو من العام 2005.
وهناك بدأ الرشود كما تقول بعض الأخبار من جديد في التأصيل والتخريج الشرعي، حتى نعاه زعيم القاعدة في العراق حينها أبو مصعب الزرقاوي بعدأشهر قليلةإثر مقتله بقذيفة أميركية، وقال الزرقاوي في بيانه quot; فلتهنئي أمة الإسلام باستشهاد علم من أعلام الخير والجهاد والعلم نعم العالم العامل شيخنا عبد الله الرشود تقبله الله في الشهداء هاجر وجاهد بلسانه وسنانه وقاتل وقتل ونصر الحق وأهله فلله در هؤلاء الركب، ركب دين وورع وعلم وعمل، خرج من جزيرة العرب، إلى ساحات الجهاد والوغى في بلاد الرافدين حيث كتبت منيته على تلك الأرضquot;.